الأزمة الخليجية هي التي اعاقتها
الصباح الجديد – متابعة:
بعد إعلان المغرب إقامة علاقات دبلوماسية متكاملة مع إسرائيل، رشح مراقبون دول عدة ستنظم ستنضم الى قطار التطبيع الذي دشنته الإمارات وتبعتها البحرين ثم انتقل للسودان، قبل استقراره أخيرا في الرباط.
ومن ضمن الدول التي دخلت قائمة الترشيحات، قطر التي تحتفظ بعلاقات صريحة مع إسرائيل منذ التسعينات.
ومع ذلك، رفضت الدوحة طلب الولايات المتحدة بالانضمام لمعاهدة إبراهيم في نوفمبر الماضي، حسبما أفاد مصدر لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية الذي قال إن الرفض القطري من المحتمل أن يتغير في عهد الإدارة الأميركية الجديدة.
وكانت الولايات المتحدة قادت صفقات التطبيع العربية الجديدة مع إسرائيل، حيث احتضن البيت الأبيض توقيع صفقتي الإمارات والبحرين في منتصف ايلول الماضي.
ومعروف انه بعد صعود الشيخ حمد بن خليفة للعرش في الإمارة الخليجية الغنية بالغاز الطبيعي عام 1996، دشنت الدوحة علاقات تجارية مع إسرائيل بعد أن افتتحت مكتبا للتمثيل التجاري الإسرائيلي، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين، إلا أن هذا المكتب أغلق من الجانب القطري بعد 4 سنوات من افتتاحه.
حماس مفتاح التحول
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن “العلاقات التي تطورت بين إسرائيل وقطر لتوفير التمويل الكافي لحماس وتجنب الانهيار الاقتصادي والحرب في قطاع غزة، يمكن أن تكون محرك التطبيع بين البلدين”.
وأشارت إلى أن “التنسيق الوثيق بين إسرائيل وقطر لتسهيل لتمويل اقتصاد قطاع غزة، مرجح أن يكون مفتاح التحول لنقل الدوحة إلى اتفاق تطبيع”.
وفي السياق، قال الباحث والمحلل السياسي الإسرائيلي، إيدي كوهين: إن “هناك مصالح مشتركة بين الأطراف الثلاثة”، موضحا أن “إعادة إعمار غزة ووجود المال القطري من مصلحة الدولة الإسرائيلية”.
ورغم ذلك، استبعد كوهين وجود اتفاق تطبيع بين البلدين في الوقت القريب، قائلا: “قطر ترغب أن تبقي الوضع كما هو حاليا”، غير انه اكد أن المسؤولين في بلاده على تواصل شبة يومي مع نظرائهم في الدوحة “بحجة الوساطة مع حركة حماس”، فيما تقول “جيروزاليم بوست” في تقريرها إن “الارتباط الأميركي القطري وقدرة الدوحة على منع حماس من شن حرب واسعة على إسرائيل، جعل من الموساد مستعد للتعامل مع الدوحة بشأن القضايا المتعلقة بقطاع غزة”.
وقال كوهين إن “سياسة قطر تأتي من وراء الكواليس، بحيث لديها علاقات مع إسرائيل، وفي الوقت ذاته تدعم حركة حماس في قطاع غزة”، مردفا: “اللعب على الحبلين كان دائما شعار قطر”.
الأزمة سبب التأخير
وأشار كوهين إلى أن مسألة إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل وقطر تعد “ممكنة” في عهد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، مضيفا: “إذا ما انحلت الأزمة الخليجية ربما نشاهد صفقة إسرائيلية قطرية”.
وتستضيف الرياض القمة الخليجية في يوم 5 يناير المقبل، وسط توقعات بانفراج في الأزمة التي شهدت مقاطعة السعودية وحلفاءها لقطر قبل 3 سنوات.
وعزا كوهين أسباب عدم انضمام الدوحة مع الدول العربية التي اتجهت لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، إلى الأزمة الخليجية التي “جعلت قطر ترتمي في الحضن الإيراني التركي”، على حد تعبيره.