تجمع الواقعية في معرضه الثاني استعدادات ومشاركات لفنانين من خارج البلاد

بغداد – وداد إبراهيم:
استكملت “جمعية الواقعية العراقية للفنون التشكيلية” تفاصيل ومضامين إنشائها كأول جمعية للفن التشكيلي في العراق خلال الخمسة والعشرين عامًا الأخيرة، وذلك بعد غياب التجمعات الفنية التي بدأت على يد رواد حركة التشكيل العراقي إبان الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. وأعلنت الجمعية أنها استكملت تفاصيل تأسيسها، وعقدت اجتماعات عدة في مقرها الكائن في منطقة الكرادة ببغداد، لتعلن عن معرضها الذي سيقام خلال شهر أيار من العام الجاري، بعد أن حشدت لهذا التجمع ما يصل إلى أكثر من 150 فنانًا من داخل البلاد وخارجها، وهم من فناني الواقعية. كما تم فرز عدد من الفنانين في ظاهرة فريدة، حيث يمتلكون احترافية عالية في هذا الاتجاه الفني، الذي غاب عن ساحة التشكيل العراقية بعد طغيان الاتجاهات المعاصرة والتجريبية. وكانت الجمعية قد أعلنت عن معرضها المقبل ووضعت له شروطًا.
الفنان شاكر خالد، مؤسس الجمعية، تحدث لنا قائلًا:
“نعم، أول ما يضع المعرض في إطاره الصحيح هو وضع الشروط، ومنها أن تُنفذ الأعمال بأسلوب واقعي صرف، وذات مضامين إنسانية ولها صلة بالموروث العراقي. كما تُرفض الأعمال المطبوعة والمستنسخة والمنقولة. وللفنان الحق في المشاركة بعمل أو عملين، علمًا أن لدينا لجانًا شُكلت من قبل الجمعية لاختبار وفحص الأعمال المشاركة في المعرض، وهذا قد يؤسس لجيل جديد من الفنانين الشباب لخوض تجربة الفن الواقعي الذي غاب عن الساحة الفنية. لكن، حتى الآن، هناك عمالقة وأبطال في هذا الاتجاه. لذا، تعد معارض الفن الواقعي إضافة جديدة لهذا الحقل الإبداعي في حركة التشكيل العراقي الرائدة، ووجدنا من الأهمية أن نلتقي نحن المنتمين إلى هذا اللون من الرسم، عارضين منجزنا الفني. كما تعد معارض هذا اللون الفني استمرارًا وديمومةً لإرث المدرسة الواقعية، ولتواكب أعمالنا المطروحة تطورات هذا النوع، بحيث تكون معبرًا حقيقيًا عن صورة مجتمعنا الزاخر بالمناظر الحية الاجتماعية والجغرافية والثقافية، وأن نصل به إلى المستوى الذي نفخر به محليًا وعالميً.
كانت صحيفة “الصباح الجديد” قد تابعت، وبحرص، معرض الواقعية الأول الذي أقيم على قاعة الفنون العامة في مبنى وزارة الثقافة والسياحة والاثار ببغداد في شارع حيفا واستعرضت تفاصيل كاملة عن الاعمال المشاركة كونها الفعالية الاولي لهذا النوع من الفن في موضوع نُشر على الصفحة الأخيرة يوم الحادي عشر من شهر كانون الأول عام 2024.
والمعروف أن الواقعية هي الأساس والمنطلق لكل الأساليب الفنية الإبداعية والتأملية، وهي المحتوى الذي يعتمده كل فنان ويمر من خلاله. فهي رصيد الفنان ومدرسته الأولى، والمنبع الذي يغترف منه كبار الفنانين لينطلقوا ويأتوا بالجديد. لكنها، مع ذلك، تبقى أسلوبًا أو طريقة مرحلية تنتهي بانتهاء فترة تعلُّم الفنان منها الأساليب المدرسية والطرق الأكاديمية، إلى الحد الذي قد يتخلى الكثير من الفنانين عنها. ومن أوائل رواد الواقعية في الفن التشكيلي العراقي الفنان عبد القادر رسام، الذي ترك مجموعة من اللوحات التي تمثل مشاهد طبيعية لمناطق مختلفة من أطراف بغداد ومناطق أخرى. ولوحاته تعكس مشاهد طبيعية مرسومة بطريقة فطرية تأسست على التجربة الشخصية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة