يبدو ان الجدل حول منتخبنا الوطني وفي كل التفصيلات سيظل متواصلا وسيظل باب التفسير والتحليل والنقد وحتى الامنيات متواصلا ،مع الاسف الشديد لازالت صورة منتخبنا الكروي تبعث الاسى في نفوس الجماهير الوفية التي مازالت تتمنى ان تصفق لمنتخب قوي يلعب كرة حديثة، رصينة ولم لا ونحن نمتلك كل المقومات لبناء فريق وطني كبير.
باعتقادي المتواضع ويتفق معي الكثيرين لم يكن اي من محبي منتخبنا الوطني راض عن الصورة التي ظهر عليها هذا المنتخب في مباراته التي خاضها بضيافة نظيره البحريني ضمن التصفيات المزدوجة لمونديال قطر 2022 ونهائيات امم آسيا 2023 الخميس الفائت، الصورة المضطربة بدأت بهدية حارسنا محمد حميد التي قدمها للفريق الشقيق عند الدقيقة الثامنة في وقت كان منتخبنا يتخبط في الاداء ولم يصحو لاعبينا الا بعد ربع ساعة من بداية اللقاء لينظمو صفوفهم ويحاورو الكرة بهدوء.
لعب مدربنا كاتانيتش بتشكيلة ضمت اللاعبين الذين غابوا عن بطولة غربي آسيا واقصد هنا علي عدنان وجستين ميرام ومهند علي (ميمي) واحمد ياسين الذين شكل غيابهم عن بطولة غرب آسيا مع لاعبين آخرين عذرا وتبريرا امام النقد واللوم بعد خسارة اللقب وفي بغداد وامام المنتخب البحريني تحديدا ،كاتانيتش وضع تشكيلة قوية على الورق وبنزعة هجومية بثلاثة مهاجمين ودعم هجومي من الخلف عن طريق ثلاثي الوسط والمدافعين الذين يميلون نحو التقدم كعلي عدنان وعلاء مهاوي والقائد احمد ابراهيم وسعد ناطق في الضربات الثابتة، لم يتحقق شيء في ارض الملعب اذ عجز خط الوسط باداء مهمته في ربط الخطوط وبناء الهجمات وخاصة مهدي كامل واسامة رشيد برغم حيوية صفاء هادي وتحركاته ظل ميمي معزولا وجستين يتحرك بشكل فردي، في حين حاول احمد ياسين تشكيل ثنائي مع علاء مهاوي من جهة اليمين ولكن دون جدوى وهذه الصورة الباهتة لخط هجومنا ظلت لنهاية اللقاء وفي الشوط الثاني لم تؤتي تغييرات مدرب منتخبنا اكلها حيث اشرك بشار رسن محل مهدي كامل وحسين علي الذي اصيب بعد دخوله الملعب بقليل ليستبدل بهمام طارق وعلى العكس فقد عاد منتخبنا لطريقته الكلاسيكية بالكرات الطويلة خلف دفاع الخصم لعل مهاجمنا ميمي يقتنص احدها ويسجل في مرمى البحرين في مقابل التنظيم الجيد والهدوء في تناقل الكرة لفريق البحرين الذي تميز بخطورة هجماته المرتدة برغم انه وكما ذكرنا في عمود سابق ليس بالفريق المخيف رغم احترامنا له ولمدربه البرتغالي سوزا الذي عرف كيف يستغل صورة منتخبنا ويكسب نقطة وكان الاقرب للفوز، النقطة المضيئة لمنتخبنا خلال المباراة هي هدف التعادل الذي سجله ميمي في الدقائق الاخيرة من عمر المباراة وانقذ منتخبنا من خسارة مؤلمة في بداية مشوار التصفيات وخفف الضغط على حارسنا محمد حميد الذي يحسب له التحرر من صدمة الخطأ القاتل ليستعيد توازنه ويرد كرات خطرة في الدقائق 12و 58و80 و86 وكانت اخطر كرة ردها حميد عند الدقيقة 37 من انفراد صريح للمهاجم البحريني علي حرم .
عموما مازال الوقت مبكرا ومازال لدينا الكثير لنقدمه في مشوار التصفيات الطويل كما ولدينا الفرصة لتجاوز الاخطاء وتشخيص نقاط الخلل ومعالجتها، كما يجب التوضيح ان النقد الصادق السليم الموجه لاداء منتخبنا وصورته لايقصد الاساءة والتجريح بل العكس ياتي في مسيرة التصحيح والتقويم.
سمير خليل