تطورات جيوسياسية تربك أسواق النفط

المنتجون يعانون صعوبة تحقيق أسعار عادلة
الصباح الجديد ـ وكالات:

حالت أدوات ووسائل إدارة أسواق النفط العالمية وخطط وستراتيجيات المنتجين المتبعة خلال الفترة الماضية دون فرض التوازن وتعظيم القيم الاقتصادية المضافة للمنتجين أولاً والاقتصاد العالمي ثانياً، إذ لم يعد بمقدور أي طرف قيادة وتحديد المسارات التي يجب على الأسواق أن تتخذها بين فترة زمنية وأخرى.
وأرجع تقرير الطاقة الأسبوعي لشركة نفط الهلال، أن في ظل تزايد التداخلات بين إقتصادات الدول وتزايد النزاعات والتحديات التجارية والاقتصادية فيما بينها، الأمر الذي جعل من الصعب السيطرة وتحقيق التوازن والاستمرار ضمن نطاقات الأسعار العادلة لدى أسواق النفط وأمر بالغ الصعوبة خلال الفترة الحالية.
وفي هذا الصدد يقول تقرير نفط الهلال الأسبوعي إن الاستمرار في زيادة الإنتاج على حساب الطاقات الإنتاجية الفائضة الحالية، سيؤدي إلى رفع حساسية الأسواق تجاه حدوث إضرابات على الامدادات، وتمهد لمستويات جديدة من الأسعار تتجاوز التوقعات وقدرات الدول على إحتواء تأثيراتها الجانبية على الأداء الاقتصادي، مع الأخذ في الاعتبار أن زيادة الإنتاج من دون الاستثمار في رفع الطاقات الإنتاجية الفائضة سيرفع من مخاطر وجدوى الاستثمارات الحالية لدى منتجي النفط حول العالم.
وأضاف التقرير إن هوامش المناورة لدى أسواق الطلب قليلة جداً حيث تقدر الطاقة الفائضة بما لا يتجاوز 3 في المئة من الطلب العالمي على النفط في الوقت الحالي، وعند مستوى طلب عالمي يبلغ 100 مليون برميل يومياً.
وأشار التقرير إلى أن أي انخفاض يحدث على الطاقة الفائضة نتيجة لتطورات جيوسياسية أو نتيجة تصاعد حدة ووتيرة العقوبات التجارية والتي تشهد حالة من الاتساع الجغرافي، وتراجع للحلول الممكنة في الأجل القصير، وستتسبب في ارتفاع كبير على الأسعار في وقت قصير جداً.
وتضمن تقرير نفط الهلال أن أسواق النفط العالمية سجلت الكثير من التقلبات والتذبذبات نتيجة تضارب التقارير ذات العلاقة بمؤشر مخزونات النفط، التي باتت تحمل الكثير من التأثيرات المباشرة على أداء أسواق النفط والأسعار المتداولة فيها، نظراً إلى ارتباطها بمؤشرات الطلب ومعدلات التشغيل الاقتصادي ومعدلات النمو الحالية والمتوقعة، مع الأخذ في الاعتبار أن تسجيل قفزات كبيرة على المخزونات يعني ارتفاع للطلب على النفط لدى الأسواق .
وأضاف أن تسجيل هبوط مفاجئ يعني وجود مستويات استهلاك كبيرة غير مخطط لها، وبالتالي فإن كلا الاتجاهيين تؤثر على مستوى الطاقات الإنتاجية المتوفرة لدى المنتجين وتشكل حالة من الاستنزاف لها، نظراً إلى صعوبة توقع مستوى المخزونات أو توقيت ارتفاعها أو هبوطها العادي أو المفاجئ.
يشار هنا أن آفاق النمو الاقتصادي العالمي لا يمكن تقديرها أو التنبؤ بها تبعاً لحالة التقلب والتذبذب التي تسجلها بيانات مخزونات الخام لدى الولايات المتحدة، كونها تتم أسبوعيا وعلى درجة كبيرة من التقلب والتذبذب ارتفاعاً وانخفاضاً، وبالتالي فإن الاتجاه نحو استغلال الطاقات الإنتاجية الفائضة وضخ المزيد من الاستثمارات لتعزيزها خلال الفترة المقبلة لابد له من أن ينسجم في الأساس مع خطط وستراتيجيات المنتجين متوسطة وطويلة الأجل أولاً، والأهداف العامة التي ترسمها مجموعات العمل ثانياً، ومعدلات النمو المستهدفة للاقتصاد العالمي ثالثاً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة