حول بيروت الى مدينة منكوبة في لحظات
متابعة ــ الصباح الجديد :
أعلن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب امس الأربعاء يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار الذي وقع امس الاول الثلاثاء في مستودعات ميناء بيروت مخلفا 100 قتيل على الأقل.
وأثار الانفجار الضخم الذي ضرب بيروت، الكثير من الأسئلة عن حقيقته وخصوصا أنه حول أرجاء العاصمة اللبنانية إلى “مدينة منكوبة”، لدرجة أن الكثيرين شبهوا ما حدث بـ “الانفجار النووي” بسبب حجم الدمار.
ويوجد إجماع بين خبراء الأسلحة والمتفجرات والمسؤولين أن الانفجار ،الذي أسفر عن مقتل 100 شخص (حتى صباح امس الأربعاء) وإصابة قرابة 4 آلاف آخرين، ناتج عن اشتعال حريق في المواد الكيماوية المخزنة في مستودعات مرفأ بيروت، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
وقال جيفري لويس، خبير مراقبة الأسلحة والأستاذ في معهد “ميدلبري” للدراسات الدولية في مدينة مونتيري الأميركية، إن الكثير ممن لم يعتادوا على رؤية انفجارات كبيرة قد يربطون سحابة “عيش الغراب”، التي تشبه بشكلها الفطر وتتكون من دخان كثيف ولهب وحطام، بالانفجار النووي، مؤكدا أنها قد تنجم عن أي انفجار هائل.
وتظهر الفيديوهات والصور التي تم التقاطها للحظة الانفجار، أنه في البداية ظهرت سحابة بيضاء وهي ناتجة عن اشتعال النيران في المخزن، وفقا للويس، الذي أوضح أن الانبعاثات والكرة الساطعة التي تلت ذلك تؤكد أن الأمر بدأ بحريق بسيط امتد للمواد الكيماوية التي انفجرت بهذا الشكل الضخم.
وأشار إلى أن الأضرار التي لحقت بالمنازل ناجمة عن موجة الصدمة التي حدثت، وهي عبارة عن اضطراب في الهواء نتيجة ضخامة الانفجار.
وأكد لويس أن هذه الكمية من نترات الأمونيوم قريبة لحجم الانفجار، مشيراً إلى أن نترات الأمونيوم ليست قوية مثل مادة TNT، وأن آلاف الأطنان منها يعادل المئات من مادة TNT.
عدد المفقودين بانفجار بيروت يفوق القتلى
وأكد وزير الصحة اللبناني حسن حمد أن عدد المفقودين من جراء انفجار بيروت الذي هز العاصمة، امس الاول الثلاثاء، يفوق عدد القتلى الذين تم التعرف عليهم حتى الآن، وهو 100 قتيل كما هو معلن.
وقال حمد امس الأربعاء، إن “عد الضحايا يتزايد. حتى الآن هناك حوالي 100 جثمان، وهناك الكثير من الاتصالات التي تدلل على أن المفقودين أكثر من عدد الجثامين التي وصلت إلى المستشفيات”.
ولا تزال فرق الإنقاذ والدفاع المدني تبحث عن مفقودين في مكان الانفجار الذي امتدت آثاره إلى أكثر من 20 كيلومترا في بيروت، وأدى إلى أضرار جسيمة في مئات المباني.
وأضاف حمد أن “هناك نحو 4 آلاف جريح، والكثير من الجرحى لا يزالون من دون علاج لعدم وجود قدرة استيعابية لدى المستشفيات القريبة أو البعيدة من العاصمة، التي امتلأت بالمصابين”.
وكشف الوزير اللبناني، ان تضرر 4 مستشفيات بالكامل في بيروت من جراء الانفجار، ونقل المرضى الذين كانوا يرقدون بها إلى أخرى، فاقم من المشكلة، و”حوّل الأزمة إلى كارثة وبائية صحية بامتياز”.
وقال: “نصارع من أجل البقاء، من أجل إسعاف المرضى واستقبالهم وإنقاذهم، رغم ضعف الإمكانيات وشح المواد. ليست هناك مواد طبية كافية”.
وأعلن المجلس الأعلى للدفاع أن الانفجار ناجم عن اشتعال 2750 طن من الأمونيوم، وهي مواد تمت مصادرتها في العام 2014.
وأضاف أنه منذ مدة وأثناء الكشف على العنبر تبيّن أنه يحتاج إلى صيانة وأن قفل بابه كان مخلوعاً إضافة إلى فجوة في الحائط الجنوبي يمكن من خلالها الدخول إلى العنبر والخروج منه بسهولة، وطلب من إدارة مرفأ بيروت تأمين حراسة للموقع وتعيين رئيس مستودع له وصيانة كامل أبوابه ومعالجة الفجوة الموجودة في حائطه.
الضباب الأحمر
وأضاف لويس أن الدخان أو الضباب الأحمر الذي ظهر لحظة الانفجار هو “أكسيد النيتروجين” الذي ينتج في الغالب عن اشتعال الأمونيوم، وهو ما “يؤكد” المعلومات المتداولة أن ما حصل هو نتيجة انفجار مادة الأمونيوم تحديدا في المرفأ.
وأشارت المعلومات الأمنية اللبنانية إلى أن الانفجار وقع أثناء عملية التلحيم للباب وتطايرت شرارة أدت إلى اشتعال “مفرقعات” موجودة في العنبر نفسه أدت بدورها إلى انفجار كميات الأمونيوم التي تعادل 1800 طن من مادة TNT المتفجرة.
بدوره، قال مدير المرفأ إنه تم وضع هذه البضاعة في العنبر الرقم ١٢ بناء لقرار القضاء وهو عنبر معزول لا يدخله أحد.
وهذا ما أكده رئيس الوزراء، حسان دياب، الذي قال إن الانفجارات ناتجة عن اشتعال النار في مخزونات من المواد الكيميائية موجودة في الميناء منذ 2014، وقال: “أعدكم بأن هذه الكارثة لن تمر دون مساءلة”.