زينب الحسني
مهما كتبنا عن التظاهرات والصمود الرائع لشبابنا وشيبنا، لن نرقى ابد الى مستوى الحدث، فالدم المسفوك من اجل الحرية والإرادة، اكبر بكثير من ان تصفه كلمات ومن هنا اخترنا المرأة رمزا نقدم به لملحقنا هذا بعد ان شاركت بقوة وإصرار اخيها وزوجها وابنها وحموها هذا الحراك من دون وجل او خوف واروع ما في نسائنا، ان توزعت ملامحهن مابين الشيب والشباب عيونهن كانت تروم حماية إخوتهن وأبنائهن وكل من خطت أقدامه ارض التحرير كن ملاكات الرحمة ومسعفات الجرحى ومطعمات الجياع منهم والمنصحات للذين كانوا يلعبون بالقنابل الدخانية خوفاً عليهم لا منهم.
أتخذن من الطرقات بيوتاً لهن نسين الاهل والاحبة وتذكرن الحب الاكبر ” العراق “.
كن قبل الرجال يتراكضن لتضميد جراحات الشباب الذين يتساقطون واحداً تلو الآخر .فما بين الطالبة الجامعية وربة البيت والجدة توزعت الادوار ونال كلاً منهن دور البطولة المطلقة .
آميرات التحرير هن الشمس الساطعة التي امتدت خيوطها كي تلتف حول اخوانهن الثائرين ضد الظلم والفساد الذي عم ارض السواد .
تلألأت جباههن الناصعة عفة وشموخاً وهن يسطرن أروع الملاحم الثورية ليصدحن بأعلى اصواتهن بأنهن العراقيات كما عهدهن منذ الأزل فهن ملح الارض وبركتها هن دجلة والفرات ونخيل بلادي البازخات، هن نجمات نيسان وزهرات تشرين العظيم ،هن زخات مطر كانون ، هن الايام الاتية وما مضى منها ،هن السندس المكنون والإستبرق في ارض العراق .
ينحني لك الكبير قبل الصغير أيتها البهية على مر الزمان وقسوتهِ، فمهما ودعتِ من اولادكِ تظلين ثورة وحضارة ومنارة فكم ام رددت في ساحة التحرير ( أوليدي ياعدل والموت مذبوح ) وأخرى تردد ( أوليدي من الجدم للرأس شيمة ).
يهلهلن ويرفرفن بعلم العراق بالرغم من جراحاتهن إلا إنها أبت أن تكون جالسة في بيتها نزلت مع زوجها وابنها وأخيها لتملأ التحرير بقصص بطولية يخططها التاريخ بكل فخر ومحبة وإجلال واعتزاز بها .
ان الصورة التي رسمتها المرأة العراقية في ساحة تحرير بغداد هي صورة لشدة ورد ملونة من ورود البلاد .
توزعن واختلفت أدوارهن مابين طبيبة وأم توزع الطعام وشابة مسعفة نجدها بكل تواضع تنحني لتنظيف الشارع من النفايات ادوار وادوار بطولية تتخذها المرأة العراقية على مر المحن والأزمات نجدها ثابتة قوية عجز الصبر من صبرك أيتها إلام والأخت والبنت والصديقة ، أيتها الحبيبة الجميلة البهية كل الحروف والكلمات لا توفي حقكن يا زهرات تشرين .