تعد أغنية “رمضان جانا” للمطرب الكبيرالراحل محمد عبد المطلب من أشهر الأغاني الرمضانية في الدول الناطقة بالضاد، وعلى الرغم من مرور أكثر من سبعة عقود من الزمن على إذاعتها لأول مرة .. إلا أنها مازالت عالقة في أذهان الأجيال المتعاقبة حيث تحتل صدارة الأغاني التي تبثها الإذاعات والقنوات الفضائية العربية قبل حلول الشهر الفضيل من كل عام.. ما يجعلها ذات وقع مؤثر في النفوس التواقة لقدوم “رمضان” !
هناك الكثير من الأشياء التي ترتبط في حياتنا سواء بالأحداث أو المناسبات والأعياد والطقوس والعادات، ومن الصعوبة أن تغادر أذهاننا أو ذاكرتنا أو حتى عقلنا الباطن، فبمجرد أن نستمع الى مقطوعة موسيقية أو أغنية أو توشيح أو دعاء ديني حتى نسترجع ذكرياتنا.. ونعيش الأجواء الروحانية لهذا الشهر الفضيل.
ويعود الفضل في انتشار هذه الأغاني والتواشيح الدينية الى الإذاعة أولاً.. وذلك لمحدوية امتلاك الجمهور لأجهزة التلفزيون في ذلك الزمن وخصوصاً في حقبة الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي !
ومن الأغاني الأخرى التي تعيش وتعشش في ذاكرتنا وذاكرة رمضان أغنية “وحوي ياوحوي”وأغنية “أهو جه ياولاد” للثلاثي المرح، وأغنية “أهلا رمضان” للمطرب والملحن الراحل محمد فوزي، وأغنية “أصحى يا نايم” للمطرب كارم محمود واغنية “تحية رمضان” للمطرب عبد العزيز محمود وأغنية “المسحراتي” وأوبريت “الليلة الكبيرة ” للملحن الراحل سيد مكاوي, وأغنية” حالّو يا حالّو” و”الراجل ده حيجنني” للمطربة صباح، و “رمضان أهو شرّف” للفنانة لبلبة.. و “شهر الصيام” و “إلهي ما أعظمك”.. للمطربة نجاة الصغيرة، و”شهر الخيرات” للمطرب محمد قنديل وغيرها من الأغاني والتواشيح للفنانين إسماعيل شبانة ومحمد الكحلاوي وهدى سلطان وشريفة فاضل وعبد الحليم حافظ.. وغيرهم.
أما التواشيح والأغاني الرمضانية فلعل أبرزها وأشهرها على المستوى المحلي “يا إله الكون إنا لك صمنا” .. لفرقة الإنشاد العراقية.. وهي من الحان الفنان الموسيقار الراحل روحي الخماش هذه الأنشودة كانت ومازالت تُعرض على القنوات العراقية بعد مدفع الإفطار وأذان المغرب في شهر رمضان المبارك.. أما أغنية “ماجينة يامجينة حل الجيس وانطينا” للمجموعة فقد تعدُّ أشهر أغنية رمضانية في العراق من حيث الانتشار على المستوى الشعبي حيث ترددها مجاميع الأطفال والصبيان في الأحياء والأزقة الشعبية… وتوشيح “يا عباد الله أذكروا الرحمن” للفنان الراحل رضا علي، وأغنية “يا الله” للمجموعة وأغنية “قوموا صلوا للفجر” للفنان الراحل ناظم الغزالي، وأغنية “إلهنا ما أعظمك” للفنانة مائدة نزهت، وهناك أناشيد وتواشيح لكل من المطربة هناء والفنانين محمود عبد الحميد، داودالعاني، فاضل رشيد والمنلوجيست عزيز علي وغيرهم، فضلاً عن المربعات البغدادية التي ترافق لعبة “المحيبس” في المقاهي والأندية الاجتماعية والبيوت.
وعلى خلاف المجتمعات الأخرى أخذت الكثير من العادات والفنون التراثية بالانقراض نتيجة الإهمال وعدم التواصل أو الاهتمام بها أو إدامتها أو تطويرها وخاصة من قبل الجهات المعنية التي تقع عليها مسؤولية الحفاظ على هذا التراث الجميل الذي يعكس ثقافة المجتمع وطبائعه وعاداته.. حالها حال الكثير من الأشياء الجميلة التي غابت أو غُيبت عن الأجيال اللاحقة.
ربما لعبت الكثير من القنوات الفضائية المحلية دورا كبيرا في مسخ وتغيب العادات والتقاليد الجميلة للشهر الفضيل واهمال انتاج التواشيح والأناشيد الدينية والأعمال الفنية التراثية والبرامج الممتعة التي تخفف عن الصائم مشقة الصوم وحرارة الجو ، وتفضيلها بدلا من ذلك انتاج وعرض برامج “التناحر والتناطح السياسي ” التي تسد شهية الصائم ، فضلا عن عرض مسلسلات ومشاهد تتسم بطروحاتها الساذجة التي تستخف بعقلية المشاهدين.
• ضوء
نصوم.. نصوم.. ونفطر على أنتصار !
عاصم جهاد