أفغاني يعدم طفلة إيزيدية لأنها طلبت الطعام
نينوى ـ خدر خلات:
اقدم داعشي افغاني الجنسية على كتم انفاس طفلة ايزيدية عراقية من قرية كوجو جنوبي سنجار امام ناظر والدتها لانها طلبت شيئاً من الطعام، فيما تمكنت مختطفة ايزيدية اخرى (ايضاً من قرية كوجو) من قتل داعشي اشتراها بطريقة “هوليودية” لكنها لقيت حتفها بعده بثلاثة ايام.
وكانت قوات الحشد الشعبي قد تمكنت من تحرير قرية كوجو الايزيدية مطلع الاسبوع الجاري، تلك القرية المنكوبة التي اقدم داعش على اعدام اكثر من 800 مواطن اغلبهم من الشباب والرجال مع خطف نحو 1200 آخرين من النساء والفتيات والاطفال، في الخامس عشر من آب/ اغسطس 2014.
ونقل الباحث الايزيدي داود مراد ختاري، المختص بتدوين قصص الناجيات الايزيديات عن الناجية الايزيدية ساهرة عبدالله خلف البالغة 31 عاماً قولها “في بداية شهر آب 2014 كنت ضيفة عند أهلي بمناسبة العيد (عيد اربعانية الصيف لدى الايزيدية) في قرية كوجو، لاني متزوجة في مجمع تل بنات المجاور، في اليوم الاول لهجوم داعش على مناطقنا قال شقيقي سوف أخرج الى الجبل لاني عسكري وهؤلاء لا يرحمون العساكر، فخرجنا وتوجهنا نحو شنكال (سنجار) ولكن مفرزة من الدواعش هاجمونا في بداية الالتواءات الجبلية، والقي القبض علينا”.
واضافت “أخذ الدواعش شقيقي (مطو عبدالله خلف) بعد ان جردونا من المال والذهب وسيارة تويوتا دبل قمارة، واعدموه أمام أنظارنا رمياً بالرصاص، وكان القاتل أعتقد كريفنا في الدم من قرية بسكي (الكريف: هو صديق الاسرة على وفق المفهوم الايزيدي ويرتبطون بعلاقات اجتماعية وثيقة)، حاولنا وضع بطانية على جثة شقيقي المغدور لكننا لم نعثر على بطانية، ومازال مصير جثته مجهولاً لاننا لم نستطع أن نغطيه”.
واشارت ساهرة الى ان “الدواعش أقتادونا الى مركز شنكال ووضعونا بهيكل دار قيد الانشاء، ثم نقلونا الى دائرة نفوس شنكال، وفي المساء أخذوا الفتيات، ومن ثم نقلونا الى مقر الفرع/17 للحزب الديمقراطي الكردستاني وسط شنكال، وتلك الليلة قصفتنا الطائرات، وتوفيت عجوز من اهالي مجمع كرزرك، بعدها نقلونا الى تلعفر ومنها الى سجن بادوش”.
وتابعت “فيما بعد نقلونا الى سوريا التي تعذبنا فيها كثيراً، وذات مرة ضربني داعشي بالعصا على جميع اطراف جسمي وخاصة على الرأس ففقدت الوعي، ومنذ ذلك الوقت في كل اسبوع افقد الوعي باستمرار و أمرّ في حالة نفسية صعبة، ولكن من بعدها تمكنت من الهرب”.
وافادت ساهرة بانه “بالرغم من مأساتي كنت أتألم كثيراً حينما أرى أفعالاً مشينة للدواعش، فقد تألمت جداً حينما رأيت اغتصاب فتاة إيزيدية في الثانية عشرة من العمر من رجل مسن وهي تصرخ طالبة العون/ ولم أستطع أن أنقذها من براثنه القذرة”.
ومضت بالقول “كما انه كان هنالك مختطفة ايزيدية تبلغ 19 عاماً اسمها (بفري خدر ابراهيم) من مجمع دوكري (شمال سنجار)، اشتراها داعشي من سوق النخاسة في الشدادية، ودارت بينهما مشاجرة في السيارة، واستطاعت ان تسيطر على مقود السيارة وقلبت السيارة ، فمات الداعشي الارعن على الفور وأصيبت بفري وبعد ثلاثة أيام توفيت في مستشفى دير الزور، واتذكر ان الحادثة وقعت في يوم 19-11-2014، فالف رحمة على روح هذه الشهيدة الخالدة التي حافظت بكل شجاعة على شرفها وعفتها”.
ونقل ختاري عن المختطفة الايزيدية نورا طه بسي، التي كانت مختطفة مع طفلتها البالغة 4 اعوام وكان اسم الطفلة (راضية سيدو حجي حسن)، قولها “ذات مرة قالت الطفلة لي انا جائعة يا أماه، فردّ داعشي افغاني الجنسية كان قريباً منا وقال: انتظروا سوف أجلب لكما الطعام، و ذهب وعاد بعد عشر دقائق، وهو يحمل شريطا لاصقا من النوع العريض”.
وتابعت “سألته: ما هذا الشريط الذي تحمله؟ فقال: سوف اعدمكِ واعدم طفلتك التي ولدت من أب كافر، فقلت له: لماذا تعدموننا؟! فقال الافغاني الداعشي: هل هناك من يحاسبني على ما أفعله؟، فسألته: ألا تخاف من الله ؟، فردّ عليّ: ان الله يأمرنا بقتل الكفار”.
مبينة انها حاججته بالقول “لكني دخلت ديانة الاسلام ولست كافرة، وحتى عندما كنت ايزيدية لم أكن كافرة لان الديانة الايزيدية تؤمن بالله قبل كل الأديان، لكنه ضربني على رأسي ثم علقني من اجل اعدامي ثم اعدم ابنتي، و كنت اختنق وارفس، وفي هذه الاثناء جاء صديق له حينما رآنا قطع الاشرطة بالسكين، كنت في اللحظات الاخيرة من الموت المحقق، لكن الطفلة المسكينة فقدت حياتها، لكن صورتها وهي معلقة ومعدومة لن تغيب عن ناظري ما حييت”.