احلام يوسف
الكثير من الاطفال لديهم عادة قضم الاظافر أو قص الاظافر بواسط الاسنان، وتظل هذه العادة مرافقة لهم طوال عمرهم ان لم يحاولوا الاقلاع عنها.
قضم الاظافر يتسبب احيانا بالشعور بالخمول والتوتر لأنها في الغالب تتولد بسبب حالة توتر حسبما ذكر محيي الجنابي الباحث بعلم النفس، وقال: ” قضم الاظافر احيانا يتسبب بإتلاف الجلد حول الاظفر واحيانا يتشوه وكأنه اصيب بحرق، وهي احدى العادات العصبية مثل الضغط على الاسنان في اثناء الحديث او النوم، او مص الابهام وهذا غالبا يكون لدى الاطفال ويستمر في حال لم يثن الاهل الطفل عنها، وغالبا نشاهد الشخص يمارس احدى هذه العادات في اثناء الحوار او النقاش بشأن موضوع معين، واحيانا في اثناء متابعته فيلم حركة، أي ان أي انفعال يولد لديه الرغبة بها”.
هل يمكن ان يكون للوراثة علاقة بالموضوع؟
- “في احيان قليلة نعم، لكن لو تعمقنا بأصل الموضوع نجد انه تقليد للآباء اكثر من كونه وراثة بالمعنى المتعارف عليه علميا، فالطفل يحاول تقليد الكبار بأي فعل يقومون به، لأنه يظن ان التصرف مثلهم دليل على انه صار كبيرا بالسن وهذا حلم كل الاطفال، لذا انصح الاباء ممن لديهم هذه العادة قبل ان يفكروا بالإنجاب ان يقلعوا عن أي عادة سيئة لانهم سيكونون مثلا اعلى وقدوة لأبنائهم”.
وتابع: “بعض علماء النفس يجدون ان تلك العادة فيها بعض الايجابيات لان هناك اشخاص لا يسيطرون على انفعالاتهم ولا يعرفون كيف يتداركونها في المواقف التي تحتاج الى هدوء، او خلال مواجهتهم المواقف التي لا تتسبب بالتوتر لدى الاشخاص الاعتياديين ما يجعلهم في حالة محرجة، قضم الاظافر يساعد هؤلاء على الهدوء، فهو وسيلة توازن بالنسبة اليهم، وغالبا ما يكون هؤلاء خجولين او عاطفيين”.
واضاف: “قام بعض الباحثين بعلم النفس بإجراء تجربة استعانوا بها بعدد من الاشخاص وكلفوهم بمهام صعبة ووجدوا ان كلما ازدادت المهمة صعوبة كلما لجأوا الى قضم اظافرهم اكثر وبقوة وسرعة اكثر، وكان ان ظل بعضهم يمارس هذه العادة لأنه وجد انها ساعدته على تهدئة اعصابه. فتلك العادة يمكن ان تتولد بلحظة فليس شرطا ان تكون عادة متبعة في مرحلة الطفولة، واحيانا يلجأ الشخص الى قضم اظافره عندما يكتشف انها طويلة بشكل بشع ويكون حينها خارج البيت، فيقضمها لتقليم اظافره وبسبب الشعور بالرضا والاسترخاء يمكن ان تصبح عادة فيما بعد”.
واوضح: “احيانا تكون عادة قضم الاظافر لدى الطفل سببه اضطراب نفسي، وعندما يكون الأمر بهذا الشكل يتطلب الأمر علاجا اما بوضع مواد ذات طعم سيء على الاظفر او وضع لاصق طبي، وهذا يمكن ملاحظته ان رافقها انطواء ونزعة انعزالية لدى الطفل، وعندئذ ان لم يقلع عنها بالإسلوبين آنفي الذكر فيجب عندها استشارة طبيب نفسي لعلاجه من السلوكيات والحالات النفسية التي يعاني منها لأنها عادة يمكن ان تتسبب فيما بعد باضطرابات الوسواس القهري”.
وختم: “هناك اشخاص بسبب كثرة ممارسة لعادة قضم الاظافر تسببوا بتشوه خلقي فيها اذ تسببوا باعوجاج في اصابع اليد. الانسان كائن قابل للترويض على أي فعل او شيء، لذلك فمن يرغب فعلا بالابتعاد عن أي عادة او ممارسة سيئة يمكنه هذا بسهولة، الموضوع يحتاج الى قرار بالإقلاع عنها”.