وسط توترات متزايدة بين طهران وواشنطن
الصباح الجديد ـ وكالات :
أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية أن إيران نقلت مجسما لحاملة طائرات أمريكية في مضيق هرمز الاستراتيجي، مما يشير إلى أنها ستستخدم النموذج الذي يشبه السفينة كهدف للتدريب في مناورات حربية في قناة الشحن الواقعة في مدخل الخليج والحيوية بالنسبة لصادرات النفط العالمية.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” امس الاثنين استنادا إلى صور التقطتها أقمار صناعية، أن إيران نقلت نموذج حاملة طائرات فئة “نيميتز” إلى مضيق هرمز، وسط توترات متزايدة بين طهران وواشنطن.
وحسب الوكالة، فإن صورة التقتطها شركة Maxar Technologies ، امس الاول الأحد، تظهر زورقا إيرانيا وهو يتحرك بسرعة نحو نموذج حاملة الطائرات، بعد أن سحبتها قاطرة بحرية إلى المضيق من ميناء بندر عباس الإيراني.
وأضافت الوكالة أنه رغم عدم وجود تأكيدات رسمية إيرانية لهذا الأمر، إلا أن ظهور نموذج حاملة الطائرات الأمريكية في مياه المضيق الذي يمر عبره 20% من النفط العالمي، قد يشير إلى أن الحرس الثوري الإيراني يستعد لعملية إغراق وهمية لحاملة طائرات، مثل تلك العملية التي أجراها عام 2015.
ويحمل نموذج حاملة الطائرات نماذج محاكاة لـ16 طائرة مقاتلة على سطحه، وفقا للصور التي التقطتها Maxar Technologies. ويبدو أن طول السفينة يبلغ حوالي 200 متر وعرضها 50 مترا، بينما يبلغ طول سفن فئة “نيميتز” الحقيقية أكثر من 300 متر وعرضها 75 مترا. وتنشر البحرية الأمريكية حاملات الطائرات فئة “نيميتز” بشكل روتيني في الخليج عبر مضيق هرمز.
ويشبه النموذج بقوة نموذجا آخر تم استخدامه في فبراير 2015 خلال مناورة عسكرية إيرانية أطلق عليها “النبي الأعظم – 9”. وخلال تلك التدريبات، داهمت إيران حاملة الطائرات المزيفة بقوارب سريعة تطلق نيران رشاشات وصواريخ. واستهدفت صواريخ أرض-بحر في ما بعد نموذج حاملة الطائرات ذلك ودمرته.
وحسب الوكالة، فإن توقيت تحريك إيران نموذج حاملة الطائرات إلى مياه الخليج، يشي بأن استهدافه أثناء التدريبات قد يكون ردا مباشرا من طهران على حادثة الأسبوع الماضي، عندما اقتربت مقاتلات أمريكية من طائرة مدنية إيرانية فوق الأجواء السورية، مما أدى إلى إثارة الذعر بين ركاب الطائرة الإيرانية وإصابة بعضهم بكدمات.
وكانت “أسوشيتد برس” قد أفادت الشهر الماضي بأن إيران تعد لتدريبات على إغراق حاملة طائرات أمريكية قبالة ساحلها الجنوبي، عبر إعادة بناء نموذج لحاملة من طراز “نيميتز”
وأصبح استخدام مجسمات سفن حربية أمريكية سمة في بعض الأحيان لتدريبات الحرس الثوري الإيراني وقواته البحرية، مثلما حدث عندما أصابت صواريخ إيرانية نموذجا يشبه حاملة طائرات من طراز نيميتز في عام 2015.
وكثيرا ما تجري طهران، التي تعارض وجود قوات بحرية أمريكية وغربية في الخليج، مناورات بحرية في المضيق الاستراتيجي الذي يمر خلاله نحو 30 بالمئة من إجمالي تجارة النفط لخام وغيره من السوائل النفطية التي تُنقل بحرا.
وتُظهر إحدى الصور التي التقطتها شركة تكنولوجيا الفضاء (ماكسار تكنولوجيز) التي يقع مقرها في الولايات المتحدة يوم 26 يوليو تموز زورق هجوم سريعا يتحرك نحو نموذج حاملة الطائرات الأمريكية في الممر المائي الاستراتيجي. وأظهرت صورة أخرى مجسمات لطائرات مصطفة على سطح الحاملة المزيفة.
ويتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاق إيران النووي الذي أبرمته مع ست قوى دولية في 2015 وعاود فرض عقوبات عليها أدت لتراجع حاد في صادرات طهران من النفط.
وقال الحرس الثوري الإيراني في نيسان إن طهران ستدمر سفنا حربية أمريكية إذا تعرض أمنها للتهديد في الخليج. وهدد مسؤولون إيرانيون مرارا بإغلاق مضيق هرمز إذا لم تتمكن بلادهم من تصدير النفط أو إذا هوجمت مواقعها النووية. وحدثت مواجهات بين الحين والآخر بين الحرس الإيراني والجيش الأمريكي في الخليج خلال السنوات القليلة الماضية. وقال مسؤولون أمريكيون إن إغلاق المضيق سيمثل تجاوزا “لخط أحمر” وإن واشنطن ستتحرك لإعادة فتحه.
ولا تستطيع إيران من الناحية القانونية إغلاق الممر المائي من جانب واحد لأن جزءا منه يقع في المياه الإقليمية العمانية. لكن السفن التي تبحر فيه تمر عبر المياه الإيرانية التي تقع تحت مسؤولية القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني.