الأضواءُ خافتةٌ هنا

نادية المحمداوي

والليلُ :

غابةٌ من سوادٍ ترامى

كسحبٍ لا تمطرُ ولا تزولْ.

ترنُّ ساعاتهُ الحبلى بالغموضِ

مثل تساقطِ الحصى

في بئرٍ عميقْ.

تشدُّ خناقي

أصواتٌ تعرجُ لسمعي

من غيابةِ

هذا الجبُّ السحيقِ

تشبهُ العواءَ الكسيح

حين تأتي به الريح

من آخرِ أصقاعِ الوجودِ النائيةِ

سأغلقُ نافذتي وانزوي

في جوفِ هذا المساءِ وحيدةً

ينسلُّ الخوفُ

عبرَ زجاجِها المعتمِ دفقاً إلي

كرسلِ الوحشةِ الغادرةْ.

حين تجيءُ

على كرهٍ أولَ الغروب

الأضواءُ خافتةٌ هنا

وصمتي يلتهمُ ما تبقى

من هديلِ الأمنياتِ

فتغدو متفحمةٌ أصابعي

دون نبضٍ يعلنُ للأحياءِ سرَ

بقائي

على قيدِ هذا السقمِ المريع.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة