رمضانيات: الدراما لم تنصف المشاهد

خلال الشهر الفضيل، تابعت العائلات الأعمال الدرامية بدقة، سواء العراقية منها أو العربية، التي كانت ضمن السباق الرمضاني، والتي عُرضت على القنوات العراقية وغيرها. غير أن العديد من هذه الأعمال لم تكن لها أي صلة، لا من قريب ولا من بعيد، بروح الشهر الفضيل، كما أنها لم تعكس تفاصيل الحياة اليومية للمواطن العراقي.
لم نشهد عملاً شعبياً، سواء كان كوميدياً أو درامياً، يعبر عن حياة الموظف أو الطبيب أو شريحة الكسبة في الشورجة، باستثناء برنامج حامض حلو، الذي قُدِّم في شكل مقاطع كوميدية، إلا أن تكرار الوجوه الفنية فيه، وسعيها غير المدروس إلى الكوميديا، جعله مملاً وغير ممتع. ومن المعروف أن الأعمال الفنية، سواء كانت برامج أو مقاطع، تفقد بريقها كلما زاد عدد مواسمها.
لم تقدم الدراما عملاً مستوحى من الحياة اليومية للعراقي البسيط والمكافح، عملاً يحمل في طياته الحكمة والقصة، ويجمع بين المتعة والفائدة. ربما يعود السبب في ذلك إلى أن كتاب الدراما العراقية أصبحوا يستخدمون لغة واحدة متكررة، قائمة على العنف والقتل، حيث تُعرض مشاهد القتل في الأماكن العامة وكأنها الحل الوحيد للمشكلات والنزاعات.
لم تنصف الدراما أجواء رمضان وأيامه ولياليه، ولم تُبرز المشاهد الجميلة التي تشهدها بغداد خلال فترتي الإفطار والسحور، والتي كان يمكن أن تشكل مصدر إلهام لحكايات صغيرة تحمل في طياتها الحكمة والعبرة. كما أنها لم تتناول التحولات المعمارية والحضارية التي شهدتها العاصمة، ولم تحتفِ بإنجازات أبنائها في المحافل الدولية، وخصوصاً الأطفال الذين حققوا مراكز متقدمة في مسابقات عالمية، بفضل عائلات واعية تدرك معنى المستقبل.
بدلاً من ذلك، استمر التركيز على الجرائم والخيانة والمخدرات، وكأن هذه القضايا وحدها هي التي تستحق تسليط الضوء عليها في المشهد الدرامي العراقي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة