استلاب الحاضر باجترار الماضي !

لن يترك اسيرو عقد الماضي أية محاولة لنفض الغبار عن هذا الماضي والتطلع نحو حاضر وغد افضل مما كان ..ولربما كان الخوف من نجاح الدكتور حيدر العبادي في عبور الموانع والمطبات وتلقف زمام المبادرة في ازالة الالغام من طريق تشكيل الحكومة الدافع الرئيسي لهؤلاء الذين وصمت مسيرتهم بالفشل في الوقوف بوجه اية مبادرة يريد العبادي طرحها ..وستبقى هذه الفترة العصيبة بين التسليم والتسلم في منصب رئيس الوزراء من اصعب الفترات التي سيتكاثر فيها المتصيدون في الماء العكر والمنتفعون من الماضي المعقد والرافضون لرؤية بصيص النور وهو يقترب من نهايات الانفاق المظلمة …!! هؤلاء اليوم يشكلون ظلا ثقيلا يحاول حجب الرؤية عن أية منافذ للنجاحات يمسكون بالاغلال لربطها من اجل الابطاء او ايقاف حركة تشكيل الحكومة ..واذا لم يجد السيد العبادي العون من اطراف اخرى خارج ائتلاف دولة القانون فلن يتمكن من ازاحة او منع من يريدون اجترار الماضي في كل ملف تسعى اطراف العملية السياسية لاعادة فتحه من جديد ومحاولة ايجاد اطر جديدة لحلحلته ..!! ومن يراقب المشهد السياسي بدقة سيجد ان ثمة صراعاً خفياً  يدور بين التحالف الوطني وائتلاف دولة القانون لفرض الارادات وانتزاع الصلاحيات  ومحاولة الابقاء على الاطر القديمة في معالجة ملفات العلاقة مع اقليم كردستان وملف الانباروعلاقة العراق بمحيطه العربي والاقليمي ومحاولة انتزاع القوة والقدرة في هذا الخلاف من اجل حشد اطراف التحالف وبث النفوذ في صلب النقاشات الدائرة داخل التحالف من اجل الهيمنة على قراراته ..ولانريد للسيد العبادي  ان يكون اسيراً او رهيناً في هذا الصراع  بعد أن تلقى سيلا واسعاً من الترحيب واعلان الدعم من  المرجعية الدينية واقطاب العملية السياسية ومن الدول الشقيقة والصديقة وليكن هذا الدعم والتأييد المظلة الواسعة والميدان الرحب الذي يمكن للعبادي التحرك فيه بحرية اوسع من المظلات والميادين الاخرى الضيقة داخل ائتلاف دولة القانون وحتى داخل التحالف الوطني ..!! لان العراقيين ينظرون اليوم بكل طوائفهم ومللهم وقومياتهم ومذاهبهم الى الدكتور حيدر العبادي مرشحاً لهم  انه اليوم مرشح العراق وان ظروف مجيئه وتكليفه بهذه المهمة تتشابه تماماً مع مهمة المنقذ من وحل الخراب والدمار الذي يلف ازمات العراق المختلفة وبالتالي فان التحرر من الماضي وعقده والشروع بفتح صفحة جديدة في التعاطي مع كل مايطرح من الاطراف الاخرى اصبح اليوم مهمة ملحة وشرطا اساسيا لنجاح رئيس الوزراء في تشكيل الحكومة والبدء بدوران عجلة خروج العراق من هذا النفق المظلم …!!وما على العبادي إلا صمّ اذنيه عن الاصوات التي تريد الابقاء على المشاريع والافكار البالية التي جربها الاخرون وفشلوا فيها ورفض أية محاولات للهيمنة على صلاحياته او رؤيته ومد الجسور مع كل صاحب مبادرة جديدة والمباشرة بقلوب مؤمنة وبنوايا صادقة باعادة ترميم ماخرب  في العراق وبناء مادمر فيه  والانطلاق نحو أفق جديد يعيد للعراقيين الامل ببقاء وطنهم  ودفع الشر عنه ..!!

د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة