بعد إقدام دول خليجية مثل الإمارات والبحرين عليه
متابعة ـ الصباح الجديد:
((اكدت صحيفة وول ستريت جورنال، ان الجدال محتدم بين أفراد العائلة السعودية الحاكمة، حول إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، بعد إقدام دول خليجية مثل الإمارات والبحرين على هذه الخطوة))
أفاد مسؤولون أميركيون أن جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لإقناع المزيد من الدول العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل انتخابات نوفمبر تتركز على السودان، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وأكد المسؤولون أن الهدف الأهم لهذه الجهود هو إقناع السعودية بتطبيع العلاقات، مشيرين إلى أنه من غير المرجح أن توقع الرياض على معاهدة السلام هذا العام.
وأضاف اثنان من كبار المسؤولين الإسرائيليين المطلعين على المحادثات، أنه بينما شارك مسؤولون سعوديون في مفاوضات تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، لم يكن لديهم أي خطط للقيام بذلك بأنفسهم في المستقبل القريب.
وأضافت المصادر التي تحدثت للصحيفة الأميركية شريطة عدم الكشف عن هويتها، إن مسؤولين سعوديين، منهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شاركوا في المبادرات الإماراتية والبحرينية، وساعدوا سرا في الضغط على دول أخرى في المنطقة لدعم هذه التحركات.
وهذا يتفق مع ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادر مقربة من الديوان الملكي السعودي، الخميس، إنه من غير المرجح أن تبرم الرياض اتفاقا مع إسرائيل قبل الانتخابات الأميركية، رغم أن أي اتفاق بين الطرفين بات أقرب من أي وقت مضى، وبدلاً من ذلك، من المرجح أن تحث المملكة حلفاءها الإقليميين على توقيع اتفاقات مع إسرائيل.
في الوقت الذي بات فيه اتفاق بين إسرائيل والسعودية أقرب من أي وقت مضى، من غير المرجح أن يعطي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ما يمكن أن يكون أحد أكبر إنجازاته قبل الإنتخابات الأميركية، وفقا ما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن ثلاثة مصادر مقربة من الديوان الملكي السعودي.
وكان الرئيس ترامب أعلن عن 5 أو 6 دول أخرى يمكن أن تنضم إلى معاهدات التطبيع مع إسرائيل بدفع أميركي قريبا.
ووفقًا لتصريحات أحد المسؤولين لصحيفة نيويورك تايمز، فقد تلقى ولي العهد السعودي دعو لحضور حفل التوقيع مع الإمارات والبحرين وإسرائيل في البيت الأبيض، وهو ظهور كان من شأنه أن يشير علنًا إلى الدعم السعودي لعملية السلام.
وصرح مسؤولون سعوديون حاليون وسابقون للصحيفة، أنهم ناقشوا القضية مع الأمير محمد ووجدوا أنه يخشى أن التطبيع مع إسرائيل لن يلقى قبولًا جيدًا بين المحافظين في المجتمع السعودي ويمكن أن يستخدمه خصومه لتقويضـه.
لكن الملك سلمان قد يكون أيضا عائقا إضافيا، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، التي أكدت وجود جدال محتدم بين أفراد العائلة السعوديـة الحاكمة، حول إبرام اتفـاق سلام مع إسرائيل، بعـد إقـدام دول خليجيـة مثـل الإمـارات والبحريـن علـى هـذه الخطـوة.
وإثر إبرام اتفاق السلام الإماراتي-الإسرائيلي، أمر “الملـك سلمان الغاضـب” علـى حد وصف الصحيفة، وزير الخارجية السعودي بالتأكيد على التزام السعودية بإقامة دولة فلسطينية، دون الإشارة إلى اتفاق السلام الأخير.
وقالت وول ستريت جورنال أن هناك خلافا بين الملك سلمان وابنه محمد، حول التقارب مع إسرائيل، ويعتقد خبراء سعوديون أن الملك لن يسمح بالتطبيع مع إسرائيل قبل اتفاق إسرائيلي مع الفلسطينيين، لكن التقارب الإسرائيلي السعودي يمكن أن يتسارع حال وفاة الملك سلمـان.
كما أكد أحد المسؤولين الإسرائيليين أنه لو نجحت الإدارة في حل الأزمة الخليجية وإخراج قطر من عزلتها، من الممكن أن تعترف بالعلاقات مع إسرائيل.
السودان
وأشار مصادر نيويورك تايمز إلى أن سبب تعثر المفاوضات بين إسرائيل والسودان هو الخلاف على مبلغ الحوافز المالية التي وٌعدت به السودان مقابل الاعتراف بإسرائيل.
وذكر المسؤولون أن الإدارة الأميركية ربطت الاعتراف بإسرائيل بإزالة السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، وهو مطلب سوداني طويل الأمد، لكن المسؤولون والمحللون حذروا من أن الاعتراف قد يزعزع استقرار الحكومة الانتقالية الهشة في البلاد.
وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أعن السبت، أن بلاده لا تريد ربط حذفها من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وبحسب رويترز، طلب المسؤولون الأميركيون من الخرطوم في المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي في أبوظبي، بمحاكاة نموذج الإمارات والبحرين وإقامة علاقات مع إسرائيل، لكن بحسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين لصحيفة نيويورك تايمز، أن سبب فشل المحادثات هو عدم الاتفاق على حجم حزمة المساعدات التي ستقدم للسودان.
وقال مسؤول سوداني إن بلاده تلقت عرضا أميركيا بحزمة مساعدات تقدر بنحو 800 مليون دولار في شكل مساعدات مباشرة واستثمارات من الإمارات والولايات المتحدة، إلا أن الوفد السوداني رد بأنه بحاجة إلى ما لا يقل عن أربعة أضعاف هذا المبلغ، أي ما يعادل 3 إلى 4 مليارات دولار، لإحداث تأثير في الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في بلادهم.
وينقسم المسؤولون السودانيون حول مزايا الاعتراف بإسرائيل، وقد حذر بعضهم من رد فعل الشارع، إلا أن مسؤولين كبار بعضهم من الجيش، يرون أن التطبيع مع إسرائيل يساعد في رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب.