الجماعات المسلحة تستغل أشخاصاً «لا يثيرون الشبهة»
بعقوبة ـ علي القيسي:
كشف مصدر استخباري مطلع في محافظة ديالى، بان تنظيم داعش اعتمد شبانا من دون قيد جنائي لتنظيم شبكات نقل المتفجرات بين خلاياه النائمة في العديد من مناطق مدينة بعقوبة.
وأوضح المصدر، وهو ضابط برتبة مقدم، في تصريح إلى «الصباح الجديد»، إن «الأجهزة الاستخبارية اكتشفت أسلوبا جديدا لتنظيم داعش في نقل المتفجرات ومنها العبوات الناسفة بين المخابئ الرئيسية السرية وبين خلاياه النائمة التي تتمركز في بعض مناطق بعقوبة من اجل إدامة زخم أعمال العنف».
وأضاف المصدر، «الأسلوب يعتمد على تجنيد شبان لا يعرف عنهم التشدد الديني وليس لديهم أي قيد جنائي إضافة إلى أنهم من النوع الذي يهتم بالانفتاح في اطار ارتداء الملابس الحديثة وقصات الشعر الغربية بشكل يدفع عنهم أي شبهات».
وتابع، «عملية التجنيد تجري عبر أدوات الإدمان على المخدرات أو التهديد أو الإغراء المالي أو استغلال حالة الانحراف للبعض».
وأشار المصدر إلى أن «أسلوب التمويه جاء لخلق شبكات تنقل المتفجرات بين المناطق بشكل انسيابي دون أي مخاوف من اكتشافها من قبل الأجهزة الأمنية أو عملية إبعاد شكوك المفارز الاستخبارية خاصة في المناطق غير مستقرة».
وقال المصدر، إن «الأجهزة الأمنية اكتشفت خلية متخصصة بنقل المتفجرات تتألف من أربعة أفراد جميعهم من الشبان الذين كانوا تفاجئ الكثير بارتباطهم بتنظيم داعش من اشهر وقيامهم بنقل العشرات من العبوات الناسفة بين أحياء بعقوبة».
وبين المصدر، أن «اعتماد داعش على المظهر لخارجي في ترتيب أوراق خلاياه المتخصصة في نقل المتفجرات يزيد من تعقيد عملية ملاحقتها إضافة إلى أن اغلب النقاط والسيطرات الأمنية تتأثر بالمظهر الخارجي للأشخاص ما يعني ضرورة تغير آليات العمل واتخاذ ما يلزم من التدابير لمواجهة الأسلوب الجديد لتنظيم داعش».
من جانب اخر، أشار رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ديالى صادق الحسيني، إلى أن «تنظيم داعش يطور نفسه باستمرار للبقاء في المشهد الأمني، لافتا إلى أن التنظيم يحظى بدعم من قبل دوائر مخابراتية معروفة لذا ليس مفاجئاً تغيير أساليبه بين الحين والآخر».
إلى ذلك، أكد باقر حميد الشمري، وهو مراقب امني في بعقوبة، أن أسلوب التمويه الجسدي اطار اعتمدته الجماعات المسلحة منذ بروزها عام 2005 لكن آليات التطبيق تختلف بين تنظيم وآخر».
وقال، «لعل لجوء داعش إلى شريحة الشباب المنفتح على أدوات قصات الشعر أو الملابس هو تأكيد على أهمية الأسلوب في الإفلات من قبضة وتدقيق النقاط الأمنية».
وأضاف الشمري، أن» نقاط التفتيش لابد ان تضم عناصر مدربة على العمل الاستخباري وان لا تتأثر بالمظاهر الخارجية».
وبين الشمري، أن «رصد الأجهزة الأمنية لشبكة متخصصة بنقل المتفجرات اغلب عناصرها من الشباب المنفتح إنجاز امني لابد من إدامته عبر زيادة فعالية السيطرات ونقاط التفتيش وتفعيل البعد الاستخباري بما يسهم في اكتشاف الخلايا الجديدة لتنظيم داعش وحلفائه».
في المقابل، أقر قائد شرطة ديالى اللواء الركن جميل الشمري باعتماد تنظيم داعش على شبان ليس لديهم أي قيد جنائي وبعيدون عن أي شبهات في بعض المناطق، كأدوات لنقل المتفجرات أو تحويل جزء من منازلهم إلى أوكار وحواضن لجماعات العنف».
وأضاف الشمري، «الأجهزة الأمنية نجحت مؤخرا في القبض على شبكة متخصصة بنقل المتفجرات ضبط بحوزتها على مخبأ ضخم للعبوات الناسفة كان أفرادها من الشباب الذين لم تثار حولهم أي شكوك حتى وقت قريب».
في سياق آخر، اعلن قائد شرطة محافظة ديالى، ضبط معمل متكامل لصناعة ما اسماها عبوات المقرنص بعملية نوعية جرت جنوب غرب بعقوبة، مؤكدا بان المعمل يعد الأكبر من نوعه ويمثل بداية خط إنتاج عبوات متطورة ذات قدرة قتل كبيرة.
وقال الشمري، إن» قوة من وحدة المهمات الخاصة مدعومة بمفارز استخبارية ضبطت معمل متكامل لصناعة عبوات المقرنص في اطراف المنطقة الصناعية الأول، يحوي على كميات كبيرة من المتفجرات بمختلف أنواعها وخاصة تي ان تي وسي فور».
وأضاف الشمري ان» القوة عثرت بداخل المعمل على اكثر من 200 عبوة ناسفة من نوع المقرنص، إضافة إلى ضبط اكثر من 30 قذيفة هاون مختلفة الأنواع».
وتابع، «عبوة المقرنص والتي تعد اخر ابتكارات التنظيمات الإرهابية في صناعة الموت تعتمد على أسلوب وضع حشوات متفجرة مزودة ببلورات حديدية أو ما يعرف بالصجم في داخلها لتصبح ذات قدرة اكبر على زيادة الضحايا».
من جانب اخر، أشار مصدر استخباري مطلع في محافظة ديالى إلى ان عبوات المقرنص برزت على المشهد الأمني منذ اكثر من ثلاثة شهور عندما اكتشفت أولى الحالات في اطراف بعقوبة وسرعان ما أصبحت أسلوب جديد تعتمده جماعات العنف في تطوير عبوات الموت».
وأضاف المصدر، ان «كل الأدلة تؤكد بان عبوات المقرنص تمثل اطار لانتقال خبرات صناعة المتفجرات التي حملتها قيادات متقدمة في تنظيم داعش كانت تقاتل في سوريا وانتقلت إلى ديالى في اطار دعم جهود تنظيم داعش في زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي والعمل عل تطوير أساليب القتل من خلال اعتماد مفردة التمويه».