مرّ عيدك.. نسمة رقيقة

سمير خليل

ها نحن نستقبل عيدك مرة أخرى، مرّ علينا نسمة رقيقة كرقة روحك وقلبك الدافئ، استفزنا وحاول إيقاظنا إن كنا في قيلولة النسيان لنحتفل معك بعيدك الأغر، وكالعادة، في عيدك أشرقت الدنيا بضوء المحبة والطيبة والحنان، ولأنك دنيانا فقلبك الحنون يضيء بكل آيات المحبة والوداعة والحنان مثلما تضيء قلوبنا بالشكر والعرفان والمغفرة والاعتذار.

ورغم الحب الكامن في نفوسنا إلا أننا نشعر بالتقصير دائما معك، نحن ممتنون لك، نقبّل يديك المعروقتان بالدفء والحنو، نمسح جبهتك الناصعة بآيات الشكر والعرفان.

أمي، أيها الملاك الذي حباه الله سبحانه وتعالى بأسمى صور الجمال والطهر والنبل، أمي سنديان الصبر، كم تحملت من جور الدنيا وجورنا نحن، لكنك كنت دوما حمامة بيضاء وادعة تمتد أجنحتها لتحتضننا أبد الدهر، حضنك الدافئ الذي وقانا من شرور الدنيا وغدرها، كنت معلمة لنا، تعلمنا منك كيف نعيش، أن نحب، أن نحذر، كيف نختار الأحبة والخلان، علمتنا أن نحافظ على أنفسنا وقناعاتنا وألا نساوم عليها، علمتنا أن من يخسر نفسه كأنما خسر الدنيا كلها.

زرعت في نفوسنا شتلات الايمان، الايمان بالله وطاعته ودينه ورسوله العظيم وآل بيته الاطهار، أن نحترم الآخر ونحترم رأيه ومعتقده طالما لا يمس البشر بسوء، أن نمد يد العون لمن يحتاجها، أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.

علمتنا حب الوطن، حب الأرض التي نعيش عليها، سكرنا بهذا الحب، لأنك الارض والارض أنت، لأنك الوطن والوطن أنت، لأنك شمسنا التي تمدنا بالقوة والدفء.

امي، كم تحملت وصبرت عندما غطت الغيوم السوداء وطننا، حين عمت الفوضى وعم الخراب، وحدك كنت الشامخة، وقفت بوجه الارهاب الاسود، لملمت جراحاتنا وآلامنا بعباءتك و” شيلتك” الطاهرة التي تضمخت بالدم الزكي، داويت جروحنا بالصبر والحكمة، ساعدتنا أن نعبر الى شاطئ الامان، شاطئ النصر على أعداء الحياة.

أمي، في عيدك سأوقد شمعة، أسورها بالورد والعنبر والحناء وحفنة من رماد تنورك البهي، أسورها بروحي وقلبي ليذوبان مع ذوبانها علّي. اثبت لك امتناني ولهفتي واعتذاري إذا كنت لم أوفِ حقك ولو بقبلة على جبينك الطاهر.

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة