الصباح الجديد ـ وكالات:
توصل ناشطون بيئيون عن طريق الصدفة الى نمر مهدد بخطر الانقراض ينتمي الى فصيلة نادرة في حديقة للحيوانات في محافظة البصرة، وطالبوا وزارة الصحة والبيئة بالتدخل لإطلاقه في البرية على الحدود بين العراق وإيران، فيما أعلن صاحب حديقة الحيوانات سعيه لاقتناء أنثى من الفصيلة نفسها لإكثاره.
وقال مسؤول منظمة الجبايش للبيئة رعد حبيب إن «باحثين ومختصين من المركز العراقي للحياة البرية ومنظمة المناخ الأخضر ومنظمة الجبايش للبيئة رصدوا نمراً من نوع نادر جداً داخل قفص في حديقة خاصة للحيوانات في محافظة البصرة»، مبيناً أن « النمر الفارسي (PERSIAN LEOPARD) مهدد بشدة بخطر الانقراض، وهو مدرج على اللائحة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها (IUNC)».
ولفت مسؤول المنظمة التي يقع مقرها في محافظة ذي قار الى أن «النمر الفارسي من أنواع الحيوانات التي يحتويها ملحق اتفاقية (CITES) الدولية لمنع الاتجار بالحيوانات المهددة بخطر الانقراض»، مضيفاً أن «كتاباً تم توجيهه الى وزارة الصحة والبيئة تضمن مطالبتها باتخاذ اجراءات لفك أسر النمر وإعادته الى أحضان الطبيعة، حيث موطنه في المناطق الحدودية الواقعة بين شمال غرب إيران وشمال شرق العراق».
من جانبه، قال صاحب حديقة الحيوانات الشيخ أحمد الدفتر إن «النمر الذي تحدثت عنه الناشطون البيئيون اشتريته قبل عشرة أعوام بنحو 20 ألف دولار من اقليم كردستان، وهو ليس مفترساً»، موضحاً أنه «يحظى باهتمام خاص، حيث يحصل على طعام جيد، ويزوره طبيب بيطري كل ثلاثة أيام».
وأشار الدفتر الى أن «من أولوياتنا في الحديقة إيجاد أنثى من الفصيلة نفسها من أجل مكاثرته، وقد نجحنا من قبل في مكاثرة أسود وضباع ودببة».
يشار الى أن النمر الفارسي كان يعيش بأعداد كثيرة في مناطق جبلية وأراض عشبية ضمن دول منها العراق وإيران وأذربيجان وأرمينيا وأفغانستان وأوزباكستان، إلا أن وجوده انحسر تدريجياً خلال العقود القليلة الماضية لأسباب من أبرزها الصيد المكثف وتناقص الفرائس الطبيعية، ولم يتبق منه في الحياة البرية إلا بضعة مئات، ولذلك عُدّ من الحيوانات المهددة بخطر الانقراض، وأخذت منظمات بيئية تبذل جهوداً لمنع انقراضه.
وكانت منظمة تعنى بحماية البيئة والتنوع الأحيائي في مناطق الأهوار، وجدت في وقت سابق، حيواناً نادراً مدرجاً على اللائحة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض تم اصطياده من قبل صيادين في محافظة ميسان، قبل أن يطلقوا سراحه بالتعاون مع ناشطين.
وقال مدير مكتب منظمة طبيعة العراق في محافظة ذي قار جاسم الأسدي: « إن المنظمة اطلعت على معلومات وصور تفيد باصطياد قضاعة ذات فراء ناعم من أحد الصيادين في قرية أبو خصاف ضمن محافظة ميسان، وظهر الحيوان المهدد عالمياً بالانقراض وهو يقبع في قفص ضيق»، مضيفاً أن «ما يدعو الى الارتياح أن الصياد أطلق سراح القضاعة بالتعاون مع ناشطين بيئيين ومديرية البيئة».
وناشد الاسدي: «المنظمة تهيب بالصيادين في مناطق الأهوار عدم اصطياد القضاعة ذات الفراء الناعم، واعادتها الى الماء مباشرة في حال اصطيادها بنحو عرضي»، مشيرا الى أن «ما يدعو الى القلق أن الكثير من الصيادين يستخدمون في الصيد أجهزة للصعق الكهربائي، بحيث أن القضاعات التي يتم اصطيادها بهذه الطريقة المؤسفة من المستبعد أن تستعيد كامل عافيتها بعد اطلاق سراحها».
وأكد الباحث البيئي المتخصص في شؤون الأهوار أن «هذا الحيوان اقترب جداً من الانقراض بعد تجفيف الأهوار خلال التسعينيات، وفي عام 2008 اكتشف المختصون في منظمتنا تواجده في هور الحويزة ونهر الزاب، وتم ارسال عينات من فروه الى مختبرات علمية في ألمانيا، وأكدت نتائج الفحوصات انه من النوع النادر»، موضحاً «بعد ذلك تكررت مشاهدات له في مناطق متعددة من الأهوار الوسطى والحويزة والحمار، لكنه مازال ضمن دائرة الخطر».