جامعتا السليمانية وبغداد تقيمان المؤتمر الدولي للدراسات التقابلية

تحت شعار «الدرس اللساني يربط بين اللغتين العربية والكردية»
السليمانية ـ عباس كاريزي:

تحت شعار لنجعل الدرس اللساني جسرا يربط بين اللغتين الكردية والعربية اقامت جامعة السليمانية قسم اللغة الكردية وجامعة بغداد كلية التربية ابن رشد قسم اللغة الكردية، المؤتمر الدولي للدراسات التقابلية بين اللغتين العربية والكردية.
اقيم المؤتمر على مدار يومي الاحد والاثنين (15-16) من شهر تموز الجاري في قاعة البروفيسور عز الدين مصطفى رسول بجامعة السليمانية، برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة اقليم كردستان يوسف كوران، بمشاركة الدكتور لطيف رشيد المستشار الاقدم لرئيس جمهورية العراق والسفير الفرنسي لدى العراق برونو اوبير، والسيدة شاناز ابراهيم احمد، واعضاء في مجلس النواب العراقي، ومحافظ السليمانية هفال ابو بكر ووفد من الكتاب والاكاديميين والصحفيين العراقيين، واكاديميين وكتاب وشعراء وباحثين كرد.
افتتح رئيس جامعة السليمانية الدكتور رضا حسن اعمال المؤتمر بالإشارة الى اهمية التلاقح الثقافي والادبي والفكري بين اللغتين العربية والكردية، واصفاً في كلمة القاها في المؤتمر بانه نقطة التقاء مهمة لتطوير اللغتين العربية والكردية، مشيرا الى ان (30) بحثاً ستقدم من قبل الباحثين والاساتذة والخبراء اللغويين من عرب وكرد خلال اعمال وجلسات المؤتمر.
بدوره قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة الاقليم الدكتور يوسف كوران، ان عقد مؤتمر حول اشكالات وافاق العلاقة بين اللغتين الكردية والعربية في محافظة السليمانية عاصمة الثقافة في الاقليم له اكثر من دلالة ومغزى في اكثر من مجال وصعيد، وهو يتناول اهم الخصائص التي تتميز بها البشرية والتي يطلق عليها اليوم اللغة، التي قال ان العراق يتميز بانه من اعرق واقدم الشعوب التي اسهمت في بناء وصياغة اللغات.
ان العلوم اللغوية الحديثة توصلت الى نتيجة مفادها، ان اللغة المستقلة هي الدليل الدامغ على وجود مجموعة اثنية قومية مستقلة، وقد تجددت هذه الافكار في العصور الحديثة بدوافع ايدولوجية ما مهد لسيطرة وهيمنة استعمارية، خدمة لأفكار قومية استعلائية اعتمدت التهميش والاقصاء.
واعرب كوران عن الاسف لان التاريخ السياسي الحديث للدولة العراقية اعتمد سياسية فرض اللغة الاوحد على امة متعددة القوميات والاعراق، مضيفاً ان الاشارة الى ذلك مرده الى ضرورة معرفة الاثار السلبية لسياسية الاقصاء والتهميش في اطار المشروع القومي للأنظمة التي حكمت الدولة العراقية سابقاً التي حاولت اقحام السياسية في جميع المجالات الحياتية، الامر الذي مهد لبروز نمط من القومية المتطرفة غير الديمقراطية المتعصبة، التي قال انها حاولت تغيير اللغة كقالب ووعاء للمعرفة الى هي اداة للهيمنة القومية واقحام اللغة عنوة في هذه الحرب الثقافية.
وتابع كوران انه خلافا لرغبة الحكام، فان اللغتين العربية الكردية تلاقحت وتناغمت، لان اللغة العربية لم تكن عند الكرد مجرد لغة قومية محددة، بل كانت ذات ابعاد ثقافية وتراثية وحضارية ودينية تجاوزت القومية بأشواط، حيث ان الشعراء والكتاب الكرد تفاخروا بكتاباتهم باللغتين العربية والكردية.
وطالب كوران الدولة العراقية، ومن اجل اعادة تمتين جسور الثقة بين مكونات العراق المختلفة الى الاهتمام باللغة الكردية واللغات الاخرى كالتركمانية والسريانية، التي قال انها يجب ان تكون ضمن سلم اولويات السياسية اللغوية الجديدة للدولة الاتحادية، واردف، وان هذه السياسية وان كانت واضحة في الدستور، كون العراق بلد ثنائي اللغات رسميا وذات مكونات لغوية متعددة، الا ان السياسات والتشريعات الفدرالية وتطبيقاتها في مجالات التربية والتعليم العالي والمؤسسات والدوائر الرسمية، ما زالت قاصرة ومختلفة ولا توافق لا روح ولا نص الدستور.
واضاف «ومن هنا ينبغي على الكتاب والباحثين والخبراء اللغويين العرب والكرد، استرداد الهيبة العلمية بين اللغتين والقضاء على السياسات الشوفينية السابقة وانقاذ اللغة من براثن الايدولوجية الاستعلائية، حيث ان الظروف السياسية والدستورية الحالية في العراق مؤاتية اكثر من اي وقت مضى لاحياء العلاقات الطبيعية والعمل المشترك البناء بين ابناء اللغتين، وارساء الاسس المستقبلية المتينة للتعايش والتكامل المجتمعي، في العراق الفدرالي الديمقراطي، معربا عن امله في ان جعل هذا المؤتمر تقليدا سنوياً دائماً، وبداية لعلاقة جديدة لباحثي اللغتين، وتسخير لغاتنا وثقافتنا لمزيد من التلاقح والتكامل بين ابناء العراق من شتى المكونات.
الدكتور اسامة فاضل عبد اللطيف القى كلمة بالنيابة عن رئاسة جامعة بغداد كلية التربية ابن رشد، ثمن خلالها جهود القائمين على المؤتمر مؤكدا، ان العلاقات العربية الكردية تميزت خلال المراحل السابقة بالعمل المشترك والتواصل الحضاري والثقافي والفكري والشعري والادبي والفني، معربا عن امله في استمرار علاقات التعاون بين ابناء اللغتين وجميع مكونات العراق في اطار الخير والبناء ومحاربة الافكار المتطرفة الهدامة.
مؤكدا، ان وحدتنا تحتم التعايش السلمي بين جميع المكونات باتجاه تفعيل ارادة الخير والسلام والبناء وغرس روح السلام والعمل الديمقراطي وقبول الاخر، مشيرا الى ان جسور التواصل والتلاقح اللغوي والفكري بحاجة الى مزيد من التواصل والعمل المشترك.
عقب ذلك بدأ المؤتمر جلسته النقاشية الاولى التي حملت عنوان تأثير وتأثر الثقافتين العربية والكردية التي حاضر فيها كل من السفير الفرنسي برونو اوبير و الاستاذ الدكتور عز الدين مصطفى رسول وشوقي عبد الامير رئيس تحرير صحيفة بين النهرين والدكتور ابراهيم الخياط امين عام اتحاد الادباء في العراق، والاستاذ الدكتور كريم حسين ناصح رئيس جمعية اللسانيين العراقيين، بكلمات اكدت، ان اللغة عامل وعي وتحرر ونضج داخل الاجيال ما يحتم ضرورة استمرار التواصل والتبادل المعرفي والفكري واللغوي والثقافي والادبي بين مكونات البلاد وتحديدا بين العرب والكرد.
يشار الى ان البحوث والدراسات التي قدمت في مؤتمر الدراسات التقابلية بين اللغتين العربية والكردية تناولت المستويات التالية، «الفنوتيك والفنولوجيا والصرفية والنحوية والدلالية والتداولية وظواهر التأثر والتأثير بين اللغتين وتطوير وسائل تعلم وتعليم اللغتين ودراسات في النصوص الادبية في اللغتين العربية والكردية فضلاً عن دراسات موازنة لغوية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة