“سوق النبي يونس” يستعيد عافيته في أيسر المدينة
نينوى ـ خدر خلات:
بدأ سوق النبي يونس في الجانب الايسر من مدينة الموصل باستعادة عافيته بنحو طبيعي، فيما القطاع الصحي مهدد بالشلل بسبب عدم صرف الرواتب لملاكاته التي تعمل منذ نحو 3 سنوات من دون رواتب مع تردي اوضاعهم الاقتصادية بنحو يمنع بعضهم من تدبير اجور التنقل بين البيت ومحل العمل.
ففي سوق النبي يونس، احد ابرز الاسواق الشعبية في الجانب الايسر، تعرض المحال شتى البضائع من الخضراوالت والفواكه والاقمشة وشتى الاحتياجات المنزلية، ويشهد السوق ازدحاما يوميا من قبل المتبضعين اسوة بالايام السابقة لسيطرة تنظيم داعش على المدينة.
يقول البائع الاربعيني “ابو عمار” وهو يعرض شتى انواع الخضار والفواكه، لـ “الصباح الجديد” ان “الاقبال من قبل المتبضعين جيد جداً، والبضائع متوفرة والاسعار معقولة، والاجواء حاليا تذكرنا بالوضع قبل اكثر من 3 سنوات، علما ان نسبة الامن حاليا افضل بكثير، لانه سابقا كنا نسمع اصوات انفجار عبوات او غيرها اما الان نسمع فقط اصوات الانفجارات في الجانب الايمن”.
وحول القدرة الشرائية للمواطنين، رد بالقول “بصراحة المواطنين يشترون ما يسد احتياجاتهم، وليس مثل السابق ان يشتروا كميات كبيرة من الفواكه والخضار، والسبب هو ان صرف الرواتب للموظفين بطيء جدا وهنالك اعداد كبيرة من الموظفين ينتظرون الاجراءات الامنية لتسلم رواتبهم”.
ويرى ابو عمار انه “برغم كل المعوقات، فان الامور تتحسن يوماً بعد يوم آخر، وساعات التسوق تزداد والحركة لا تكاد تنقطع الا وقت تناول الافطار ثم تعود لتنشط مجددا حتى الحادية عشرة ليلا او اكثر منها بقليل”.
اما بائع الاقمشة، حسن الحيالي قال “بيع الاقمشة في سوق النبي يونس بالموصل بدأ يستعيد عافيته، حيث الطلبات على شتى الالوان والموديلات من الاقمشة المزركشة، علما ان وقت داعش كان الشراء محدود جدا وكان اغلبه على اللون الاسود، اضافة الى ضعف القدرة الشرائية حينها”.
وحول مصادر البضائع قال “اغلبها تأتي من اربيل في كردستان، وهنالك اقمشة تركية وسورية وبعضها عراقية مصنعة في اربيل، والاسعار تنافسية، لكن اغلب الاهالي هنا يعانون من ضيق ذات اليد، فجميع المعامل الاهلية والحكومية بمحافظة نينتوى متوقفة وهذا قطع رزق الاف العائلات، اما مسألة توقف صرف الرواتب للموظفين فهذه مشكلة المشكلات بالنسبة لاهالي الموصل”.
وناشد العم حسن “برفع الانقاض وتبليط الشوارع واصلاح الحفر التي حصلت بسبب عمليات تحرير الموصل مع العمل على تحسين ضخ المياه وتزويد الكهرباء، وهنالك تباين في توزيعها بين الاحياء السكنية بالجانب الايسر”. على وفق قوله.
القطاع الصحي
بالموصل مهدد بالشلل
وليس بعيد عن مشكلة رواتب موظفي نينوى، فان القطاع الصحي مهدد بالشلل بسبب عدم صرف رواتب الملاكات الصحية منذ نحو 3 سنوات.
وبحسب مرصد “موصليون” فانه “بينما تحاول الموصل التشبث بالحياة مجدداً، تتوقف 70% من خدمات المستشفيات والمؤسسات الصحية عن العمل بعد بدء ملاكاتها اعتصاما مفتوحا عن الدوام مطالبين بتسديد رواتبهم المتوقفة منذ أكثر من عامين ونصف العام، وان الملاكات الصحية وبالرغم من انتظامهم بالدوام قبل وبعد التحرير لخدمة اهالي الموصل وحصولهم على التصاريح الامنية التي تثبت سلامة موقفهم الامني، الا ان قضيتهم بقيت معلقة بين وزارتي الصحة والمالية”.
ودعا المرصد “ادارة المحافظة المحلية ونوابها في بغداد الى التحرك لاطلاق رواتب الصحة واعادة تنشيط الحركة الصحية للمدينة خصوصا وانها تشهد حربا مستمرة منذ اشهر وينتج عنها جرحى ومرضى”.
وبحسب ناشطون موصليون فان بعض منتسبي القطاع الصحفي باتوا عاجزين عن توفير كلفة التنقل من بيوتهم لمحال عملهم، طالبين بصرف اي مبالغ لتمشية امورهم حتى لو كان على شكل مكافئات شهرية او سلف يتم استقطاعها فيما بعد، من اجل ضمان استمرارية عمل الملاكات الصحية وتقديم خدماتهم في هذه الظروف الحرجة..