مبادرة الانبار المتأخرة

 سها الشيخلي

بدأت مشكلة الا نبار كاية مشكلة صغيرة ثم كبرت وتفاقمت لتشكل ازمة راح ضحيتها ا لعديد من المواطنين الابرياء والذين لا ذنب لهم في اي شيء ، سوى كونهم من سكنة تلك المنطقة ، وكان بالامكان حل تلك الازمة التي يعرفها الجميع والتي بدأت بتظاهرات ومطالب تطورت واتسعت ليكون قسم منها غير مشروعة كما قيل في وقتها ، وطالبنا وعلى هذه السطور الا حتكام الى العقل في حل تلك النزاعات التي اخذت ابعادا اخرى واتسعت لتتحول الى ازمة ، طالبنا العقلاء من رجال القوم في احتواء تلك الازمة وحل خيوطها المتشابكة ولكن من دون جدوى ، والان وبعد ان صارت المشكلة الصغيرة معضلة كبيرة ، واصبحت ساحة المعركة ميدانا لدخول الجماعات المتطرفة تارة والمخربة تارة اخرى وبعد ان نزح اهالي الانبار تاركين خلفهم بيوتهم ومتاعهم وباحثين عن ملاذ آمن وبعد ان تكبدوا خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات جاءت المبادرة من الحكومة في حل الازمة ، ومع آمالنا الواسعة في ان تجد هذه المبادرة قبولا من جميع الاطراف ، ومع ان المبادرة جاءت متأخرة لكنها احسن بكثيرمن ان لا تاتي . 

لا اريد القول مرة اخرى ان هذه المبادرة كانت متاخرة وبعد خراب البصرة كما يقول المثل الشعبي العراقي ،ومع ذلك اجد انها ضرور ية جدا لاشاعة جو من الامن والطمأنينة لاهلنا في الانبار الذين هم ككل العراقيين منبع للحب والسلام ، ولكن بعد مرور فترة ليست بالقصيرة على اطلاق هذه المبادرة الا انها لم تجد بعد طريقها للتطبيق ، وكل ما نتمناه ويتمناه معنا كل عراقي حريص على وحدة وطنه ان تبدأ هذه المبادرة وتحل كل المشكلات التي يعاني منها ليس اهالي محافظة الا نبار فقط بل كل مدينة عراقية وجدت نفسها بين ليلة وضحاها مشردة ونازحة تبحث لها عن ملاذ آمن كما يجد الطلبة الصغار منهم والشباب اجواء دراسية وامتحانات هادئة في ظل ظروف طبيعية في عراق مزدهر لا تتقاذفه الاهواء ولا تسيطر على اجوائه التشنجات مهما كان مصدرها ، وان لا يكون كرة في ملعب اية دولة من دول الجوار ، نتمنى ان نرى المبادرة التي طال انتظارها وقد وضعت على طاولة النقاش واخذت طريقها لحل اغلب الازمات التي يعيشها شعبنا الطيب ، ونريد ان نرى عراقنا وقد حل السلام في ربوعه وان تتصافى قلوب جميع ابنائه ، فما احوجنا الى السلام بعد سنوات الدكتانورية .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة