في اتفاق أولي بين حكومتي الاتحادية وإقليم كردستان..
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اتفق وفد فني من الحكومة الاتحادية زار اربيل امس الاثنين مع حكومة اقليم كردستان، على تشكيل ادارة مشتركة للمنافذ الحدودية والمطارات والتنسيق الاستخباري والأمني بين الجانبين.
وأكدت مصادر مطلعة للصباح الجديد، ان هذا الاتفاق الاولي، سيفضي تلقائياً الى عودة الرحلات الدولية الى مطارات الاقليم، فيما اشارت الى ان المباحثات لا تشمل قطاع النفط في المرحلة الحالية، ولكنها رجحت ان الحوارات بشأن آلية تسليم نفط الإقليم الى شركة سومو مقابل ان تتكفل الحكومة الاتحادية بتامين رواتب موظفي الإقليم ستبدأ في المستقبل القريب.
واضافت المصادر ان الجانب الاستخباري والامني ومحاربة والحد من نشاطات الجماعات الارهابية، اخذ حيزا مهما من الحوارات الجارية بين اربيل وبغداد، كاشفا عن تحقيق تجريه الاجهزة الاستخبارية في الحكومة الاتحادية، بشأن كيفية حصول بعض الخلايا الارهابية النائمة على اسلحة كاتمة للصوت، قالت انها قد تكون ادخلت الى البلاد عبر مطارات الإقليم.
واشارت المصادر الى ان الوفدين الفنيين لحكومة الاقليم والحكومة الاتحادية تمكنا من حسم عدد من القضايا العالقة كالمطارات والمنافذ والكمارك، وسيقدمان لاحقاً محضرا للاجتماع يتضمن نص الاتفاق، الى رئيس الوزراء حيدر العبادي ليعرضه بدوره في الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء، الذي ينبغي ان يصدر بدوره قرارا بشأن مطارات الاقليم والية ادارة المطارت والمنافذ الحدودية وعودة الرحلات الدولية المحظورة الى مطارات الاقليم، منذ 29 من ايلول المنصرم بقرار من الحكومة الاتحادية، عقب اجراء الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان في المدة نفسها.
وكان وفد الحكومة العراقية، الذي يتألف من 15 مسؤولاً، ويترأسه الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور مهدي العلاق،قد بدأ فور وصوله الى اربيل اجتماعه مع مسؤولي الإقليم في مقر وزارة الداخلية.
وعلمت الصباح الجديد، ان وفد الحكومة الاتحادية ضم كل من سيف درغام وأحمد هاشم محمد وحسين غانم علوان عن جهاز المخابرات العامة العراقية، وشاكر عباس عليوي وحميد عيد محمد، عن هيئة المنافذ الحدودية، وزيدان خلف حسن، عن الهيئة العامة للسدود والخزانات، وكاظم الحسيني و حسين علي جواد، من مكتب رئيس الوزراء العراقي، وحسين سكر، عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، وعباس عمران وعلي الشرقي وخلود صالح حمود، عن سلطة الطيران المدني العراقية.
وفي وقت لاحق نشرت وزارة المالية في حكومة اقليم كردستان بياناً امس الاثنين، أوردت فيه ان بريطانيا تنظر باهتمام الى المباحثات الفنية الجارية بين اربيل وبغداد، وان السفير قال هذا اثناء مباحثات جرت بينه ووزير المالية في حكومة الاقليم ريباز حملان.
وتابع البيان ان السفير البريطاني في العراق (جون ويلكس) اكد ان بلاده تسعى لضمان الحقوق الدستورية لكافة الاطراف، وهو ما يسترعي اجراء تعديلات على قانون الموازنة العراقي، بينما اعلن حملان استعداد حكومة الاقليم للقبول بالشروط التي وضعتها الحكومة الاتحادية لتدقيق سجلات ملاكات حكومة الاقليم ومراقبة المنافذ الحدودية والمطارات والكمارك، لقاء منح ميزانية الاقليم من قبل الحكومة الاتحادية.
وكانت مديرة مطار أربيل قد اشادت في تصريح سابق بالنتائج التي تمخضت عن المباحثات التي اجراها وفد إقليم كردستان برئاسة وزير الداخلية خلال زيارته الاخيرة مع المسؤولين في بغداد.
واضافت تلار فائق أن وفد حكومة إقليم كردستان الذي زار العاصمة بغداد السبت واجتمع مع وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي عقد لقاءات جيدة، ستليها اجتماعات اخرى لبحث التفاصيل المشتركة.
يذكر أن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، سعد معن، أكد أن الاجتماع الذي عقد بين وفد حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد، «كان مثمراً وساد فيه جو من الانسجام والتفاهم»، مؤكداً أن وفد الإقليم أبدى تفهماً واضحاً واستجابة طبقاً للدستور العراقي وللقوانين.