بشرى البستاني
**
حول مائدة الحبّ كنا غريبين ِ
ما بيننا قهوةٌ مرّةٌ
وعذولْ .
يحدّقُ كلُّ بصاحبه ِ:
أهْوَ هذا
أصابعُ باردةٌ ،
ليلةٌ شاحبةْ.
والرياحُ تجئ بنايٍ غريقٍ
ومختنقٌ صوتُ آخر سربِ اليمامْ
تداري الغصونُ انطفاءاتها
وتخاتلُ أجفانها نجمةٌ خائفة
على دمعةٍ واجفهْ
وتكسر أرجوحةٌ ساعديها
وتسقط فوق الحصى ميّتهْ
**
غريبين كنّا ،
على شاطئ الكونِ منفرديْنِ
وما بيننا الجرح ينزفُ
ما بيننا مطرٌ باردٌ
ماتت الأسئلة ْ
ماتت اللهفة المُشعِلة ْ
جروح الخيانة صامتةٌ
من تُرى كان أولَ من خان صاحبهُ ،
من تُرى المُستريبُ ،
من القاتلُ
ومَن الجثةُ الهامدةْ
على ساعدينا مكوّمةً ، باردةْ
وجْنةُ الأرض مجروحةٌ
والرياحُ تؤرجحُ وردتها الذاويةْ
**
عناقيدُ وردٍ تغادر أحداقنا
وسقوفُ المنى تتكسّرُ ،
تذوي شواطئها
الجَزْرُ عرّى مرافئها
غادر السمكَ الميْتَ منكفئاً في جوانبها
وخيامُ القبائل بعثرها آخر الموجِ
ثم مضى..
فلماذا، لماذا
هجر المّدُ بحرَ غوايتنا
وانكفأنا على الجرح مغتربينَ عطاشى
لماذا ..لماذا ..!