بعض من يطالب بالصلح ظهر بفيديوهات وهو يبايع داعش
نينوى ـ خدر خلات:
استبعد شيخ عربي بارز أن يتم الصلح بين العشائر العربية السنية والإيزيديين في قضاء سنجار في وقت قريب، بسبب هول الجرائم المرتكبة التي طالت الإيزيديين، مشيرا الى أن بعضا ممن يطالب بالصلح الآن سبق أن ظهر بفيديوهات وهو يبايع تنظيم داعش الإرهابي، مبينا ان هنالك شروطا وأعرافا عشائرية يجب ان تسبق أي صلح، مشددا على ان ذوي الضحايا من الايزيديين هم من سيقرر وقوع الصلح من عدمه ولا يجوز لاحد ان ينوب عنهم.
وقال الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها في غربي نينوى في حديث الى “الصباح الجديد”: “تابعتُ باهتمام التقرير الذي نشرته الصباح الجديد قبل يومين بشأن مسألة الصلح بين العشائر العربية والايزيديين في سنجار، وأؤيد ما تفضلت به النائبة الايزيدية فيان دخيل من وجهة نظر حول هذه المسألة”.
واضاف “لا يمكن المصالحة مع شيوخ العشائر ممن كان لديهم مثلا 100 من أبنائهم بايعوا تنظيم داعش وارتكبوا ابشع الجرائم ضد الايزيديين، ويزعمون انه لم يشارك بتلك الجرائم سوى 10 اشخاص من عشائرهم”.
واشار الحويت الى ان “بعض شيوخ العشائر تصدوا لتنظيم داعش وقاتلوه وقدموا ضحايا لاجل ذلك، والبعض الاخر ظهر في مقاطع فيديو وهو يبايع التنظيم الارهابي، والان يطل علينا ويتحدث عن الصلح مع الايزيديين، فأي صلح يريد هؤلاء الشيوخ الذين بايعوا عصابات داعش”.
وتابع بالقول “على وفق رأيي فان الصلح لا يمكن ان يحصل في المدى القريب، ومن المبكر جدا الحديث عن ذلك، بسبب وجود الاف المفقودين والمختطفين والمختطفات من الايزيديين من اهالي سنجار، وعلى من يرغب بالصلح مع الايزيديين ان يبادر بالبحث عن أولئك المفقودين والمختطفين، وتقديم اسماء الذين انضموا وبايعوا داعش بالكامل ومن دون استثناء سواء كان شيخ عشيرة ا مواطنا اعتياديا، علما ان جميع الملفات بهذا الشأن مكشوفة ولا يمكن التستر عليها”.
ويرى الحويت انه “من الصعب على شيخ عشيرة ان يجلس مع الايزيديين في جلسة صلح بينما بضعة الاف من الايزيديين ما زالوا مفقودين، والمختطفات يتعرضن للاغتصاب والانتهاك، علما انه لا يمكن لاحد ان يقرر البت بالمصالحة الا من ذوي الضحايا من الايزيديين ولا يمكن لاحد ان ينوب عنهم في اتخاذ قرار الصلح من عدمه، لان جراحهم عميقة ونكبتهم لا يمكن وصفها”.
ومضى الى القول “من يريد الصلح مع الايزيديين، عليه ان يأخذ بالاعتبار الاعراف العشائرية السائدة لدينا كعشائر، مثلا عندما تقع جريمة قتل، تقوم عشيرة القاتل بتسليمه للجهات المختصة ومن ثم تذهب للبحث عن الصلح، لكن في القضية الايزيدية وكما قلنا هنالك الاف المفقودين والمختطفين حاليا، فكيف يمكن ان يفكر احدهم بالصلح بوجود هؤلاء الضحايا بينما من اغتصبهم وذبحهم ما زال طليقا ويتستر بعشيرته”.
منوها الى ان “بعض شيوخ العشائر العربية رفعوا دعاوى قضائية قبل فترة قصيرة ضد بعض الايزيديين بزعم انهم قتلوا عددا من ابناء تلك العشائر، وهذه العشائر تعلم جيدا ان الايزيديين لم يفعلوا ذلك بل ويعلمون من هم الجناة الحقيقيين، وانا استغرب ممن يبحث عن الصلح مع الايزيديين وفي الوقت نفسه يتهمهم بقضايا قتل ويرفع دعاوى ضدهم”.
ولفت الحويت الى ان “هنالك بعض القرى بأطراف سنجار قد تكون مشتركة من حيث التنوع السكاني، واقترح ان يتم تجنب العيش المشترك في تلك القرى لتجنب أي احتكاكات قد تحصل، لان جرح الايزيديين ما زال طريا، وأيضا ربما تقوم بعض الاطراف بارتكاب جرائم وتحاول إلصاقها بهذا وذاك لتحقيق أهداف مشبوهة”.
مبينا انه “لن يكون هنالك صلح من دون كشف اسماء الدواعش بالكامل، والتعاون من قبل تلك العشائر في ملف المفقودين والمختطفين الايزيديين، مع الحذر من ان اطلاق هكذا مبادرات هي بمنزلة دعاية انتخابية لكسب أصوات الناخب العربي في تلك المناطق”.