بينها سوريا وليبيا وإيران وكوريا
روما ـ وكالات:
بحث وزراء خارجية الدول السبع الكبرى في إيطاليا، امس الاثنين، قضايا دولية راهنة، بدءا من أزمة سوريا وأوضاع ليبيا مرورا بعلاقة ودّهم المفقود مع موسكو وصولا إلى برنامج كوريا النووي.
وتشير دعوة وزير خارجية إيطاليا، أنجيلينو ألفانو، وزراء خارجية كل من تركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وقطر لحضور اجتماع خاص حول الأزمة السورية على هامش القمة، إلى الحيّز الهام الذي سيحتله الموضوع السوري الملتهب بكل أصوله وفروعه داخل مناقشات وزراء الدول السبع الكبار في توسكانا الهادئة والرائعة بفسيفساء قباب كنائسها الكثيرة.
ومع أن رئيسة دبلوماسية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني حصرت الاجتماع إلى جانب وزراء خارجية الدول السبع الأعضاء، إلا أن وزير الخارجية الأميركي الجديد ريكس تيليرسون سيكون نجمه الأبرز، كونه يلتقي نظراءه جماعيا لأول مرة منذ تعيينه في كانون ثاني الماضي، ولأنه سيكون ملزما بتقديم إيضاحات وتطمينات لشركاء بلاده حول باقة كبيرة من المسائل الدولية التي لا يعرفون موقف الإدارة الأميركية المستجدة في البيت الأبيض منها بالضبط.
وسعت أوروبا واليابان إلى استيضاح الولايات المتحدة بشأن مجموعة من القضايا الدولية، لاسيما سوريا، بعد صدور تصريحات متمايزة إلى حدّ التناقض عن المسؤولين الأميركيين بشأن الأزمة السورية ومصير الرئيس بشّار الاسد. وهيمنة الحرب الدموية المشتعلة في سوريا على المحادثات، خاصة وأن إيطاليا المستضيفة تتطلع إلى إصدار بيان ختامي يعزز جهود الأمم المتحدة لإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات في هذا البلد العربي.
ومنح الاجتماع إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وكندا واليابان أول فرصة لمناقشة وزير الخارجية الأميركي الجديد بشأن ما إذا كانت واشنطن ملتزمة الآن بالإطاحة بالرئيس الأسد، لأنهم لم يسمعوا ولا مرة حتى الآن تصريحا واضحا من تيليرسون بهذا الخصوص، فيما قالت نيكي هيلي السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة مطلع الأسبوع إن تغيير النظام في سوريا أولوية للرئيس دونالد ترامب بينما كان تيلرسون يؤكد يوم السبت إن الأولوية هي هزيمة تنظيم داعش.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الهجوم الأميركي على سوريا الأسبوع الماضي، ردا على ما قالت الولايات المتحدة إنه هجوم بأسلحة كيماوية نفذته قوات الحكومة السورية على المدنيين، أثار ارتباك الكثير من الشركاء الدبلوماسيين لواشنطن. وفي ظل حالة انعدام اليقين، تتزايد أسئلة الحلفاء بشأن ما إذا كانت واشنطن تريد إزاحة الأسد الآن مثلما يسعى كثير من الأوروبيين، أم أن ضرباتها الصاروخية كانت مجرد تحذير وتذكير بضرورة السير بالحل السياسي سريعا.
وأربكت الرسائل المتضاربة الصادرة من واشنطن الحلفاء الأوروبيين، وأثارت خيبة أملهم، فيما يسعون بقّدهم وقديدهم إلى استجداء دعم الولايات المتحدة الكامل لحل سياسي قائم على نقل السلطة في دمشق.
وتأتي القمة التي تستمر يومين في توسكانا في الوقت الذي تقترب فيه مجموعة هجومية تابعة للبحرية الأميركية من شبه الجزيرة الكورية وسط مخاوف من طموحات كوريا الشمالية النووية ،بينما تكابد علاقات الغرب مع روسيا لتجاوز سنوات من انعدام الثقة وفقدان الود وتبادل العقوبات والعقوبات المضادة.
ويتطلع وزراء الخارجية لمناقشة الوضع في ليبيا. وتأمل إيطاليا في الحصول على دعم صريح للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس والتي تحاول بسط سيطرتها على المدينة فضلا عن بقية البلاد التي تعاني من أعمال العنف.
ولم تحدد حكومة ترامب سياسة واضحة إلى الآن تجاه ليبيا وتخشى روما أن تسير واشنطن على خطى الكثير من عواصم القرار في المنطقة والعالم التي تدعم القائد العسكري في شرق ليبيا اللواء خليفة حفتر.
وناقش وزراء خارجية G7 مكافحة الإرهاب الذي بدأ يضرب في بعض عواصمهم عدا عن بلدان ومدن أخرى، كما تطرقوا إلى العلاقات مع إيران وانعدام الاستقرار
وعلى الرغم من أن موضوع العلاقة مع روسيا غير مدرج رسميا بين المواضيع المطروحة للنقاش في اجتماع وزراء خارجية G7، إلا أنه من شبه المؤكد أن يثير هذا الأمر نقاشا حادا وحاميا وصاخبا بين أصحاب المعالي، بسبب علاقات بلدانهم المتفاوتة مع موسكو سواء في ما يخص الأزمة السورية، لا سيما بعد اتهام بعضهم فقط وليس كلهم دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية وتأييدهم بنسب متفاوتة الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات السوري ردا على ذلك، أو بسبب مواقفهم غير المتطابقة من الأزمة الأوكرانية وما يجري في منطقة دونباس، حيث ترد تقارير مستمرة عن عمليات قصف وسقوط ضحايا من المدنيين.