إخفاق وثقافة

ما يزال الشارع الكروي العربي، حزيناً، بعد الاخفاق الذي رافق المشاركة الأخيرة في مونديال روسيا 2018، وكالعادة، تبدأ فصول حكايات وتبادل اتهامات وتسقيط بين اطراف عدة، من دون اللجوء إلى الأسباب التي تكمن في الفشل، ولا يوجد هنالك تقويم لما بعد مرحلة الوداع المونديالي المر، سوى الإطاحة برأس المدرب الذي يكون شماعة يعلق عليها اخفاق اتحادات الكرة في العديد من بلدان العرب!!.
ان الفارق الواضح بين اللاعب العربي، وبين منافسه من شتى قارات العالم، بات واضحا، فالأفضلية حتمية للأخر، لذلك أسباباً عدة تتعلق في طبيعة التعامل مع الحدث والتعبئة له، وتهيئة اللاعب بالصورة المثالية لحدث كالمونديال، وبعد الاخفاقات العربية، تبرز التصريحات وتتصدر اغلفة الصحف والمجلات وشاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي بجميع تفرعاته، فيما يقوم الاخرون من دول قارات العالم الاخرى، بالنظر جيدا لمسببات الفشل، من أجل البدء بمسيرة جديدة هدفها التعويض والنجاح!!.
يقول الكاتب الصحفي الرياضي، المصري، عصام سالم: الفارق بين الثقافة العربية في التعامل مع الأزمات، وبين الثقافة الألمانية، هو الفرق نفسه في رد الفعل العربي بعد «خيبة المونديال»، وبين رد الفعل الألماني بعد «كارثة» خروج بطل العالم من الدور الأول، ففي الوقت الذي انشغلت فيه الكرة العربية بلطم الخدود وشق الجيوب، وتبادل الاتهامات وجلد الذات، تحوّل الألمان سريعاً للتفتيش في أسباب الإخفاق، تحت شعار «هيّا بنا نعمل»، فهم قوم يتعاملون مع كل أمور حياتهم بالجدية الكاملة دون أن تكون لديهم «رفاهية» إضاعة الوقت، والأهم أن لديهم ثقافة «فن إدارة الأزمات»، لذا لا أستبعد أن ينهض الألمان سريعاً، بينما سنظل نحن العرب نفتش في ملف «الإخفاق المونديالي» إلى أن يداهمنا المونديال المقبل!.
فلاح الناصر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة