ألمانيا تنتزع نجمتها الرابعة من «قلب» القارة الأميركية على حساب الأرجنتين

انتظرت القارة الاوروبية 84 عاما لكي تقول كلمتها في القارة الاميركية وذلك بفضل المنتخب الالماني الذي اضاف النجمة الرابعة الى صدره بفوزه على نظيره الارجنتيني 1-صفر بعد التمديد الاحد على ملعب «ماراكانا» الاسطوري في المباراة النهائية لمونديال البرازيل 2014.
وسجل ماريو غوتسه هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 113.
وعجزت المنتخبات الاوروبية عن الفوز باللقب العالمي في القارة الاميركية باجزائها الجنوبية والوسطى والشمالية في سبع محاولات سابقة، لكن «ناسيونال مانشافت» تمكن من فك عقدة القارة العجوز وتوج بلقبه الاول منذ 1990 والرابع في تاريخه بعد اعوام 1954 و1974 و1990، بعدما تفوق على ارجنتين ليونيل ميسي بفضل هدف من البديل ماريو غوتسه في الدقيقة 113، لتصبح اوروبا القارة الاولى التي تتوج بثلاثة القاب متتالية (فازت ايطاليا عام 2006 واسبانيا عام 2010).

إصرار على اللقب
وبعد ان انتهى مشوار الالمان في النسخات الثلاث السابقة على يد منتخب توج باللقب (في النهائي عام 2002 امام البرازيل وفي نصف النهائي امام ايطاليا عام 2006 وفي نصف النهائي ايضا امام اسبانيا عام 2010)، نجح «ناسيونال مانشافت» اخيرا في تأكيد مشواره التصاعدي واحراز لقبه الاول منذ ان توج بطلا لكأس اوروبا عام 1996، وجاء عن استحقاق وجدارة خصوصا بعد ان حجز بطاقته الى النهائي الثامن في تاريخه بسحقه البرازيل المضيفة 7-1 في الدور نصف النهائي.
والملفت ان سبعة من اللاعبين الموجودين حاليا في المنتخب الالماني لم يكونوا قد ابصروا النور عندما فازت المانيا بلقبها الاخير وهم اندريه شورله وكريستوفر كرامر وشكودران مصطفي وايريك دروم وماريو غوتسه وجوليان دراكسلر وماتياس غينتر (جميعهم من الاحتياطيين).
وجدد الالمان تفوقهم على الارجنتين التي كانت تخوض النهائي الاول لها منذ 1990 حين خسرت امام «ناسيونال مانشافت» بالذات بهدف لاندرياس بريمه، وذلك بعد ان اخرجوهم من الدور ربع النهائي في نسختي 2006 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي، وربع نهائي 2010 بنتيجة كاسحة صفر-4.
وهذه كانت المواجهة الثالثة بين المنتخبين في المباراة النهائية (رقم قياسي في كأس العالم) لانه سبق ان خسر الالماني في مكسيكو 1986 امام دييغو مارادونا ورفاقه، كما انها المرة السابعة التي يتواجه فيها الطرفان في النهائيات (رقم قياسي بالنسبة لعدد المواجهات بين فريقين في كأس العالم مشاركة مع مواجهة البرازيل-السويد).
وتعود المواجهة الاولى بينهما الى 1958 حين فازت المانيا 3-1 في دور المجموعات ثم تعادلا صفر-صفر في الدور الاول عام 1966، قبل لقائهما في نهائي 1986 الذي حسمته الارجنتين 3-2، ونهائي 1990 وربع نهائي 2006 و2010.
كما تواجه الطرفان في دور المجموعات من كأس القارات عام 2005 في المانيا وتعادلا 2-2.
وبالمجمل، حملت هذه المواجهة بينهما رقم 21 وحققت المانيا فوزها السابع مقابل 9 هزائم و5 تعادلات.
وقد فشلت الارجنتين التي احتاجت الى ركلات الترجيح لكي تتخطى هولندا (صفر-صفر في الوقتين الاصلي والاضافي) في اول وصول لها الى دور الاربعة منذ 24 عاما وتحديدا منذ مونديال 1990، في تحقيق ثأرها من المانيا التي يعود تتويجها الى كأس اوروبا 1996.

أوروبا تفوز بلقب لاتيني
وتدين المانيا بحصولها على نجمتها الرابعة الى الاداء الجماعي الرائع لرجال المدرب يواكيم لوف الذين جعلوا من «ناسيونال مانشافت» المنتخب «الاجنبي» الاول الذي يتوج باللقب العالمي في القارة الاميركية التي عجز اي من منتخبات القارة العجوز ان يعود من اراضيها بالكأس الغالية، حيث فازت الاوروغواي بالنسخة التي استضافتها عام 1930 ثم في نسخة 1950 على الاراضي البرازيلية، قبل ان تفوز البرازيل بنسخة 1962 في تشيلي و1970 في المكسيك ثم الارجنتين على ارضها عام 1978 وفي المكسيك عام 1986.
واستضافت الولايات المتحدة نسخة 1994 وتوجت البرازيل باللقب للمرة الرابعة في تاريخها.
والملفت ان الاوروبيين لم يتوجوا باللقب سوى مرة واحدة خارج القارة العجوز وكانت في النسخة السابقة التي احرزتها اسبانيا في جنوب افريقيا، علما بانها كانت المرة الثانية فقط التي تقام فيها البطولة خارج اوروبا او اميركا، والاولى كانت عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان واحرزتها البرازيل.
ولم تتمكن الارجنتين بقيادة المدرب الفذ اليخاندرو سابيلا والنجم الكبير ليونيل ميسي من تكريس العقدة الاوروبية بعيدا عن القارة العجوز والى تحقيق ثأرها من الالمان واحراز لقبها الثالث في العرس الكروي العالمي بعد عامي 1978 و1986 من اصل خمس مباريات نهائية، والاول لها في كافة البطولات منذ 1993 حين توجت بكوبا اميركا في الاكوادور.
وبدأ لوف اللقاء دون اي تعديل على التشكيلة التي اكتسحت البرازيل في نصف النهائي لكنه اضطر الى استبدال سامي خضيرة بلاعب بوروسيا مونشنغلادباخ كريستوف كرامر بعد تعرض لاعب وسط ريال مدريد الاسباني لاصابة خلال الاحماء.
كما لعب ميروسلاف كلوزه الذي حطم رقم البرازيلي رونالدو من حيث عدد الاهداف في النهائيات (16) اساسيا مرة اخرى، ليخوض بالتالي مباراته ال24 في النهائيات ويصبح على بعد مباراة من الرقم القياسي الذي يحمله مواطنه لوثار ماتيوس قائد منتخب المتوج عام 1990.

كلوزه يحطم الأرقام
كما حطم كلوزه في المباراة النهائية رقما قياسيا جديدا كان مسجلا باسم برازيلي اخر هو بيليه، وذلك من حيث عدد الايام الفاصلة بين مباراتين نهائيتين (4396 يوما بين نهائي 2002 و2014 بالنسبة للالماني و4375 يوما بين نهائي 1958 و1970 بالنسبة للاسطورة البرازيلية).
وفي الجهة المقابلة، عاد انخل دي ماريا الى المنتخب الارجنتيني بعد تعافيه من اصابة تعرض لها في ربع النهائي امام بلجيكا لكنه بدأ اللقاء على مقاعد الاحتياط في حين لعب انزو بيريز اساسيا مرة اخرى.
وبقي سيرخيو اغويرو ايضا على مقاعد الاحتياط بعد دخوله في الدقائق الاخيرة من الوقت الاصلي امام هولندا اثر تعافيه من اصابة ابعدته عن الفريق منذ المباراة الاخيرة في الدور الاول امام نيجيريا، فيما لعب غونزالو هيغواين كالعادة وحيدا في المقدمة ومن خلفه ميسي وبمؤازرة من ايزيكييل لافيتزي.
وبدأت المباراة بوتيرة سريعة ودون اي حذر من الطرفين وكان الارجنتينيون الاقرب الى افتتاح التسجيل اثر ركلة حرة فاشلة من الالمان انطلق على اثرها رجال سابيلا بهجمة مرتدة وصلت على اثرها الكرة الى هيغواين الذي توغل في الجهة اليمنى بعد ان سقطت الكرة امامه مجددا اثر اعتراض خاطىء من الدفاع فسددها قوية من زاوية ضيقة لكن محاولته مرت من امام باب المرمى وواصلت طريقها الى الجهة الاخرى من الملعب (4).
وانتقلت الافضلية الميدانية بين الفريقين اللذين تبادلا الهجمات دون تشكيل خطورة فعلية على المرمى حعتى الدقيقة 21 عندما اخطأ توني كروس باعادة الكرة لحارسه مانويل نوير فخطفها هيغواين وانفرد بالمرمى الالماني لكنه تسرع بتسديدها بجانب القائم الايمن رغم انه كان وحيدا.
ثم تعرض الالمان لضربة بعدما اضطر لوف الى الزج باندري شورله بدلا من كرامر الذي دخل قبيل صافرة البداية بعد اصابة خضيرة (32)، وذلك بسبب ضربة تعرض لها في رأسه اثر اصطدامه بكتف المدافع ايزيكييل غاراي.
وكاد شورله ان يفعلها بعد دقائق على دخوله اثر هجمة مرتدة سريعة وتمريرة متقنة من توماس مولر لكن الحارس سيرخيو روميرو وقف في وجه محاولة لاعب وسط تشلسي الانكليزي (37).
وردت الارجنتين بفرصة خطيرة جدا لميسي الذي قام بمجهود رائع على الجهة اليمنى وتوغل بالمنطقة بعد ان تخطى ماتس هوملس لكن جيروم بواتنغ تدخل في الوقت المناسب ليقطع الكرة (39)، ثم انتقل الخطر الى الجهة المقابلة بتسديدة من حدود المنطقة لكروس لكن روميرو كان في المكان المناسب (43).
وكاد الالمان الدخول الى استراحة الشوطين وهم في المقدمة لكن الحظ عاندهم بعدما ناب القائم الايسر عن روميرو ليقف في وجه رأسية صاروخية من بينيديكت هوفيديس اثر ركلة ركنية (45).
وفي الشوط الثاني، زج سابيلا باغويرو بدلا من لافيتزي بحثا عن تعزيز خط هجومه والوصول الى الشباك الالمانية وكاد ان يتحقق له ما اراده عبر ميسي الذي كسر مصيدة التسلل وتوغل في المنطقة لكن تسديدته مرت بجوار القائم الايسر (48).
وعاد الالمان ليفرضوا ايقاعهم وسط تراجع ارجنتيني واعتماد على الهجمات المرتدة.
وحصل الالمان على فرصتهم الاولى في الشوط الثاني في الدقيقة 59 اثر كرة رأسية من كلوزه لكن محاولة مهاجم لاتسيو الايطالي كانت ضعيفة ولم يجد روميرو صعوبة في التعامل معها.
وواصل الالمان اندفاعهم لكن دون خطورة على مرمى روميرو حتى الدقيقة 71 واثر لعبة جماعية وتمريرة بينية من مولر الى شورله الذي كان بامكانه التوجه مباشرة الى المرمى لكن الكرة طالت عنه، ما حرم بلاده من فرصة افتتاح التسجيل.
ثم انطلقت الافضلية للارجنتين التي حصلت على فرصة لميسي بعد ان توغل في الجهة اليمنى وتلاعب بالدفاع قبل ان يسدد الكرة من حدود المنطقة وبنفس الطريقة التي سجل فيها هدف الفوز على ايران (1-صفر) في الوقت بدل الضائع من مباراة الفريقين في الدور الاول، لكن محاولته مرت هذه المرة بجانب القائم الايمن (75).
وحاول سابيلا ان يحسم اللقاء في الوقت الاصلي وتجنب الاحتكام الى التمديد للمباراة الثانية على التوالي والثالثة في البطولة من خلال ادخال رودريغو بالاسيو بدلا من هيغواين (78).
لكن الهدف كاد ان يأتي من الجهة المقابلة عندما سقطت الكرة امام كروس على حدود المنطقة فاطلقها قوية لكن محاولته مرت بجانب القائم الايسر (82).
وشهدت الثواني الاخيرة من الوقت الاصلي خروج انزو بيريز من الارجنتين لمصلحة فرناندو غاغو (86)، وكلوزه من الجهة الالمانية لمصلحة ماريو غوتسه (88)، دون ان يغير ذلك في نتيجة اللقاء ليحتكم الطرفان الى التمديد، المانيا للمرة الثانية بعد لقائها في الدور الثاني امام الجزائر (2-1) والارجنتين للمرة الثالثة بعد لقاءي سويسرا في الدور الثاني (1-صفر) وهولندا في نصف النهائي، لتعادل رقم انكلترا (1990) وبلجيكا (1986) اللتين اضطرتا لخوض التمديد ثلاث مرات ايضا في نسخة واحدة.
وهذه المرة الثانية التي يخوض فيها المنتخبان التمديد في المباراة النهائية، الارجنتين عام 1978 على ارضها حين فازت على هولندا 3-1، والمانيا عام 1966 ضد انكلترا وخسرتها 2-4.
كما انها المرة الحادية عشرة التي تلجأ فيها المانيا الى التمديد في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم لتعادل الرقم القياسي المسجل باسم ايطاليا، فيما خاضت الارجنتين التمديد 8 مرات سابقا وتأهلت فيها الى الدور التالي سبع مرات وهزيمتها الوحيدة فيها كانت في ربع نهائي 2006 ضد… المانيا بالذات.
كما هي المرة الثالثة على التوالي التي يتم فيها حسم اللقب العالمي بعد الوقت الاصلي (ايطاليا على فرنسا بركلات الترجيح عام 2006، واسبانيا على حساب هولندا بعد التمديد).
واستهل الالمان الشوط الاضافي الاول بفرصة خطيرة جدا لشورله بتسديدة من داخل المنطقة لكن روميرو تألق في الدفاع عن مرماه (91).
وردت الارجنتين بانفرادة لبالاسيو لكن مهاجم انتر ميلان الايطالي حاول ان يلعب الكرة فوق نوير فاخفق في محاولته ومرت الكرة بجانب القائم الايمن (97)، ثم غابت الفرص تماما عن المباراة حتى الدقيقة 113 عندما توغل شورله في الجهة اليسرى قبل ان يلعب كرة عرضية للبديل غوتسه الذي وجد نفسه وحيدا بمواجهة روميرو فيسطر عليها بصدره قبل ان يسددها «طائرة» في الشباك الارجنتينية، موجها ضربة قاضية لامال ميسي باضافة كأس العالم الى سجله الاسطوري على صعيد الاندية فتأجل حلمه بالتتويج على اكبر مسرح كروي الى 2018 في روسيا.
بعد أن أحرزت ألمانيا هدف الفوز بكأس العالم لكرة القدم في شباك الأرجنتين، اهتز ملعب ماراكانا بفرحة الجماهير وأنشد الألوف أغاني النصر، لكن الهتافات التي ترددت في جنبات الملعب كانت بالبرتغالية وليست بالألمانية.
احتفل مشجعو الدولة المنظمة بعدم حصول الأرجنتين على اللقب، الأمر الذي بدا غريباً، خاصة بعد أن أنزلت ألمانيا بالبرازيل أقسى هزيمة لها في كأس العالم، حينما أذلتها بنتيجة 7-1 في الدور نصف النهائي. لكن المنافسة مع الأرجنتين أكثر مرارة على البرازيليين من هذه الهزيمة النكراء.
وقال بيدرو كوزوليمو (27 عاماً)، الذي يعمل محامياً في ريو دي جانيرو: «أدخلت ألمانيا سعادة كبيرة على الشعب البرازيلي».
وهتف كوزوليمو، الذي كان يرتدي الزي الذي ارتداه لاعبو ألمانيا في نصف النهائي أمام البرازيل «شكراً ألمانيا».
وكان نحو 100 ألف مشجع أرجنتيني وصلوا إلى ريو لحضور النهائي، معظمهم قطعوا اآاف الأميال بسياراتهم وشاحناتهم وحافلاتهم للقدوم إلى البرازيل بدون تذاكر للمباريات او حتى أماكن للإقامة.
وخيم بعضهم على شواطىء كوبا كابانا وسمحت السلطات لآخرين بالنوم في شاحناتهم أو في خيام في مناطق إقامة الكرنفالات في المدينة.
ووجد البرازيليون صعوبة كبيرة في تقبل هذا الغزو.
وفي المترو إلى الملعب، ملأ المئات من الأرجنتيين العربات ورددوا الأغاني والهتافات المسيئة للدولة صاحبة الضيافة، فيما انزوت مجموعة صغيرة من المشجعين الألمان في جانب العربة وصمت البرازيليون أيضاً.
وقابل الألمان ثقة المشجعين الأرجنتيين خارج الملعب بتقديم عرض جماعي قوي اتسم بالمهاراة والصبر في ملعب ماراكانا لينتزعوا اللقب.
وتنفس البرازيليون الصعداء بعد أن سلمت رئيسة البلاد ديلما روسيف كأس البطولة لقائد ألمانيا فيليب لام، بعد أن انتهى السيناريو الكابوس بالنسبة لهم، إذ كانت ستبقى صورة ليونيل ميسي وهو يرفع الكأس في ملعب ماراكانا قاسية جداً على نفوسهم لسنوات.

كلوزه: من الجيد أن تعتزل
اللعب الدولي وأنت بطل عالم
هذا وعبر المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه عن سعادته الكبيرة بالإنجاز الذي حققه المنتخب الألماني بالفوز بلقب المونديال بعد غياب طويل عن منصات التتويج.
وقال كلوزه في المنطقة المختلطة عقب اللقاء: «ما تحقق أزال مرارة 12 عاماً بعد خسارتنا اللقب في مونديال 2002، وأعاد المانشافت لمنصات التتويج من جديد».
ويعد كلوزه اللاعب الألماني الوحيد من جيل 2002 الذي خسر أمام البرازيل 2-0 في نهائي مونديال كوريا واليابان 2002.
وأضاف: «من الجميل أن تظل في الملعب حتى تعيش هذه اللحظة التاريخية، وأعتقد أننا نستحق هذا الإنجاز كفريق».
وعن مستقبله في الملاعب قال النجم الألماني: «لم أحدد مستقبلي بعد، ولا أعرف إذا كنت سأعتزل أم لا في الأقل على المستوى الدولي».
وتابع: «من الجيد أن يعتزل اللاعب وهو بطل عالم وبعد أن حقق الهدف الأكبر في حياته. أحتاج لبعض الأيام من أجل اتخاذ القرار الصعب».
هذا وحقق مهاجم منتخب المانيا ميروسلاف كلوزه رقماً قياسياً جديداً بمجرد مشاركته في نهائي كأس العالم.
اللاعب المخضرم الذي بات أفضل هداف في تاريخ كأس العالم مسجلاً 16 هدفاً، أصبح أول لاعب في التاريخ يخوض مباراتي نهائي كأس العالم تفصل بينهما 4396 يوماً، مزيحاً بيليه عن الرقم القياسي الذي كان يحمله بـ 4375 عندما لعب مباراتي نهائي 1958 و1970.
كلوزه خاض نهائي 2002 مع المنتخب الألماني أمام البرازيل، وذلك في أول مشاركة له خلال بطولة كأس العالم والتي سجل خلالها 5 أهداف في دور المجموعات، لكنه خسر تلك المباراة النهائية بهدفين نظيفين.
ميروسلاف كلوزه يبلغ من العمر 36 عاماً، وتلقى إشادة كبيرة لتصميمة على خوض هذه البطولة فتنازل عن تمثيل فرق تلعب بدوري أبطال أوروبا، ولعب مع لاتسيو في الأعوام الأخيرة لضمان الحفاظ على لياقته واللعب كأساسي.
من جهته كشف المهاجم الألماني كلوزه أنه أخبر بديله ماريو غوتزه بأنه سيسجل هدف فوز منتخب بلاده بكأس العالم في شباك الأرجنتين، وهو ما تم بالفعل.
وقاد غوتزه الألمان للتتويج باللقب المونديالي للمرة الرابعة في تاريخهم، والأولى منذ 1990، بعد تسجيله هدف النهائي الوحيد في الدقيقة 113 ، بالشوط الإضافي الثاني على ملعب ماراكانا بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
وحل غوتزه بديلاً لكلوزه في الدقيقة 88 من المباراة النهائية للمونديال.
وأوضح الهداف التاريخي للمونديال بـ16 هدفاً في تصريحات للتليفزيون الألماني عقب التتويج: «لقد أخبرت ماريو بأنه يتعين عليه تسجيل الهدف، إنه لاعب رائع».

لوف: فوز المانيا بكأس العالم احتاج لعشر سنوات من الإعداد
قال يواكيم لوف مدرب المانيا ان الفوز بكأس العالم لكرة القدم يوم الأحد في البرازيل لم يكن نتاج 50 يوما فقط من الاعداد الجيد قبل البطولة بل جاء كتتويج لجهود خطة طويلة الأمد.
وتولى لوف مسؤولية المانيا خلفا ليورجن كلينسمان بعد حصول الفريق على المركز الثالث في كأس العالم 2006 ويعتقد المدرب الحالي انه لولا الخروج مبكرا في بطولات سابقة لتأخر اللقب الرابع لبلاده أكثر من هذا.
وقال لوف (54 عاما) بعد الفوز 1-صفر على الارجنتين في النهائي أمس الأحد باستاد ماراكانا في ريو دي جانيرو في البرازيل «أعتقد اننا تجمعنا لمدة 50 يوما لكن هذا المشروع بدأ قبل عشر سنوات.»
وأضاف «بدأنا هذا مع يورجن كلينسمان بعد 2004 وواصلنا العمل. أبرز نقاط قوتنا اننا تطورنا بمرور السنوات حتى وان لم نقطع هذه الخطوة الأخيرة في بعض البطولات.»
ووصلت المانيا الى قبل النهائي على الأقل في آخر نسختين لكل من كأس العالم وبطولة اوروبا التي خرجت من الدور الأول فيها عامي 2000 و2004.
وقال لوف «كنا نعلم اننا سنقطع هذه الخطوة الأخيرة وكنا نثق في هذا واليوم نجحنا أخيرا.»
وتسببت هذه الانتكاسات في تكوين خطة قومية للاستثمار في مراكز الشباب من أجل اكتشاف مواهب جديدة والذي يأتي من ضمنهم ماريو جوتسه (22 عاما) صاحب هدف الفوز على الارجنتين.
وقال لوف «شعرنا باحباط في بعض الأوقات السابقة لكن اليوم هذا الفريق يستحق الفوز. انها لحظة مميزة لانه الأمر لا يتعلق بتلك الأيام السابقة فقط بل بالعشر سنوات بأكملها.»
وأكد لوف انه كان على لاعبي المانيا في تلك الفترة عدم الاعتماد فقط على الطريقة التقليدية بالعمل الشاق والكفاح حتى النهاية.
وتعلم اللاعبون الشبان الكثير من المهارات كي يتمكنوا من المنافسة مع الأندية والمنتخبات الأجنبية.
وقال لوف «لعب الدوري الالماني دورا كبيرا في هذا مع مراكزه التدريبية. في 2000 و2004 كرة القدم الالمانية كانت في الحضيض. لكن اتخذنا قرارا بالاستثمار في التدريبات كي نصبح أفضل من الناحية الخططية.»
وأضاف «نقاط التفوق الالمانية لم تكن كافية وكان يجب علينا تطوير مهاراتنا.»
وجاءت أولى النتائج المبشرة في 2010 عندما أشرك لوف أصغر تشكيلة لالمانيا في 76 عاما بكأس العالم كما نال الفريق اعجاب الكثير من المتابعين بسبب الأداء الهجومي الجذاب.
وقال لوف «الأندية لها نصيب من هذا أيضا لانها أصبحت تعتمد على لاعبين أصغر سنا في الفريق الأول. الأندية تقدم عملا رائعا ويجب ان نشكرها على هذا.

لماذا تم اختيار ميسي كأفضل لاعب في كأس العالم؟
نال النجم ليونيل ميسي جائزة أفضل لاعب في مونديال البرازيل 2014 بعد أن خسر المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية أمام المنتخب الألماني بهدف نظيف.
حصول ميسي على جائزة أفضل لاعب صدمت العديد من المتابعين لكن بهدوء ومنطق نذكر الأسباب التي قادت ميسي ليكون الأفضل في هذا المونديال.
– بالأرقام نجد ميسي أحرز أربعة أهداف وصنع تمريرة حاسمة في الدور الثاني ضد سويسرا.
– هو أفضل مراوغ في كأس العالم 2014 حيث حقق أعلى معدل مراوغات ناجحة.
– أهداف ميسي الحاسمة في دور المجموعات حصدت للأرجنتين النقاط الكاملة والتي لولاها لحصدت الأرجنتين نقطتين فقط.. هدف حاسم أمام البوسنة من مجهود فردي وهدف حاسم اَخر أمام إيران وفي الوقت القاتل وأيضا جاء من مجهود فردي وهدفين أمام نيجيريا والتي لولاها لخسرت الأرجنتين تلك المباراة.
– ميسي قام بجهود مضاعفة من أجل تقديم تمريرة حاسمة ضد سويسرا لأنخيل دي ماريا أنقذت الأرجنتين من الفخ السويسري.
– ميسي أكثر من قام بتمريرات ناجحة في المونديال.
– صحيح أن النجم الكولومبي جيمس رودريجيز هو هداف المونديال لكن لا يمكن إعطاء الجائزة للاعب خرج منتحبه من دور ربع النهائي وأرين روبن لم يقدم شيئا يذكر أمام الأرجنتين في نصف النهائي واعترافه بالتمثيل خلال المونديال أثر على فرصه بحصد هذه الجائزة.. ومن الجانب الألماني توماس مولر لم يقدم الكثير بعد دور المجموعات وثلاثة من أهدافه الخمسة جاءت في مرمى المنتخب البرتغالي الهزيل.
كان خافيير ماسكيرانو هو من يستحق هذه الجائزة لمجهوداته الخرافية مع التانجو خصوصا بعد دور المجموعات وهو صاحب أعلى معدل تمريرات (طويلة ناجحة) في المونديال لكن دائما لاعبـي الدفـاع مظلومـون إعلاميا على حساب نجوم الهجوم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة