حرب النفط تضع أوزارها.. واتفاق أوبك+ “لن يغير الكثير”

بوتين يدرس خفض الإنتاج 10 ملايين برميل يومياً

متابعة الصباح الجديد:

بعد شهر من بداية حرب النفط السعودية الروسية، أدت إلى انخفاض كبير للأسعار والتأثير على البلدان المصدرة للنفط، يبدو أن نهاية الأزمة باتت تلوح في الأفق بعد تدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحلها، لكن نهاية الحرب لا يعني أن تعود الأسعار  إلى ما كانت عليه بحسب الحجي.

وتسارعت الخطى خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة لوقف التصعيد الذي تزايد خلال الأيام الأخيرة مع البدء الفعلي لإغراق السوق العالمي بالنفط الخليجي والذي يشهد بالفعل فائضا كبيرا نتيجة تراخي الأسواق بفعل تفشي وباء كورونا وتوقف الكثير من المصانع عن العمل.

وتواصل ترامب مع زعيمي السعودية وروسيا الأسبوع الجاري كما أنه يجتمع ظهر الجمعة مع الرؤساء التنفيذيين لشركات الطاقة الأميركية لبحث أثر انخفاض الأسعار والطلب على المنتجات  النفطية بسبب أزمة كورونا، بينما دعت السعودية إلى اجتماع طارئ للدول المصدرة للنفط “أوبك” الإثنين، بعد أن كانت تعارض فكرة الاجتماع في خضم حربها مع روسيا.

وقال الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية سامح راشد لـ”موقع الحرة” إن تدخل ترامب يأتي من منطلق قلقه على آلاف العاملين في حقول النفط الأميركية.

كيف بدأت الحرب؟

وانتهى اجتماع الدول المصدرة للنفط “أوبك” في بداية الشهر الماضي من دون التوصل إلى اتفاق حول مقدار التخفيض في الإنتاج الذي اقترحته السعودية، والذي كان يصل إلى مليون ونصف المليون برميل يومياً من إنتاج المنظمة، حتى لا يؤدي انتشار الفيروس إلى تقويض ما تم التوصل إليه عام 2017 للحفاظ على أسعار مستقرة في سوق تشهد فائضا في الانتاج، لكن روسيا رفضت خفض الإنتاج.

ولجأت السعودية إلى اتجاه معاكس، فبدأت حربا مع روسيا من خلال زيادة معدلات إنتاجها من النفط، الأمر الذي أدى إل زيادة عالمية في الانتاج بين 3 و4 ملايين يوميا، أغلبها من دول الخليج وروسيا، بحسب الخبير النفطي أنس الحجي.

تدمير قطاع النفط

ومع مرور الوقت خسر برميل النفط الواحد أكثر من 50 في المئة من سعره قبل بداية الأزمة، ووصل إلى نحو 24 دولارا في المتوسط.

وبحسب موقع الطاقة فإن تدني أسعار النفط “دفع وزارة المالية الروسية إلى مدّخرات صندوق الثروة الوطني لتغطية العجز، كما أن التقارير والأرقام تؤكد تؤكّد أن الموازنة السعودية واقتصاد المملكة سيخسران كثيرا جراء الولوج في حرب حصص وأسعار، إلّا أن كثيرًا من الخبراء يرون حاليًا أن “مكاسب ضبط الأوضاع النفطية العالمية ستكون أكبر على المدى البعيد، من مكاسب وقتية غير دائمة”.

وبدأ ترامب جهوده مع بداية ضخ السعودية وحلفائها من الإمارات والكويت خاصة لنحو أربع ملايين برميل يوميا، بعد أن أكد أن “قطاع النفط قد تدمر على مستوى العالم”، مضيفا “هذا سيئ جدا لروسيا، وسيئ جدا للسعودية. أعني أنه سيئ جدا لكلتيهما.. أعتقد أنهما ستبرمان اتفاقا”.

تخفيض 10 ملايين برميل

وقال مستشار البيت الأبيض للشؤون الاقتصادية لاري كادلو أمس الجمعة إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يثق بالتزام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعمل على إنهاء خلافاتهما بشأن إمدادات النفط.

وأعرب كادلو عن أمله في أن يكف البلدان عن ضح كميات كبيرة من النفط في الأسواق العالمية التي تشهد حاليا فائضا في الإمدادات. 

وكان ترامب أكد أن محمد بن سلمان وعده بخفض إنتاج بلاده من النفط بمعدل عشرة ملايين برميل يوميا.  

ويوضح الخبير النفطي أنس الحجي أن “السعودية والإمارات والكويت وروسيا ودول أخرى زادوا الإنتاج بداية من نيسان ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين برميل يوميا، وخفض الإنتاج بمقدار 10 برميل يعني أن هناك زيادة في التخفيض بمقدار من ستة إلى سبعة ملايين برميل عما قبل بيانات نيسان، وهذا يعني أن السعودية نجحت في تخفيض الإنتاج كما كانت تريد”.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بويتن أمس، أنه ينظر في مسألة خفض الإنتاج اليومي العالمي للنفط بنحو 10 ملايين برميل بهدف تحقيق التوازن في الأسواق، قبل يومين من اجتماع استثنائي للدول المصدرة للنفط.

السعودية.. الخفض الأكبر  

وبرغم أن بوتين أكد أن بلاده مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة والسعودية لخفض إنتاج النفط، فإن الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والستراتيجية سامح راشد يعتقد، أن خفض الإنتاج لن يجري بكميات متساوية وأن “السعودية ستتحمل النصيب الأكبر من الخفض وبقية المنتجين سيستفيدون من ارتفاع السعر”.

ويقول الخبير النفطي أنس الحجي “بغض النظر عمن سيتحمل النسبة الأكبر من التخفيض فإن “الإنتاج سيظل حتى بعد تخفيض عشرة ملايين أكبر من الذي يحتاجه السوق حاليا بسبب جائحة كورونا، مشيرا إلى أن تخفيض عشرة ملايين برميل يوميا هو “أمر لن يغير الكثير”.

وأوضح أنه “سيكون هناك فائض كبير بمقدار من ثمانية إلى 15 مليون برميل يوميا، وهذا يعني أن أسعار النفط لن تشهد تغييرا كبيرا لأن النسبة التي ستخفض غير مؤثرة”.

كيف أقنع ترامب بوتين وبن سلمان؟

وبحسب موقع الطاقة، فإن الاتفاق يأتي بعد أيام من إعلان شركة “روسنفت” النفطية الروسية بيع جميع مشروعاتها في فنزويلّا لشركة مملوكة 100 بالمئة للحكومة الروسية، وهو ما فتح باب التكهّنات بأن هناك “صفقة” بين الطرفين، تتخلّص بموجبها “روسنفت” الحكومية من إرث العقوبات الثقيل، عبر غسل يديها من المستنقع الفنزويلّي، مع احتفاظ موسكو بقبضتها على المشروعات المسيلة للّعاب، وذلك مقابل التعاون الروسي في ضبط الأسواق مجدّدًا.

وبخصوص الضغط على الطرف السعودي، فإنه إضافة إلى أن خفض الإنتاج هو ما كانت تريده المملكة، فإن تواصل ترامب مع ولي العهد السعودي قد يؤدي إلى طي صفحة مشروع قانون “لا أوبك” في مجلس الشيوخ، الذي كان يهدف إلى تشريع قانون يسمح بمقاضاة دول أوبك بتهمة الاحتكار… وهو أيضًا من بين المكاسب السعودية في الوقت الحالي”.

اعلان بوتين

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة أنه ينظر في مسألة خفض الإنتاج اليومي العالمي للنفط بنحو 10 ملايين برميل بهدف تحقيق التوازن في الأسواق، قبل يومين من اجتماع استثنائي للدول المصدرة للنفط.

وقال خلال اجتماع عبر الإنترنت مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، ونشر نصه موقع الكرملين، ان “بحسب تقديرات أولية، أعتقد أنّه من الممكن إجراء خفض بنحو 10 ملايين برميل في اليوم. ربما أقل بقليل، وربما أكثر”.

وطالب بوتين بتحرك مشترك بشأن أسواق النفط العالمية وخفضا لإنتاج الخام.

وأبدى بوتين، في تعليقات مذاعة تلفزيونيا، استعداد روسيا للعمل مع الولايات المتحدة وأكد أن موسكو ستكون راضية عن سعر للنفط عند 42 دولارا للبرميل.

وألقى بوتين باللوم على انسحاب السعودية من اتفاق أوبك+ بشأن إمدادات النفط، وأيضا آثار فيروس كورونا على الطلب، في انهيار أسعار الخام مؤخرا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة