انطلاق مهرجان “3 دقائق في 3 أيام السينمائي” نهاية الشهر الجاري

الصباح الجديد – عبد العليم البناء:
يتفاعل المشهد السينمائي العراقي، بالعديد من الانشطة، والفعاليات والبرامج، التي تسهم في تحقيق وتفعيل حراك سينمائي، يليق بعشاق الفن السابع، وتكريس التقاليد المتعارف عليها عالميا، في تنظيم واقامة المهرجانات، التي بات يزدحم بها البلد هنا وهناك.
معظم هذه المهرجانات تخلو من الشروط والمناخات والأجواء، التي يفترض ان تقترب، في حدها الأدنى، من مستوى مهرجانات السينما العربية والدولية، وتجيء الدورة الثانية من مهرجان “3 دقائق في 3 أيام السينمائي “،الذي تنظمه مؤسسة مدينة الفن للسينما والتلفزيون في بغداد، ما بين الثامن والعشرين والثلاثين من شهر آذار الجاري، ليواكب هذه الرؤية التي باتت لدى كثيرين من المعنيين بالسينما، عصية على التحقيق، ويسعى الدكتور حكمت البيضاني، رئيس هذا المهرجان المخرج والاكاديمي، لتحقيقها عبر هذه الدورة، التي ستكون متميزة شكلا ومضمونا.
البيضاني قال في حديث خاص: “المهرجان يهتم بالفيلم القصير بما له من اشتراطات معروفة، وبما يحقق خطاباً سينمائياً جمالياً، وابداعياً، سواء أكان روائيا، أم وثائقيا، أم رسوما متحركة، حيث يشكل المهرجان، كتجربة، نوعا من الريادة محليا وعربيا “.
وعن سبب اهتمامه بإقامة مثل هذا المهرجان، أوضح البيضاني: “من خلال مشاركاتي في مهرجانات عربية واجنبية، بما فيها دول الجوار، وجدت فرقا شاسعا ما بينها، وبين مهرجاناتنا المحلية، حيث يغلب عليها الضعف، ولا ترتقي للتقاليد المتعارف عليها في المهرجانات الاخرى، وأحاول من خلال هذه التجربة البسيطة في شكلها، أن أقدم انموذجا من الممكن أن يحتذى به، من خلال نقل ما تعلمته وشاهدته في المهرجانات العربية والدولية، وبما يعكس، بنحو جوهري، تخصصي وتعلقي بالسينما، حيث أحرص بشدة، على أن يكون لدينا مهرجان سينمائي، يمكن أن يقال عنه، مهرجان بحق”.
وأشار البيضاني: ” ثيمة المهرجان ترتكز على الرقم ثلاثة، ضمن دلالات خاصة به، فكما أن كل فيلم مشارك لا يتجاوز الثلاث دقائق، فإن لجنة التحكيم تضم فقط ثلاثة أعضاء، ولجنة فحص الافلام ثلاثة أعضاء، واللجنة الرئيسة هي ايضا مكونة من ثلاثة أعضاء، وكذلك جوائزه ثلاث، ويفتتح الساعة الثالثة، كما أن زمن كل كلمة تلقى خلاله، ايضا لن يزيد على ثلاث دقائق، وكان من المفروض ان يقام المهرجان في الثالث من الشهر الثالث “آذار” الجاري، لكن لضيق الوقت، وكثرة طلبات المشاركة من داخل العراق، وخارجه، حدت بنا الى تأجيل افتتاحه الى الثامن والعشرين من هذا الشهر”.
وعن الجديد في هذه الدورة قال البيضاني: ” سيتم عرض اوبريت في حفل الافتتاح، من كلمات الشاعر حيدر الساعدي، والحان الفنان حميد البصري، ويعبر عن رسالة المهرجان، وأداء الفنان الكبير سامي قفطان، ويتضمن مشاهد متنوعة من بعض انتاجات السينما العراقية، ومنها “الظامئون”، و”الجابي”، وغيرها، ويبلغ طوله “12” دقيقة، فضلا عن مراسم افتتاح متميزة، تتوافق وما نراه في المهرجانات العربية، بما فيها التزام الجميع بارتداء الزي الرسمي، ناهيك عن التفاصيل الاخرى، كما أن هذا التميز يمتد الى صيغة الدعوة واسلوب ايصالها “.
وتابع البيضاني: ” جوائز المهرجان قام بتصميمها النحات المعروف “هادي حمزة”، عن فكرة مبتكرة لي، وهي عبارة عن كرسي المخرج السينمائي، وستكون بنماذج ثلاثة ذهبية، وفضية، وبرونزية، وهنالك جائزة خاصة بلجنة التحكيم، وأخرى خاصة بجائزة الجمهور”.
وختم الدكتور حكمت البيضاني رئيس المهرجان حديثه بأنه” يراهن، عبر هذا المهرجان، على الطاقات السينمائية الشبابية، واتاحة الفرصة لهم، ووضعهم أمام تحدي صناعة فيلم قصير في وقته، كبير في مضمونه، ويحاول أن يحاكي ويعرض ما يمر به البلد”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة