السماوة ـ سمير خليل:
بين الحين والحين تشهد محافظاتنا العزيزة مهرجانات ثقافية وفنية، لكن هذه المهرجانات عادة ماتكون قليلة وبمسافات زمنية متباعدة لاتكاد تغطي مساحة الابداع العراقي ،مؤخرا احتضنت مدينة السماوة ولاول مرة في تاريخها مهرجانا ثقافيا عنون باسم (أيام اوروك الثقافية ) واطلق على دورته الاولى اسم مبدع المدينة الراحل الفنان المسرحي ناجي كاشي،هذا المهرجان تميز بجرأته وتنوع فقراته التي شملت الموسيقى والغناء والمسرح والتشكيل والشعر والسينما والفوتوغراف بالاضافة لعرض الازياء بالاضافة لجريدة يومية خاصة بالمهرجان بحضور جمع من المبدعين في الثقافة والفن والاعلام قدموا الى المدينة الجنوبية من كل انحاء العراق ،المهرجان استمر ثلاثة ايام وانطلقت فعاليات اليوم الاول صباحا بالحفل الافتتاحي الذي تضمن انشودة المهرجان ومعزوفات سيمفونية لرباعي سيدات السمفونية الوطنية وعرض للازياء لاعضاء وعضوات الدار العراقية للازياء وشعر وفعالية الدحة البدوية ،في عصر نفس اليوم افتتح المعرض التشكيلي الذي ضم اكثر من ثلاثين لوحة بالتعاون مع جمعية الفنانين التشكيليين – المركز العام وباشراف الفنان التشكيلي معراج فارس بالإضافة لافتتاح معرض البيت التراثي مساءا، اليوم الثاني بدأ بالفعالية السينمائية تبعتها سفرة للضيوف الى بحيرة ساوة ، اليوم الثالث والاخير استهل باصبوحة شعرية صباحا وعرض مسرحي عصرا حمل عنوان (لادين لي) لفناني السماوة الشباب تأليف واخراج الفنان حسين نجم وسبق لهذه المسرحية ان شاركت في مهرجان المونودراما في البصرة واحرزت المركز الاول واختتم المهرجان بالحفل الغنائي الساهر الذي احياه مجموعة من فناني العراق يتقدمهم الفنان الكبير حسين نعمة والمطربة اديبة وزميلتها الشابة غادة واصف والفنان الموصلي جاسم حيدر والفنان كريم الرسام وعلي طاهر بمشاركة فرقة بغداد الموسيقية وهي الفرقة المركزية لدائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة بقيادة الفنان المايستروعلي خصاف ، وبحسب مهندس ومبتكر فكرة المهرجان الفنان الموسيقي المعروف جمال السماوي قال عن المهرجان فان هذا المهرجان وقف على قدميه بفضل دعم ورعاية محافظ المدينة الاستاذ احمد منفي جودة الذي احتضن المهرجان مع مجلس المحافظة ومنحنا مبلغ من المال، ثم اردفه بمبلغ كبير إضافي آخر، ولم يكتف بذلك، بل طلب دعوة فنان كبير للمهرجان، وتكفل المحافظ مشكورا بدفع اجوره لذلك وجهنا الدعوة للفنان الكبير حسين نعمة للمشاركة، فنانو المحافظة ومثقفوها تحركوا بغبطة من اجل انجاح هذا المهرجان، نطمح ان يكون هذا المهرجان سنويا وان شاء الله سيتحقق ذلك « و يضيف : لابد ان نذكر التعاون الجميل من جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين بشخص رئيسها الفنان قاسم سبتي الذي زودنا بثلاثين لوحة تشكيلية لعرضها في المهرجان، وكذلك الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وامينه العام الشاعر ابراهيم الخياط، الذي شارك في حفل الافتتاح في وقت انسحبت نقابة الفنانين العراقيين لأنها ارادت ان تجير المهرجان باسمها، ورفضنا ذلك لأنه يعد اجحافا بحق من دعم واسند المهرجان «.
(الصباح الجديد) كانت ضمن ضيوف المهرجان وتحركت بين المشاركين لاستطلاع انطباعاتهم فالتقت اولا المخرج السينمائي الدكتور علي حنون فقال:
من الاشياء الجميلة ان تحتضن محافظاتنا الجنوبية هكذا فعاليات ،هذه المحافظات التي عانت كثيرا وحرمت من اشياء كثيرة ولاسباب مختلفة ،اهم ما ميز هذا المهرجان هو الجرأة الكبيرة على مستوى العروض التي قدمت فيه ،على مسرح في مدينة السماوة تقدم فرقة نسائية عرضا سيمفونيا بالاضافة لعرض للازياء ،انها جرأة كبيرة ،اذا نحن نحيي هذه الخطوة ونرجو ان تحذو جميع محافظاتنا حذو مدينة السماوة ،احيي هذه المبادرة ونشكر القائمين على المهرجان ونشكر محافظ السماوة الذي خرج من وظيفته الادارية واسهم في انجاح هذا المهرجان رغم المعارضة من مجلس المحافظة ولكنها بالتأكيد مبادرة ابداعية سليمة جدا واذا ماتكررت مثل ما قال وزير الثقافة والسياحة بانها خطوة لو اعدناها في كل المحافظات لاصبح للشأن الثقافي في العراق شأن آخر».
اما الفنان الموسيقي الدكتور كريم الرسام فاشار :حقيقة ،صدمنا بهذا الكرنفال الجميل ،مهرجان ثقافي وفني وتراثي، مهرجان بمعنى الكلمة ،لم نتوقع ان يقام مثل هذا المهرجان في مدينة السماوة ،عرض ازياء رائع ،موسيقى جميلة اما الانشودة الخاصة بالمهرجان والتي لحنها الفنان المبدع جمال السماوي ووزعها الفنان ابراهيم السيد فكانت مبهرة لحنا وكلاما ،نشاط فني جميل اسعد الجميع شمل والمسرح والتشكيل والشعر وعرض الازياء والفوتوغراف والسينما والموسيقى والغناء في الحفل الختامي للمهرجان بمشاركة الفنان الكبير حسين نعمة وبمشاركتي والفنانة اديبة والفنانة غادة واصف والفنان طلال علي والفنان جاسم حيدر من الموصل ،نحن كجمعية موسيقيين نشكر الجهود الرائعة التي اثمرت هذا الكرنفال الكبير واخص بالشكر الفنان جمال السماوي «.
ويتابع الفنان صفاء رؤوف مرزة مدير النشاط المدرسي:لان النشاط المدرسي يمتلك خبرة تراكمية في اقامة المهرجانات الفنية فقد قدم دعما لوجستيا لفعاليات المهرجان ففي معرض التشكيل قمنا بتهيئة قاعة العرض وطبع الفولدر الخاص بالمعرض بالاضافة لطبع فولدرات آنية خاصة بالمهرجان ونشرها عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الاخرى وفي اطار المسرح هيأ النشاط المدرسي القاعة المناسبة للعرض وهي قاعة المرحوم الاستاذ احمد عبد جاسم مدير النشاط المدرسي «.
الفنانة المحبوبة اديبة اضافت :مهرجان جميل جدا وتنظيم دقيق ومنظم يبشر بالخير ،من الضروري جدا اقامة هكذا مهرجانات ،السماوة تستحق الكثير لانها تضم شعراء وفنانين كبار ومنهم الفنان الكبير جمال السماوة وبهاء حلتها وكرم اهلها اضفت جمالا على ايام المهرجان ساهمنا بانجاح الحفل الساهر الذي اختتم به المهرجان يتقدمنا الفنان الكبير حسين نعمة والمطربة غادة واصف وآخرون بمصاحبة فرقة موسيقية كبيرة من دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة بقيادة المايسترو الكبير علي خصاف ،اتمنى ان تقام هذه المهرجانات في كل محافظاتنا العزيزة فنحن لسنا اقل شأنا من لبنان وسوريا ومصر الذي دائما ما يبهرونا بمهرجاناتهم ،كل الموفقية لاهل السماوة وامنيات ان تشهد هذه المدينة حفلات موسيقية فهي مدينة متعطشة للابداع».
في حين ذكر المخرج السينمائي هادي الماهود :سعينا بقوة لاقامة مهرجان فني وطني ،مهرجان منحناه اسم اوروك ،المدينة التاريخية ،مدينة كلكامش ،هناك اهتمام ومطلب شعبي في المدينة لتغيير اسمها من محافظة المثنى الى محافظة اوروك ، المهم اننا سعينا في هذا المهرجان الى جمع الكثير من الوجوه الثقافية والفنية ومن كل محافظات العراق قدمو فعاليات وفقرات متنوعة والحديث عن هذه الانشطة الابداعية يؤكد الهوية العراقية الحقيقية ،الجمال العراقي الحقيقي من ثقافة والوان وموسيقى،الآن نشعر بفخر ان جهدنا هذا اثمر من خلال هذا الصدى الكبير فاي نشاط ابداعي يحسب لمدينتنا ويحسب لمحافظها ان هذا المهرجان الكبير تحقق في عهده «.ويضيف» باعتباري مسؤول عن النشاط السينمائي في المهرجان سعيت ان تكون الافلام المنتجة لشباب السماوة تحديدا ،قدمنا خمسة افلام تراوحت مضامينها بين الوثائقي والوثائقي الروائي والروائي الخاص».
آخر المتحدثين كان الشاعر عدنان الفضلي رئيس تحرير جريدة ايام اوروك الخاصة بالمهرجان فقال :تشرفت بتكليفي برئاسة تحرير الجريدة الخاصة بالمهرجان لكن العمل كان مختلفا هذه المرة كوني اتعامل مع اعلاميي المحافظة لكن ومن خلال العلاقات مع بعض الزملاء استطعنا ان ننجز هذا العمل وان نضع بصمة اعلامية في هذه المدينة ،الجريدة كانت اشتغال مختلف وبصمة ثقافية واضحة استطاعت ان توثق كل خطوة من خطوات المهرجان من فعاليات ابداعية مختلفة واستطعنا بالتعاون مع عدد من الاصدقاء الصحفيين ان نقول كلمتنا باننا نناصر كل جهد ثقافي من خلال اقلامنا المشعة والتي نراها سلاح الجمال بوجه القبح «.