رسالة مصارحة ..

عامر القيسي

بكل وضوح ودون خطابات انشائية ولا عاطفية علينا الاعتراف الصريح والجريء اننا دخلنا في المحظور، الذي طالما حذرنا منه وقرأناه من الآلف الى الياء ، وقلنا ان البلاد تسير الى المجهول وان على القوى التي بيدها تغيير المسارات ان تسارع الى تغيير مسار الاحداث بما يحفظ الناس من الاحتراب والوطن من التمزق..

وكنا كمن ينفخ في قربة مثقوبة واصبح ينطبق علينا المثل الشعبي “الشك جبير والركعة اصغيرة ” وعلينا الآن ان نبحث عن علاجات أكثر كلفة واشد تعقيدا مما كان ممكنا قبل اشهر، عندما كان بالامكان الامساك بخيوط اللعبة قبل ان تصبح “شليلة وضايع راسهه” !

ومع الفواتير الثقيلة الحالية مازال بالامكان ايقاف الانهيارات على كل المستويات باستثمار المزاج الشعبي المتوافق مع دعم الجيش في مقاتلة داعش والارهاب وايقاف كل اشكال التجييش الطائفي وطرح الحلول الجريئة ولو كانت على حساب حكومة قادت البلاد بسياساتها الى ما نحن عليه الآن، فانقاذ الوطن اثمن من كل التسميات ، ولا شيء اغلى من كل هذه الدماء التي تنزف من الناس والوطن .. ولاشيء أغلى من مليون عراقي مشرد غربا وشرقا شمالا وجنوبا، في مشهد مأساوي ربما لم تشهده البلاد الا في عهد الدكتاتورية الصدامية..

 رسالة موجهة لمن بيده الحل ومن هو المنقذ للبلاد والعباد من هذا الخانق القاتل ؟

رسالة وسؤال موجه للجميع ممن صدّعوا رؤوسنا بخطابات الوطنية والحرص على الوطن بما فيهم نوابنا الكرام الذين انهوا مهمتهم “بنجاح” منقطع النظير ، ليذهب بعضهم الى البرازيل استجماما من تعب سنين دورتهم البائسة ليتمتعوا هناك برقصات السامبا وافتتاح مباريات كأس العالم !

رسالة موجهة لقادة الكتل السياسية من المالكي الى بارزاني مرورا بالصدر والحكيم وعلاوي والنجيفي ، عليهم ان يجدوا الحل والحلول لهذا المأزق الحقيقي ..

عليهم الآن ان يجلسوا كرجال وطن ودولة بيدهم مسؤولية رقاب ومستقبل ملايين العراقيين ومستقبلهم المجهول حتى الآن ..

ماقيمة المناصب امام هذا المشهد المخزي للبلاد ..

ماقيمة تصفية الحسابات امام دمعة طفل عراقي ..

ما قيمة اي شيء امام هذا الخراب ..

ماقيمة اعداد كراسي البرلمان في وطن تضيع فيه الاسماء وتتبدد هويته على ايدي ارهابيين استطاعوا ان يخلطوا الاوراق والبنادق والمواقع ، ليس بسبب قوتهم وانما لتشتتنا وتمسكنا بالزائل ونسياننا لما مطلوب منّا ان نقوم به تجاه الشعب والوطن ..

من ننادي .. هل ننادي المجهول والغيب والجن والسحرة لينقذوا هذه البلاد ؟

نعرف انكم جزء من مشكلة البلاد ومأزقها والطريق المظلم الذي تسير فيه بسبب خلافاتكم المبدئية وغير المبدئية ..ولكن لاخيار لدينا الا ان نناشدكم ونطالبكم بحق كل المقدسات ان تجلسوا معا، لانكم، أو هكذا يفترض، تمثلون الناس التي اكتوت بسبب سياساتكم ، واسمحوا لنا بمصارحتكم، فلاخيار لدينا غير ان نقول لكم بما في قلوبنا .. قلوبنا وانفسنا التي تبحث عن منقذ لهذي البلاد !!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة