الصباح الجديد ـ وكالات :
دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دولا إلى منح اللجوء لأقليات اتنية فارة من إقليم شينجيانغ الصيني المضطرب، وذلك خلال زيارة امس الأحد إلى كازاخستان المنطقة الغنية بالنفط والمحاذية لتلك المنطقة. وقال بومبيو في مؤتمر صحافي مع نظيره الكازاخستاني مختار تلبردي «ببساطة نطلب منهم أن يقدموا ملاذا آمنا ولجوءا لأولئك الساعين للفرار من الصين».
ويجري بومبيو محادثات مع كبار المسؤولين في كازاخستان الجمهورية السوفياتية السابقة، في نهاية جولة شملت خمس دول اختتمها في دولتين تحظى فيهما روسيا والصين بامتيازات.
وسمحت كازاخستان للعديد من الكازاخ الذين يحملون الجنسية الصينية وفروا من المنطقة، بالبقاء على أراضيها من دون أن تمنح أي منهم اللجوء، وهو قرار ينسبه نشطاء محليون إلى ضغوط صينية. وأثنى بومبيو أيضا على «الرد السريع» لكازاخستان على فيروس كورونا المستجد الذي أودى بأكثر من 300 شخص وأصاب أكثر من 14 ألف شخص في البر الصيني وخارجه، ما أجبر حكومات في أنحاء العالم على اتخاذ تدابير صارمة. ونقلت كازاخستان أكثر من أربعين شخصا عادوا إلى أراضيها من الصين ويعانون من عوارض شبيهة بالانفلونزا، لكن لم تؤكد بعد إصابة أي منهم بفيروس كورونا المستجد. ومساء الأحد يتوجه بومبيو إلى أوزبكستان، الدولة البالغ عدد سكانها 33 مليون نسمة والتي تخرج من قرابة ثلاثة عقود من العزلة.
وزار بومبيو اثنين من دول الاتحاد السوفياتي السابق — بيلاروس وأوكرانيا — في إطار جولة بدأها في محطة أولى في بريطانيا.
وقبل الزيارة أكد بومبيو أن الدولتين في آسيا الوسطى اللتين تشملهما الجولة «تريدان السيادة والاستقلال». وقال إن واشنطن «لديها فرصة مهمة لمساعدتهما على التوصل لذلك».
غير أن وزير الخارجية أقر أيضا بأن هناك «كثير من النشاط (في المنطقة) ،نشاط صيني، نشاط روسي». وعملت واشنطن باستمرار من أجل الاحتفاظ بموطئ قدم في دول في آسيا الوسطى كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي حتى تفككه عام 1991. وفي ذروة الاعمال العدائية في أفغانستان، حافظ حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة على مراكز لوجستية مهمة في المنطقة، لكنها باتت مغلقة. وتحتفظ روسيا بقواعد عسكرية وتقود تكتلات أمنية وتجارية ساعدتها في ترسيخ مكانتها هناك.
ويزداد تطلع دول آسيا الوسطى نحو مبادرة الصين البالغة قيمتها ترليون دولار والمعروفة ب»الحزام والطريق»، كحل ناجع لعلاج الاقتصادات المتضررة.
وشهدت كل من اوزبكستان وكازاخستان عمليات انتقال على مستوى القيادة منذ جولة جون كيري الإقليمية عام 2015 — آخر وزير خارجية أميركي زار المنطقة.
في كازاخستان من المتوقع أن يلتقي بومبيو الرئيس قاسم-جومارت توكاييف وسلفه نورسلطان نزارباييف، الذي فاجأ المواطنين العام الماضي باستقالته من الرئاسة بعد قرابة ثلاثة عقود في المنصب. أما في أوزبكستان، فسيجري بومبيو محادثات مع الرئيس شوكت ميرزيوييف الذي يقود إصلاحات طموحة تشجع على السياحة والاستثمار في الجمهورية التي كانت معزولة، مع إبقائه على النظام التسلطي.
وكان إسلام كريموف، سلف ميرزيوييف، ابتعد عن الولايات المتحدة في 2005 إثر خلاف بشأن قمع الحكومة الدامي لتظاهرات. وتحسنت العلاقات نوعا ما قبل وفاة كريموف في 2016.
وكان ميرزيوييف الذي استقبله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض في 2018، درس فوائد الانضمام للاتحاد الاقتصادي الاوروبي الآسيوي المدعوم من موسكو، وهو تكتل يضم خمس دول منها كازاخستان وقرغيزستان، يعد أداة رئيسية لروسيا لفرض نفوذها في المنطقة.
وإضافة إلى عقد اجتماعات ثنائية، يعقد بومبيو في طشقند الاثنين الماضي اجتماعا مع وزراء خارجية الجمهوريات الخمس السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى ، كازاخاستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.
بومبيو يدين قمع الصين في شينجيانغ خلال جولة في آسيا الوسطى
التعليقات مغلقة