بغداد ـ مؤيد بسيم:
ما أن تمركز «داعش» في الموصل، رسم سريعاً خطوطه الاستراتيجية للتوسع، وأظهر خارطة «الدولة»، لتضم «ولايات» العراق والكويت ولبنان والأردن وفلسطين «الإسلامية».
في غضون ساعات، وقعت الموصل تحت قبضة مسلحي «داعش»، وفيما استمر التنظيم التوسع، إلى الجنوب، كان من الواضح أن خارطة «الدولة» تتسع على نحو وتيرة صادمة.
وعملياً، يمكن افتراض أن يحقق «داعش» المزيد لخارطته «المخيفة» بعد انتشار «عدوى» الهزيمة بين صفوف الجيش، واعتماد مسلحيه على تكتيك «التفاوض» مع الجنود: ترك المواقع مقابل منحهم الآمان والفرار.
ووفقاً للخارطة الديمغرافية، فإن الصعوبات الجدية التي تواجه «داعش»، هي التمدد غير المضمون في بيئة شيعية.
وخلال اليومين الماضيين، تأخر تمدد «الدولة» إلى حدٍ ما، بعد إفاقة متأخرة للسلطات الأمنية العراقية، وبمساعدة من متطوعين غير نظاميين.
لقد نشر التنظيم، عبر مواقعه الإعلامية، خارطة الدولة الإسلامية، وهي المرة الأولى التي تظهر فيها معالمها بعد اشهر طويلة من إعلام متطرف رفع شعار «باقية.. باقية».
وقبل ظهور الخارطة، قام مسلحو داعش بتعليق لافتات تعطي طابعاً محدداً لـ»الإدارة المدنية» في محافظة نينوى، حيث انتشرت صورة لأحد جسور مدينة الموصل، علق عليها عبارة «ولاية نينوى ترحب بكم».
وبحسب الرسم التوضيحي للدولة، فإن الدولة لا تضم إيران وتركيا والسعودية ومصر.
لكن الدول التي ستكون، بحسب الخارطة، تضم «ولايات» سوريا، العراق، الكويت، لبنان، فلسطين، والأردن.
وتملك غالبية الدول – الولايات، احتياطيا نفطيا كبيرا جدا، تعتمد عليه كبريات الدول المستهلكة للطاقة في العالم.
في العراق هناك نحو 141,400,000,000 برميل، وفي الكويت 104,000,000,000، وفي سوريا 2,500,000,000، وفي الأردن هناك احتياطي نفطي يقدر بـ 1,000,000.
ووفق تقارير أمنية غربية، فإن تنظيم داعش يستحوذ على أهم حقول النفط السورية في منطقة «الحسكة» منذ أشهر، ويقوم قادته ببيعه بأسعار منخفضة خارج إطار السوق الرسمي لمنظمة «أوبك».
وينتشر التنظيم في سوريا الذي تخوض فيه فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، وبينها جبهة النصرة المتطرفة، منذ يناير الماضي، معارك ضارية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
ويبدو أن الخارطة «الداعشية»، حفزت القيادة السياسية الكويتية لاعتبارها «حدثاً غاية في الجدية»، وبعد ساعات من نشرها في مواقع «السوشال ميديا»، أجرى رئيس الوزراء الكويتي اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، استعرض معه تطورات الأوضاع الأمنية.
من جانبه، رد وكيل وزارة الخارجية، خالد الجارالله، على سؤال للصحفيين، أمس، حول تهديدات «داعش» على الكويت، بالقول، «بكل أسف تهديدات (داعش) ليست فقط للكويت ولكن للمنطقة، وعلينا أن نكون يقظين وحذرين، وعلينا أن نبادر بشكل أساسي إلى أن ننسق فيما بيننا، وأن يتم عقد اللقاءات بيننا على المستوى الأمني، وأن نعزز ونحصن جبهتنا الداخلية في الكويت، وجبهتنا الداخلية في كل دول مجلس التعاون».
وأضاف، «التهديد مباشر، والتهديد الحقيقي لدول المنطقة ككل، وعلينا بالفعل أن نعي خطورة هذه التهديدات، وأن نتصرف، وأن نمارس بما يحقق تحصين جبهاتنا الداخلية، ويحقق لنا القدرة على مواجهة مثل هذه التحديات الخطيرة والمتزايدة».