هجوم أصفهان.. رسالة تكشف ضعف دفاعات إيران الجوية

متابعة ـ الصباح الجديد:

عادت الهجمات على المنشآت الإيرانية إلى دائرة الضوء بعد مرور شهر على عودة، بنيامين نتانياهو، إلى السلطة في إسرائيل على رأس أكثر حكومة يمينية بتاريخ البلاد، فيما نفت فيه الولايات المتحدة مشاركة قوات عسكرية أميركية بالعملية.
كانت وزارة الدفاع الإيرانية أعلنت، الأحد الماضي، أن دفاعاتها تصدت لهجوم بطائرات مسيرة على منشآت عسكرية بمحافظة أصفهان.
ولم تقم طهران بإلقاء اللوم رسميا على إسرائيل في الهجوم الذي وصفه وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، بـ “الجبان” الذي يهدف إلى خلق “انعدام الأمن” في إيران.
لكن التلفزيون الرسمي بث تصريحات للنائب، حسين ميرزاعي، قال فيها إن هناك “تكهنات قوية” بأن إسرائيل وراء العملية، بحسب رويترز.
وفي هذا السياق، أفاد مسؤولون أميركيون تحدثوا دون الكشف عن هويتهم بأن إسرائيل تقف خلف هذا الهجوم.
وقال مسؤول أميركي تحدث لصحيفة “واشنطن بوست” شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الضربة كانت على ما يبدو من عمل الجيش الإسرائيلي لكنهم لم يتمكنوا من تأكيد ذلك بشكل مستقل.
كذلك، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مسؤولين أميركيين وأشخاص مطلعين بأن عملية استهداف المجمع الدفاعي في إيران بطائرات بدون طيار نفذتها إسرائيل. وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق.
وتملك إسرائيل تاريخا حافلا في شن هجمات على منشآت البرنامج النووي الإيراني كجزء من حرب الظل المستمرة بين الخصمين الإقليميين، وهي حملة تصاعدت بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.
وعندما كان نتانياهو في منصبه سابقا، أشرف على سلسلة من الضربات الإسرائيلية على إيران باستخدام طائرات بدون طيار صغيرة مثل تلك التي استخدمت خلال الهجوم الأخير، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين سابقين تحدثوا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقال مسؤول عسكري في المنطقة إنه بالنظر إلى موقع الضربة في وسط إيران وحجم الطائرات المسيرة، فمن المحتمل أن يكون الهجوم قد تم من داخل حدود إيران، وفق رويترز.
وتأتي الضربة الأخيرة في الوقت الذي يناقش فيه مسؤولون إسرائيليون وأميركيون طرقا جديدة لمكافحة عمليات إيران المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك تعميق تعاونها العسكري مع روسيا، حسبما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وسافر مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، إلى إسرائيل في رحلة غير معلنة الأسبوع الماضي لمناقشة مسائل إيران وقضايا إقليمية أخرى، وفقا لأشخاص مطلعين على زيارته.
وقالت وزارة الدفاع الإيرانية إن الانفجار تسبب في أضرار طفيفة فقط ولم تقع إصابات.
قال المحلل الاستخباراتي المستقل، رونين سولومون، إن الحجم الصغير للانفجار يشير إلى أن الهدف لم يكن مخزنا للذخيرة.
وأوضح لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن الهدف قد يكون مختبرا أو موقعا لوجستيا عسكريا.
كما أثارت أنباء هجوم السبت الماضي تعليقات من أوكرانيا، حيث تستخدم روسيا طائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة المدنيين الأوكرانيين والبنية التحتية الحيوية بعيدا عن الخطوط الأمامية.
وغرد ميخايلو بودولاك، كبير مساعدي الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأحد، قائلا إنها “ليلة متفجرة في إيران ، تصنيع الطائرات بدون طيار والصواريخ ومصافي النفط. لقدر حذرناكم”. وأضاف: “منطق الحرب لا يرحم وقاتل”.
وقال الزميل الشريك بمعهد واشنطن في العاصمة، فرزين نديمي، “لا يبدو هناك صلة مباشرة بين أوكرانيا وهجوم السبت”.
وأشار إلى أن إسرائيل كانت على الأرجح وراء الضربة، بالنظر إلى تاريخ الموساد “باستخدام طائرات بدون طيار لمهاجمة المواقع العسكرية والنووية الإيرانية”.
وقال إنه بالإضافة إلى التسبب في أضرار مادية، فإن هذه الهجمات تهدف إلى إرسال “رسالة إلى النظام في طهران مفادها أن (إسرائيل) لديها إمكانية الوصول إلى مواقعها الحساسة وأن دفاعاتها الجوية ليست منيعة”.
في حديثه لـ “واشنطن بوست”، قال نديمي إن الموقع يحتوي على الأرجح على معلومات حساسة تتعلق بالتكنولوجيا النووية وبرنامج الأسلحة الإيرانية.
وفشلت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران للعودة للاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يفرض قيودا على برنامج البلاد النووي مقابل رفع العقوبات عنها وهي اتفاقية انسحب منها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عام 2018 بشكل أحادي، مما دفع طهران للتقدم في تخصيب اليورانيوم.
وبينما تصر إيران على أنها تطور قدرات نووية للأغراض السلمية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافائيل غروسي، للمشرعين الأوروبيين الأسبوع الماضي إن طهران خصبت ما يكفي من اليورانيوم لصنع “عدة” أسلحة نووية.
وتمتلك إيران اليورانيوم عالي التخصيب أكثر مما كانت تمتلكه خلال سنوات التوترات التي سبقت الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وفقا لغروسي، الذي شدد على أنه على الرغم من قدراتها المتزايدة، فإن إيران لم تصنع سلاحا نوويا بعد.
وقال الخبير الإيراني بالجامعة الأميركية في بيروت، علي فتح الله نجاد، إنه يتوقع تكثيف “التخريب الإسرائيلي المزعوم لبرامج إيران العسكرية والنووية” بالنظر إلى الفرصة “القاتمة” لإحياء اتفاق 2015، بحسب “واشنطن بوست”.
وتأتي هذه الضربة في إيران وسط عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو إلى منصبه من خلال ائتلاف يضم قوميين يهود من اليمين المتطرف ونشطاء مستوطنين وعنف متصاعد بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقالت الزميلة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إيلي غيرانمايه، لصحيفة “واشنطن بوست”، “ربما توفر الولايات المتحدة لإسرائيل حيز تشغيلي أكبر لاستهداف إيران بالنظر إلى الجمود بشأن المحادثات النووية، بالإضافة إلى إحباط الغرب من إيران بشأن دعمها العسكري لروسيا خلال حرب أوكرانيا”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال، باتريك رايدر، إن أي قوات عسكرية أميركية لم تشارك في ضربات بإيران دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل، بحسب رويترز.
وأضافت غيرانمايه أن ضربة السبت تشير إلى أن “بيبي عاد” في إشارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة