كانت بحوزة 5 من قتلاهم في منطقة “الحاوي”
ديالى – على القيسي:
أعلنت محافظة ديالى عن ضبط عقاقير هلوسة وتخدير بحوزة جثث تعود الى قتلى تنظيم داعش الارهابي، فيما كشفت مصادر طبية ان هذه العقاقير، غير سائدة في الأسواق المحلية والاقليمة متوقعة تصنيعها من قبل جهات استخبارية، خصيصا لمقاتلي التظيم.
وذكر قائممقام قضاء الخالص التابع الى محافظة ديالى، عدي الخردان، غي تصريح خص به “الصباح الجديد”، أمس الثلاثاء، أنه “تم ضبط عقاقير مخدرة غير مألوفة بحوزة عدد من قتلى التنظيمات المسلحة ممن جرى قتلهم في اشتباكات ضارية خلال ال48 ساعة الماضية في منطقة (الحاوي) التي تقع على الحدود بين محافظتي ديالى وصلاح الدين”.
واضاف الخدران ان “العقاقير المخدرة التي وجدت بحوزة هؤلاء القتلى تتميز على وفق التقارير الطبية بفعالية عالية تعطى لمن يتناولها القدرة على التكيف مع الاجواء المناخية الصعبة كالمناطق الصحراوية التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة وقلة مصادر المياه”.
واشار القائممقام الى ان “العثور على هذه العقاقير التي لم يسجل وجود مثل هذه الانواع من قبل يدلل على ان التنظيم يعتمد على مثل هذا النوع من العقاقير لتعزيز قدرات مقاتليه معنويا وجعلهم اكثر قدرة على التحدي خاصة في المناطق ذات التضاريس الصعبة”.
من جهته، ذكر مصدر امني في المحافظة لـ “الصباح الجديد”، أمس الأربعاء، ان “7 مسلحين قتلوا في منطقة (الحاوي) خلال اليومين الماضيين عثر بحوزة 5 منهم على عقاقير مخدرة لم يعرف مصدرها او الجهة المصنعة لها”، لافتا الى ان “المعلومات الاولية المتوفرة عنها تشير الى ان تصنيعها تكون بكميات ليست كبيرة وتعطى لعناصر التنظيم المتواجدين في مناطق محددة”.
وتوقع ان “تكون وراء انتاج مثل هذه العقاقير دوائر واجهزة مخابراتية اجنبية على علاقة بهذا التنظيم”.
وفي السياق نفسه أكد الاخصائي الطبي، قصي العزاوي، في حديث أجرته “الصباح الجديد”، ان “العقاقير المخدرة باختلاف انواعها وتأثيراتها شها سمة موحدة تسلب ارادة المدمن وتقلل من قدراته العقلية بحث يصبح اشبه بالدمية او الالة التي يمكن التحكم بها لمن يملكها او يسيطر عليها”.
واشار العزاوي الى ان “هناك تغييرات كثيرة حدثت في صناعة العقاقير المخدرة خلال العقد الماضي من خلال زيادة تأثيراتها على ارادة وقدرات المدمنين”، لافتا الى ان “وجود مثل هذه العقاقير والمواد المخدرة بحوزة المسلحين امر ليس بالغريب فقد تم تسجيل حالات كثيرة خلال العنف الطائفي”.
في غضون ذلك، قال المراقب الامني، اسماعيل كريم الجبوري، في حديث أجرته “الصباح الجديد”، يوم أمس، ان “العديد من الجماعات المسلحة الناشطة في البلاد تمثل ادواة تابعة لدوائر مخابراتية اجنبية”، مؤكدا ان “تلك التنظيمات تعتمد على تجارة المخدرات بكافة انواعها والتي برزت بعد عام 2003 بسبب ضعف الرقابة على الحدود مع دول الجوار والتي اعتمدت في وارداتها كمصدر تمويل لاعمال العنف خلال السنوات الماضية اضافة الى انها حولت ملف الادمان كأسلوب لاصطياد الشباب وتجنيدهم في صفوف الجماعات المسلحة في محاولة لضخ دماء جديدة تسهم في ديمومة اعمال العنف”. واشار الجبوري الى ان “الحديث عن العثور على عقاقير غير مألوفة هي محاولة للتنظيم المسلح ايجاد عقاقير اكثر قدرة تساعد عناصره بشكل خاص في عمليات الهجمات الانتحارية بعد التعرض لفقدان العقل وسلب الارادة لكثير من هذه العناصر المسلحة وهي تعد ايضا كقنابل موقوتة كما تحصل في عمليات التفجير الانتحاري”.