ارتفاع اسعار النفط وبرنت يلامس 78 دولاراً

إلغاء اجتماع “أوبك +”

الصباح الجديد ـ متابعة:

ارتفعت أسعار النفط، امس الثلاثاء أمس مع إلغاء محادثات الإنتاج لدول أوبك+ ، لكن المخاوف من أن الأعضاء قد يبدأون في زيادة الإنتاج، حدت من المكاسب.
وارتفع خام برنت 28 سنتاً أو 0.38 بالمئة إلى 77.47 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 05:10 بتوقيت غرينتش بعد ارتفاعه 1.3 بالمئة يوم أمس الاول الاثنين.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 76.68 دولارًا للبرميل، بارتفاع 1.52 دولار أو 2.04٪ .
وتجاوزت أسعار النفط الخام 77 دولارا للبرميل عقب الإعلان عن إلغاء اجتماع “أوبك+”.
وبحسب “رويترز”، أغلق خام برنت على ارتفاع 99 سنتا، أو 1.3 في المائة، ليسجل عند التسوية 77.16 دولار للبرميل، بينما صعدت عقود النفط الأمريكي 1.2 دولار، أو 1.6 في المائة، إلى 76.36 دولار للبرميل عند التسوية أمس. وتتلقى أسعار النفط الخام دعما قويا من انتعاش الطلب في موسم القيادة الصيفي، ومن اتساع نطاق توزيع اللقاحات، وتراجع المخزونات النفطية الأمريكية، بينما يقاوم المكاسب صعود الدولار الأمريكي، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط، إضافة إلى حالة الحذر من انتشار سلالة الفيروس الجديد “دلتا” في عدة دول.
وألغى تحالف دول “أوبك” وشركاؤها “أوبك+” اجتماع أمس بشكل مفاجئ بسبب صعوبة التوصل إلى اتفاق بشأن إنتاج المجموعة ولم يتم تحديد موعد آخر.
وقال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” في بيان، إنه بعد التشاور مع الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي وألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي تم إلغاء الاجتماع الوزاري الـ18 لمجموعة “أوبك+” وسيتم تحديد موعد الاجتماع المقبل لاحقا.
وأضاف باركيندو “بالنيابة عن الرئيس والرئيس المشارك نأسف لأي إزعاج”.
وقالت مصادر في تحالف “أوبك+” إن الاتفاق الحالي مستمر، كما هو و”سنلتزم به”.
من جانبها، أشارت وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية إلى أن كبار المنتجين يؤيدون ربط سلسلة من الزيادات الشهرية في إنتاج “أوبك+” بإطالة اتفاقية إدارة الإمدادات للمجموعة حتى نهاية 2022. وحذرت الوكالة في تقريرها نقلا عن محللين دوليين من ارتفاع محتمل أوسع في الأسعار إذا لم يزيل التحالف، الذي يضم 23 دولة مزيدا من تخفيضات الإنتاج، حيث يحجب التحالف حاليا 5.8 مليون برميل يوميا من الإنتاج.
وأوضح التقرير أن الاتفاق للمجموعة كان ينص على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر بدءا من آب وبقاء المجموعة في إدارة السوق بشكل جماعي بعد انتهاء الصلاحية الأصلية في نيسان 2022 خلال العام بأكمله.
وذكر أن صعوبة التوصل إلى اتفاق جديد سيعيد التحالف إلى اتفاقية الإنتاج الحالية، التي بموجبها ستبقى حصص الإنتاج ثابتة عند مستويات تموز ، مبينا أنه من شأن ذلك أن يضغط على سوق ضيقة بالفعل، حيث تستمر الاقتصادات العالمية في التعافي من الوباء، ما يعزز استهلاك النفط.
وقال لـ”الاقتصادية، مختصون ومحللون نفطيون إن حالة تعثر المحادثات لم تمنع من تسجيل مكاسب سعرية جديدة، مشيرين إلى أن مجموعة “أوبك+” عودت السوق على تجاوز أي صعوبات والتغلب على العقبات من أجل الحفاظ على الوحدة والرؤية المشتركة لتطورات السوق.
وذكروا أن عديدا من بيانات شركات الطاقة الدولية ترجح أن يستمر ارتفاع أسعار النفط الخام في إطار قناعة قوية بأن أي زيادات في إنتاج “أوبك+” لن تكون مواكبة للنمو القوي والسريع في الطلب على النفط الخام والوقود.
وأكد روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن السعودية لديها رؤية عميقة للسوق، وتقوم على التوازن وتحقيق مصالح جميع أطراف الصناعة، ومن هنا جاء التمسك بالحذر في زيادة الإنتاج بسبب الوضع المتوتر للمتغير الفيروسي “دلتا” مع التمسك بأهمية توسيع نطاق اتفاقية “أوبك+” حتى نهاية 2022.
وأضاف أن منتجين آخرين يتعجلون في زيادة الإنتاج استنادا إلى نمو الطلب، ويفضلون الحد من ارتفاع الأسعار بسبب زيادة المخاوف بشأن التضخم في عديد من دول العالم، خاصة في الدول المستهلكة، مستبعدا عودة حرب الأسعار أو إغراق الأسواق، كما حدث في العام الماضي في ذروة أزمة الجائحة.
من جانبه، قال ردولف هوبر، الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة إنه يأمل تجنب السوق فكرة عدم وجود اتفاق على الإطلاق، ومن ثم العودة إلى زيادة الإنتاج في آب المقبل دون ضوابط، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع أسعار النفط، كما حدث في آذار 2020 ولكنه يثق بقدرة السعودية وروسيا على تقريب وجهات النظر ومواصلة دعم خطة توازن السوق.
وأشار إلى أنه قد يكون من الجيد العودة إلى اتفاق بشأن زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر بدءا من آب المقبل واستمرار قيود الانتاج حتى نهاية 2022، لافتا إلى ارتفاع أسعار النفط الخام للشهر الثالث في حزيران الماضي، حيث ساعدت لقاحات كورونا على إنعاش الطلب، بينما قلصت “أوبك+” الإمدادات بشكل مؤثر، ما دفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عامين.
من ناحيته، أوضح ماثيو جونسون، المحلل في شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات أن “أوبك+” عودت السوق على انتهاج الحلول الوسطية والسعي الدؤوب لتقريب وجهات النظر في كل المواقف، مبينا أن إشارات الطلب القوية في أوروبا والولايات المتحدة تدفع كثيرا من المنتجين إلى رغبة قوية في زيادة الإمدادات، خاصة خلال فصل الصيف الجاري وهو أول موسم قوي للطلب بعد عام ونصف العام من خسائر حادة جراء الجائحة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة