ماكرون: تركيا تمارس “لعبة خطرة” في ليبيا لا يمكن التسامح معها

الصباح الجديد-متابعة:

منذ اللحظات الاولى التي اعلن فيها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تدخله في الحرب الاهلية الدائرة في ليبيا والقرار مثار جدل واستنكار واعتراضات من العديد من دول العالم، حيث تدعم أنقرة حكومة الوفاق الليبية، في حربها ضد القائد العسكري خليفة حفتر.

وتعاني ليبيا من عنف يمزقها، اجتذب إليه جماعات قبلية مسلحة، وجهاديين، ومرتزقة منذ 2011 عندما أسقطت الثورة الليبية الزعيم الراحل معمر القذافي وقتلته بدعم من قوى الغرب.

وتتنازع على السلطة في ليبيا إدارتان، إحداهما في الغرب والثانية في شرق البلاد وسط تدخل متزايد من قبل أطراف أجنبية في الصراع.

ويسعى حفتر منذ العام الماضي إلى السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شن هجوما عنيفا على تركيا بسبب دورها في ليبيا، بعد اجتماع عقده مع الرئيس التونسي قيس سعيد في باريس. متهما الدولة العضوة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنها تمارس “لعبة خطيرة” لا يمكن التسامح معها.

ووصف ماكرون، في تصريحات قد تثير غضب نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الممارسات التركية في ليبيا بأنها مثال على رأيه المثير للجدل في هذا التحالف العسكري الذي وصفه في وقت سابق بأنه “ميت دماغيا”.

وقال الرئيس الفرنسي: “أعتقد أن تركيا اليوم تلعب لعبة خطيرة في ليبيا وتخالف جميع الالتزامات التي حملتها على عاتقها في مؤتمر برلين” الذي انعقد في وقت سابق من العام الجاري.

ويرى محللون أن فرنسا تدعم حفتر مع مصر، وروسيا، والإمارات، لكن باريس تصر على أنها تلتزم الحياد في هذا الصراع.

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن الدور التركي في الصراع يهدد مصالح ليبيا، ودول الجوار، والمنطقة بأكملها، وأوروبا أيضا.

تأتي تصريحاته بعد أن نشرت صحيفة تركية موالية للحكومة تقريرا عن اعتقال عدد من المواطنين التركيين بتهمة التجسس على جماعات محافظة ودينية لصالح فرنسا. وقال ماكرون: “لن نتسامح مع الدور الذي تلعبه تركيا في ليبيا”.

وفي إشارة إلى تقارب الموقف الفرنسي والمصري تجاه ما يحدث في ليبيا، قال الرئيس الفرنسي إنه يتفهم “المخاوف المشروعة” التي أعرب عنها نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي حذر من أن تقدم القوات المدعومة من تركيا قد يؤدي إلى تدخل عسكري مصري في ليبيا.

وقال ماكرون: “لا أريد الانتظار لستة أشهر، أو عام، أو عامين حتى أرى ليبيا في الموقف نفسه الذي تعيشه سوريا اليوم”.

غير الدعم التركي لحكومة الوفاق مسار الصراع، محققا مكاسب عسكرية منها استعادة السيطرة على مطار العاصمة

وتصاعدت التوترات على مدار العام الماضي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي أردوغان، تحديدا منذ إدلاء الأول بتصريحات أشار خلالها إلى أن عدم استجابة حلف الناتو العملية العسكرية أحادية الجانب التي قامت خلالها تركيا بالتوغل في شمال سوريا أظهر أن الحلف “ميت دماغيا”.

وشهدت التوترات بين باريس وأنقرة المزيد من التصاعد الأسبوع الماضي عندما استنكرت فرنسا ما وصفته “بالعدوان المتطرف” الذي تصرفت به سفينة تركية ضد قطعة بحرية فرنسية أثناء مشاركتها في مهمة تابعة للناتو في البحر المتوسط، وهو ما نفته تركيا ووصفته بأنه “لا أساس له من الصحة”.

ووصف ماكرون ما حدث بأنه دليل واضح على أن مخاوفه حيال الحلف، قائلا: “أود الإشارة إلى تصريحاتي في نهاية العام الماضي عن الموت الدماغي، وأرى أن ما يحدث الآن توضيحا لما قلته. فها نحن عضوان في الحلف في مواجهة أحدنا الآخر”.

في المقابل، اتهم إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي، فرنسا بأنها “تدعم أمير حرب غير شرعي، وتقوض أمن حلف الناتو”.

وأرسلت تركيا مقاتلين سوريين، ومستشارين عسكرين، وطائرات بدون طيار إلى ليبيا، مما أدى إلى تغيير مسار الصراع وألحق بقوات حفتر سلسلة من الهزائم في الفترة الأخيرة.

وقال ماكرون إنه وسعيد يحثان الأطراف المتصارعة على إلقاء السلاح والوفاء بالتزامهم، برعاية الأمم المتحدة، بالعودة إلى محادثات السلام التي تستهدف تحقيق “الأمن للجميع، ووحدة المؤسسات الليبية، وإعادة إعمار البلاد لتحقيق صالح الليبيين”.

وأضاف أنه “مسار صعب يتطلب من الجميع أن يثبتوا أنهم على قدر المسؤولية، وأن يتوقف التدخل الأجنبي وتنتهي الإجراءات الأحادية من قبل هؤلاء الذين يزعمون الفوز بمواقف جديدة في الحرب”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة