جهود دبلوماسية بعد قبول الانفصاليين للهدنة
متابعة الصباح الجديد:
طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, أمس الثلاثاء, من البرلمان سحب حق الجيش في التدخل في أوكرانيا، حيث كان متمردون يقاتلون قوات الحكومة.
وتهدف الخطوة التي اتخذها بوتين إلى “تطبيع الوضع” في مناطق شرق أوكرانيا التي مزقها الصراع، بحسب ما ذكره سكرتيره الصحفي.
وكان مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي قد خول بوتين استخدام القوة في أوكرانيا في 1 آذار.
وقد ضمت موسكو منذ ذلك الوقت شبه جزيرة القرم الواقعة في جنوب أوكرانيا.
وعلى صعيد متصل, تتواصل جهود دبلوماسية حثيثة أمس الثلاثاء في محاولة للتوصل لاتفاق سلام في أوكرانيا بعد موافقة الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا على وقف إطلاق النار شرقي البلاد، في حين هددت واشنطن موسكو بالمزيد من العقوبات, وفي مقدمة هذه الجهود زيارة يقوم بها إلى فيينا الرئيس بوتين الذي يطالبه الغرب بالضغط بكل ثقله على الانفصاليين للالتزام بوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات سلام مع كييف.
وسيلتقي بوتين نظيره النمساوي هاينز فيشر ورئيس الوزراء فيرنر فايمان إضافة إلى الرئيس السويسري ديدييه بورخالتر، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لـ “منظمة الأمن والتعاون في أوروبا” التي افتتحت أمس, مؤتمرها السنوي في فيينا ويشارك فيه خصوصا وزير الخارجية الأوكراني الجديد بافلو كليمكين.
وبموازاة اجتماعات فيينا بدأ في بروكسل اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) يستمر يومين وفي مقدمة أعماله الأزمة الأوكرانية.
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد إعلان الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا التزامهم بوقف إطلاق النار.
وقال المسؤول الرئيسي لجمهورية دونيتسك الانفصالية المعلنة من جانب واحد أولكسندر بوروداي الاثنين إنهم يعلنون وقفا لإطلاق النار بعد صدور إعلان مماثل من كييف، مضيفا أن الهدنة ستستمر حتى 27 حزيران، كما نقلت عنه وكالة إيتار تاس,وبالفعل أكدت أجهزة الأمن الأوكرانية أن المعارك في المنطقتين الناطقتين بالروسية واللتين شهدتا أعنف المواجهات خلال الأسابيع الأخيرة هدأت اعتبارا من الاثنين, وكان الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو أعلن الجمعة عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد لمدة أسبوع للسماح للانفصاليين بإلقاء السلاح وبدء حوار مع الانفصاليين الذين ألقوا السلاح ولم يتورطوا في جرائم خطيرة.
وكان الانفصاليون رفضوا وقف إطلاق النار الذي يشكل بداية تطبيق خطة السلام الحاسمة، معتبرين أن الأمر ليس سوى ‘خدعة’ من جانب كييف.
لكن الرئيس بوتين -الذي يواجه ضغوط القادة الغربيين- دعا إلى احترام وقف إطلاق النار الذي أصدرته كييف.
وقال الكرملين في بيان إن بوتين شدد على أن وقفا حقيقيا للمعارك وبداية محادثات مباشرة بين طرفي النزاع يجب أن يكونا أهم أولوية لتطبيع الوضع في مناطق جنوبي شرقي أوكرانيا.
وجاء حديث بوتين أثناء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي هدد مجددا بفرض مزيد من العقوبات على روسيا “إذا لم توقف تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا وتوقف دعمها للانفصاليين”.
واندلعت الأزمة شرقي أوكرانيا بعد أن أطاح البرلمان الأوكراني بالرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش في شباط الماضي، وقامت روسيا بحشد قواتها على الحدود الشرقية لأوكرانيا كما انضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا بموجب استفتاء, ورد حلف شمال الأطلسي بإرسال تعزيزات لشرق أوروبا في أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.