تصفيق لصورته المزيفة

رياض الغريب

جلس صباحاً
لم يمارس كعادته رياضة الصباح
لم يعمل لنفسه فنجان قهوة
لم يغسل وجهه
بصابونة معطرة
لم يخرج لحديقته الفارهة
لم يفكر بجاره
الذي سقط سقف
غرفته الوحيدة
لم يفكر بالعجوز التي دهستها
سيارة مسرعة
مسكينة
كانت تجلب صموناً حاراً
لزوجات أولادها
لم يفكر بالبلاد
وهي تأكل أخضرها
ويابسها
في حريق
مر عليها
من دون ان يشعر الجميع به

لم يفكر بامرأة فقدت روحها
بحربنا الأخيرة
بأولادها
وهم بلا فطور
ولا درس
ولا هم يحزنون
بالشوارع
وهي تلتقط أنفاس المارة
الساخنة
وتذمرهم المتواصل
قرب أرصفتها
وهم يفترشون بردها
ومطرها
لم يفكر بأخبار الأمس
ولا مذيعة النشرة المبتسمة
وهي تنشر صورها قبل المباشر
لم يفكر بتفاصيل النشرة حتى
لم يتذكر سقوط طائرة
وموت الكمان
لم يفكر بأشياء كثيرة
يجلس بعضنا
يفكر بها
وقد يبكي
وربما يكتب قصيدة
او يفكر
بحل لإطفاء الحريق
مدركاً ان لا احد يلتفت اليه
بالرغم من هذا يفكر
هو لا يفكر
إلا بتغيير صورته الشخصية
وعدد المعلقين
والمعجبين
بصورته المزيفة
يبتسم
لأول تعليق

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة