العزلة في البيت والفجوة الرقمية

وداد إبراهيم

علينا أن ننتبه إلى ما يحدث في بيوتنا من عزلة صنعها التواصل الاجتماعي، وما يسمى اليوم بـ”الفجوة الرقمية”. هذه الفجوة ليست مجرد فرق في الفهم أو المهارات التقنية، بل تؤثر بشكل كبير على العلاقات الأسرية، وتخلق تحديات جديدة تتعلق بالتواصل والتفاهم بين الجيلين. فهل أصبح العالم الرقمي مساحة يصعب على الأهل فهمها؟

فسر الباحثون الفجوة الرقمية بأنها الاختلاف بين الأهل والأبناء في مستوى الفهم التكنولوجي والمعرفي، وكذلك المهارات المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي. فقد نجد الأطفال والمراهقين أكثر إلمامًا وتكيفًا مع الأدوات الرقمية مقارنة بالأهل.

الفجوة الرقمية مصطلح حديث ظهر في علم الحاسوب وعلوم الاجتماع في بداية الألفية الجديدة، ويشير إلى الفرق بين الذين بمقدورهم استخدام الإنترنت بسبب امتلاكهم المهارة اللازمة والقدرة المادية، وبين الذين لا يستطيعون ذلك. بعض الدراسات تنسب الفجوة الرقمية إلى الفرق بين مستخدمي وسائل الاتصالات الحديثة وتقنية المعلومات بشكل عام وغير المستخدمين لها.

جاء ظهور هذا المصطلح مع الانتشار الواسع للتجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية، حيث بدأ جدل واسع بين العلماء حول وضع الأشخاص الذين لا يستطيعون استخدام الإنترنت، وما إذا كان هذا سيحرمهم من الكثير من الفوائد والخدمات المقدمة لمستخدمي الإنترنت. كما ناقش العلماء مدى مساهمة الإنترنت في خلق فجوة داخل المجتمع، سواء في الدول المتقدمة أو في نظيرتها بالعالم الثالث.

ومع هذا، فإن ما يحدث في بيوتنا اليوم نتيجة الفجوة الرقمية هو العزلة بين الأبناء والآباء بسبب الاستخدام المتواصل لمواقع التواصل الاجتماعي. فقد أعلن مركز الإعلام الرقمي في العراق أن أكثر من 31 مليون عراقي يستخدمون الإنترنت، وذلك وفق أحدث إحصائية صدرت في 23 فبراير 2024.

وأوضح المركز وجود زيادة واضحة في عدد المستخدمين. لذا، علينا أن نخصص وقتًا لجمع العائلة، مثل الحديث مع الأبناء حول اهتماماتهم أو جمعهم على طاولة الطعام، أو حتى مرافقتهم أثناء الدراسة ومحاولة مساعدتهم. يمكننا أيضًا استغلال أي فرصة للخروج معهم، في محاولة لتبديد العزلة التي صنعها التقدم التكنولوجي والتطور في وسائل التواصل الاجتماعي. يجب أن نحاول فتح حوار معهم حتى لو كان حول ما يتصفحونه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة