عبد الجبار الجبوري
وجعُ البَنفسّج: حينَ ينامُ في سريرِها المطرُ، تَنمو على نوافِذها القُبَلْ، مرةً حينَ ذهبتُ لأنتَقي، مِنْ حَقلِها فاكهةَ الليَّل، إختَّرتُ الوردةَ المُضيئةَ، ولكنني تعثرت بإختها، التي يضُوعُ منها كلامَ القُّبَلْ، ووجعُ البَنفسج، حينَها وقَعتْ عَينيَّ عليّها أوّلَ مرةٍ، فإنتّشرَ النورُ بروُحي، وقلتُ لِقلْبي- إفرحْ يا قَلبيْ – وها أنا أسيرُ مُبلّلٌ تحت المَطر، وحْدي أتكيءُ على غصنِ ليلِها الحزينْ، قلتُ لَها تَبلّلَ، تَبلّلْ قالتْ، فبَكَتْ نورسةُ صدّرها، ونزَلتْ قَطرتا عَسلٍ من حُلْمةِ صوتِها، تنهّدَ فمُها، بكلامٍ حَزينْ، وشَعرتُ بالخَجلْ، (إنت تِحبْ وتمْشيْ وآنا أسهرْ ما نامشي)، يااااه كمْ أقسو ببّوحي، ويجورُ عليَّ الزمانْ، كما جارَ عليها المَطر، أحبُّها، ويُحبُّ حرفَها حَرفي، يالهُ مِنْ حَظٍ عاثرٍ، أن يلتقي الحرفان في إخر الزمان، ولا مكانَ يَلمُّنا، كَما تلمُّنا القصائدُ، ويفرِّقُنا المَطرْ، تعالي أُحبُّكِ، يُزهِرُ كَلامي شَبقاً وعُناباً وقمرا، أمس أزهرتْ بنفسجةُ الروّح، حينَ هَطلَ المطرُ كثيفاً، على وجهِ البحرْ، فنامت الموجة على صدري، وإحمَّرَ وجهُ القَمر، أحبّكِ هكذا، جنوناً يتسرَّبل من شقوقِ الزمانْ، ويعَشِبُ، تحتَ إبطيكِ كلامُ الشّجّر، ها أنا أقلِّبُ طَرْفيْ فَلا أرَى غيرَ رملِ الكلام، يركضُ في صحارى الليّل، وتَهميْ الطيورُ بلا عشٍ على غصونِ القُبَلْ، أنتِ نجمةُ فمي، وروحُ قصائدي التَلهجُ بإسمكِ، ها أنا أُلوِّح بذاتِ الشَالِ لكِ، ولا أرَى، غيرَ بُقيّا ديارٍ هاجرَتْ بِدَميْ، وفَضَلَّتِ الرَّحيِلْ…
حينَ يُعلٍّمنُي البَنفسجُ الهَديل
التعليقات مغلقة