كرنفالات رمضانية تضيء ليالي بغداد عاصمة السياحة العربية والمرأة العراقية تتفاعل بارتداء الأزياء البغدادية والتراثية

وداد إبراهيم
كرنفالات رمضانية أضاءت ليالي بغداد، وصارت التجمعات والمنظمات وبعض المؤسسات الحكومية تقيم المهرجانات التي تعرض أمام العالم جمال مدينة ألف ليلة وليلة، وعاصمة السياحة العربية، ومدينة الإبداع والأدب والجمال. أصبح ليل بغداد مضاءً بأنوار الفن والتراث، حيث تجلّى الموروث الشعبي أمام جمع غفير من العوائل العراقية وشرائح من التجمعات النسوية، ومنظمات المجتمع المدني، وشخصيات فنية وأدبية وإعلامية، فضلًا عن العوائل القريبة من مبنى المتحف الوطني، التي توافدت من أزقة العلاوي والفلاحات والصالحية للاستمتاع بفقرات فنية وكرنفالات وبازارات وعروض للأزياء، في واحدة من ليالي رمضان.
السيدة سمارة سلمان قالت: “ليس غريبًا على كل من يذهب لحضور ليلة رمضانية أن يرتدي زيًّا خاصًّا، مثل العباءة، أو البشت، أو الهاشمي، وهو اللباس الذي يُعرف بخصوصيته في رمضان. اعتادت النساء في بغداد ارتداء هذا الزي حتى عند الذهاب إلى وليمة الإفطار عند الأهل أو الأقارب. شاهدت في بعض الأماكن والمطاعم أن كل النسوة يرتدين الزي الرمضاني، مما يضفي على المكان أجواءً مميزة، وكأننا في طقس رمضاني خاص”.
أما السيدة أحلام عبد علي فقالت: “وكأن الجميع على موعد مع هذه الطقوس والعادات التي تضفي على المشهد جمالية وحضورًا وهيبة، فهو الشهر الفضيل، شهر الخير والعطاء، شهر رمضان الكريم. أصبحت الكرنفالات والاحتفالات التراثية والمقام العراقي ومهرجانات المحيبس جزءًا من أجواء رمضان، حيث تُقام في مناطق مختلفة مثل المنصور واليرموك وشارع فلسطين والأعظمية والصالحية. وكان آخرها الكرنفال الذي قدمته وزارة الثقافة والسياحة والآثار، والذي تضمن فعاليات فنية وأدبية وتراثية، أبرزها عرض للأزياء الرمضانية والتراثية قدمته دار الأزياء العراقية.”
من جانبها، قالت السيدة شيماء علي، إحدى الحاضرات في كرنفال وزارة الثقافة والسياحة والآثار: “حضرتُ ضمن تجمع نسوي يُطلق عليه (العراقية هنا) برئاسة شيماء بهزاد، وهو تجمع يهدف إلى مشاركة النساء في الفعاليات الفنية والأدبية. كانت لنا مشاركة في هذا المهرجان للعام الثاني، حيث ضم العديد من الفعاليات الفنية والأدبية والشعرية، وشهد حضورًا واسعًا لتجمعات نسوية قدمت صناعات يدوية، مثل الإكسسوارات والمأكولات الشعبية التي بيعت بأسعار مناسبة، مثل الكليجة والدولمة وغيرها من أكلات رمضان، فيما فتحت أبواب المتحف أمام الجميع للاستمتاع بحضارة عراقية تمتد لسبعة آلاف عام”.
أما السيدة محاسن جمعة فقالت: “بصراحة، شهدت بغداد العديد من الليالي الرمضانية، حيث تحولت الكثير من المطاعم إلى أماكن تعكس الموروث الشعبي، وتقدم ليالي رمضانية حافلة بالمقامات العراقية، وتستضيف فعاليات تراثية بغدادية مثل رسم الحنّاء وتقديم أكلات البيت البغدادي. وهكذا، تحولت بغداد إلى عاصمة للتراث والموروث، عاصمة للتاريخ والحضارة والجمال والإبداع، حيث تتجول في أروقتها الأزياء العربية والبغدادية، وتحاكي لياليها المقامات العراقية والأغاني التراثية التي تتفاعل معها عارضات الأزياء بالزي العربي، ليشكلن مشهدًا يعكس الأصالة والحب والجمال. كل الموروث العراقي حاضر هنا، حيث يتجسد الفن والإبداع في كل زاوية، وكأن بغداد لا تشيخ، بل تظل مدينة البناء والحضارة، مدينة المتاحف والحكايات والأساطير، التي يحلم برؤيتها من لم يزرها.”

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة