بعد شن أكثر من 20 غارة جوية روسية
الصباح الجديد – متابعة :
بات الاتفاق الذي تم بين أنقرة وموسكو على وقف لإطلاق النار في منطقة إدلب في الخامس من شهر مارس الماضي بعد معارك مريرة بين جيش النظام السوري وقوات المعارضة المدعومة من الجيش التركي، عرضة للانهيار كما يرى بعض المراقبين مع التصعيد الروسي الأخير، عقب شن الطائرات الحربية الروسية أمس الاول الثلاثاء، أكثر من 20 غارة جوية، فيما قصفت البوارج الحربية في البحر المتوسط عدّة مناطق.
وذكرت تقارير إعلامية معارضة أن 7 مقاتلات روسية تناوبت على قصف أطراف قريتي باتنتا والشيخ بحر شمال مدينة إدلب، بينما تعرضت قرية الشيخ بحر للقصف بصاروخ بعيد المدى من البارجة الروسية القابعة بالبحر المتوسط.
وأشارت وكالة “ستيب” الإخبارية إلى أن الطيران الحربي الروسي استهدف بالصواريخ الفراغية شمال غرب مدينة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي، مشيرة إلى ترافق ذلك مع قصف مدفعي استهدف بلدات جبل الزاوية وكنصفرة وسفوهن والفطيرة جنوب إدلب من قوات النظام السوري المحيطة بالمنطقة.
وتعد منطقة إدلب آخر معاقل المعارضة السورية الرئيسية، ويعيش فيها نحو اربعة ملايين شخص، وهي تشكل أهمية كبيرة لتركيا باعتبارها ورقة ضغط مهمة بيدها في وجه روسيا وإيران، الحليفان الرئيسيان لنظام الحكم في دمشق.
التصعيد أمر واقع.. ولكن
وفي معرض قراءته للأحداث أوضح الخبير العسكري السوري المعارض أحمد حمادة أن الأحداث الخطيرة التي شهدتها أمس منطقة إدلب من غارات جوية وقصف بحري، لن تؤدي إلى سقوط وشيك للهدنة التي جرى الاتفاق عليها بين موسكو وأنقرة.
وأكد حمادة أن جميع المؤشرات تدل على صمود الهدنة، حيث لا تزال هناك دوريات عسكرية مشتركة بين تركيا وروسيا على الطريق الدولي “M4”، بالإضافة إلى تدريبات بينهما لمحاكاة أي هجوم قد يستهدف تلك الدوريات.
وأشار إلى أن روسيا لا تستطيع أن تنهي الاتفاق حاليا، رغم ما عرف موسكو بشأن تملصها من التزاماتها بحجة وجود منظمات إرهابية في إدلب وخروقات تحدث من قبل بعض فصائل المعارضة السورية.
واعتبر أن استمرار الهدنة مرتبط بالأمور السياسية أكثر من الأوضاع الميدانية، وأن ما يجري من قصف وخروقات يقوم بها النظام السوري وحلفاؤه على الأرض لن يؤثر عليها. واستبعد الخبير السوري وقوع مواجهة عسكرية بين تركيا وروسيا لأن الأخيرة تدرك مدى أهمية إدلب لدى أنقرة، وتجلى ذلك في دخول أعداد كبيرة من القوات التركية، مزودة بأسلحة ثقيلة ومتطورة، منوها إلى أن طرفين لا يودان حدوث حرب إقليمية لن تحمد نتائجها أو عواقبها.
روسيا وإيران هما “الخاسر الأكبر”
وعلى نفس المنوال، أكد المحلل العسكري السوري أحمد شروف أن روسيا ومعها إيران سيكونان الخاسر الأكبر في حال انهيار “هدنة إدلب” لعدة عوامل منها أن تركيا ستغير بوصلتها باتجاه واشنطن، مما سيعزز الموقف الأميركي القوي بالأساس في سوريا رغم بطئه.
وأضاف شروف: “موقف الولايات المتحدة هو الأقوى، بعكس روسيا التي غالبا ما تتخذ مواقف متعجلة تزيد من سوء وضعها في سوريا”.
وأضاف: “روسيا باتت تعاني من انهيار شعبية النظام بين صفوف الموالاة، وحلفاؤها من المليشيات الإيرانية أصبحوا مكروهين للغاية في مناطق حكم رأس النظام بشار الأسد، لدرجة أن بعض الشخصيات من الطائفة العلوية باتت تطالب الأخير بالتنحي عن الحكم”. وفي حالة وقوع “السيناريو الأسوأ” بسقوط اتفاق وقف إطلاق النار ، يرى شروف أن روسيا ستعاني خسائر اقتصادية وسياسية كبيرة، فهي، وفقا لكلامه، لديها أيضا اتفاقيات اقتصادية ومصالح مشتركة مع تركيا في آسيا الوسطى، وبخسارتها أنقرة لن يتبقى لها حلفاء في الملف السوري سوى إيران التي لا ترغب أيضا في معاداة تركيا باعتبارها نافذة اقتصادية استراتيجية لطهران في ظل العقوبات الأميركية التي قصمت ظهر “نظام المرشد”.