المونديال يقترب من الحسم
موسكو ـ وكالات:
سيتقابل منتخبان يسعيان منذ زمن لتغيير الذكريات المؤلمة بالخروج من الدور قبل النهائي لكأس العالم، مساء اليوم الأربعاء في موسكو على أمل الصعود أخيرا للمباراة النهائية.
كان آخر ظهور لإنجلترا في الدور قبل النهائي لكأس العالم بنهائيات 1990، حين خسرت أمام ألمانيا بركلات الترجيح، وبعدما بثمانية أعوام وصلت كرواتيا للدور ذاته وخرجت أمام فرنسا صاحبة الضيافة وبطلة العالم 1998.
وفي حين يعتبر كثيرون تأهل كرواتيا غير المتوقع للدور قبل النهائي نجاحا كبيرا إلا أن الكثير من الناس داخل البلد الواقع بمنطقة البلقان يرون الخروج في 1998 فرصة ضائعة.
وكذلك تشعر إنجلترا بعد 28 عاما على نهائيات إيطاليا 1990 أن الفريق الذي ضم في صفوفه جاري لينيكر وبول جاسكوين، كان يملك القدرة على التقدم للمباراة النهائية ورفع الكأس.
لكن لا إنجلترا ولا كرواتيا في حالة مزاجية للحنين إلى الماضي أو اتخاذه دافعا للتقدم للأمام.
ويرى لاعبو كرواتيا، الذين لا يخفون إعجابهم بنجوم جيل 1998 أمثال زفونيمير بوبان ودافور سوكر، المقارنات ضغطا غير ضروري.. وقال إيفان راكيتيتش، لاعب وسط كرواتيا»: «لا نضع مزيدا من الضغط على أنفسنا بما تحقق في 1998».
وأضاف: «ما فعلوه كان مدهشا لكننا نرغب في مواصلة كتابة تاريخنا الخاص والاستمتاع بما نقوم به وهو أمر إيجابي للغاية».
وتحولت خسارة إنجلترا في 1990 إلى مادة لفيلم وثائقي، وأصبحت جزءا أسطوريا من «52 عاما من الألم» منذ فوز الإنجليز بلقبهم الوحيد في كأس العالم عام 1966.. لكن المدافع آشلي يونج، سارع برفض أهمية ذلك في تصريحات.
وقال: «ما نركز فيه هو ما يجري الآن، وليس ما حدث في الماضي، نحن ننظر إلى المستقبل».
وحضرت إنجلترا وكرواتيا إلى النهائيات وهما من الفرق غير المرشحة للفوز بالكأس، لكن كل منهما قدم أداء رائعا مما يدل على أنهما لا ينالا القدر الكافي من اهتمام المراقبين.
كان فوز كرواتيا 3 – 0 على الأرجنتين في دور المجموعات رسالة واضحة بأن الفريق الذي يقوده لاعب الوسط الماهر لوكا مودريتش، قادر على تشكيل تهديد حقيقي لأي منافس بما يمتلك من تمريرات دقيقة وحركة سريعة.
وفي مباراة دور الثمانية ضد روسـيا صاحبة الضيافة أظهــرت كرواتيا جانبا آخر بتشبثها بالمباراة على مدار 120 دقيقة، وحفاظها على اتزانها أمام أعداد غفيرة من المشجعين الروس حتى فازت في النهاية بركلات الترجيح.
وقدمت إنجلترا هي الأخرى إشارة قوية للمنافسين بالفوز 6-1 على بنما في دور المجموعات، وخاضت مباراة مثيرة ومضطربة أمام كولومبيا في دور الستة عشر حسمتها لصالحها في النهاية بركلات الترجيح، وبدا عليها التماسك والنضوج الكبير في الفوز 2- 0 على السويد في دور الثمانية.
وتدخل إنجلترا مباراة كرواتيا وهي أكثر حيوية نظرا للمجهود الضخم الذي بذلته كرواتيا في دور الثمانية.
وتتفوق إنجلترا، على كرواتيا في سجل المواجهات المباشرة إذ فازت بـ 4 من بين 7 مباريات ومنها الانتصار 5-1 في آخر مباراة بين الفريقين وكانت في تصفيات كأس العالم عام 2009.
ويعاني بعض لاعبي كرواتيا من إصابات عضلية وإرهاق شديد، نتيجة اللعب 120 دقيقة في مباراتي الدنمارك ثم روسيا، خلال أقل من أسبوع.
وأشارت صحيفة (ليكيب) الفرنسية، إلى أن التدريبات الجماعية لمنتخب كرواتيا، أول أمس، شهدت غياب الحارس دانييل سوباسيتش، لمعاناته من إصابة عضلية تعرض لها في الدقائق الأخيرة أمام روسيا، وأصر على استكمال اللقاء حتى ركلات الترجيح.
ولفتت الصحيفة إلى أن الثنائي سيمي فرساليكو، وديان لوفرين، لم يشارك أيضا في التدريبات الجماعية، بينما اكتفى الجناح أنتي ريبيتش بالمشي الخفيف لمدة 15 دقيقة فقط.