التوتر تصاعد بينهما اثر اسقاط الطائرة الأوكرانية في ايران
الصباح الجديد – متابعة:
كشفت صحيفة “تلغراف” البريطانية عن توترات تتصاعد بين الحكومة الإيرانية والحرس الثوري عقب إسقاط الطائرة الأوكرانية وتداعياتها الوخيمة على البلاد.
وقالت الصحيفة، في تقرير امس الثلاثاء، إن التوترات ازدادت بعدما وجه مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني اتهامات بالتضليل للحرس الثوري فيما يتعلق بإسقاط الطائرة الأوكرانية.
وأوضحت أنه مع اندلاع الاحتجاجات التي شهدتها شوارع إيران احتجاجا على إسقاط الطائرة بدأ أنصار روحاني يوجهون دفة الغضب الشعبي باتجاه خصومهم الأكثر تشددًا في الحرس الثوري.
ولفتت إلى تصريح الرئاسة الإيرانية بأن الحرس الثوري أخبرها بعدم ضلوعه في الحادث، خلال توضيح السبب وراء إنكار مسؤولية الحادث الذي أودى بحياة 176 شخصًا.
وقال علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة، إن جميع السلطات المعنية أكدت لهم عدم تورط أي صاروخ إيراني في إسقاط الطائرة الأوكرانية.
لكن الصحيفة البريطانية، كشفت عن تسجيل مسرب لضابط بالحرس الثوري يعرب فيه عن تذمره بشأن تخلي إدارة روحاني عنهم، وتركهم لمواجهة الغضب الشعبي واسع النطاق حيال إسقاط الطائرة.
وذكرت الصحيفة أن التسجيل المسرب، الذي نشره موقع المعارضة الإيرانية “Pynk Net”، يتحدث فيه قيادي من الحرس الثوري، لم تسمه، أمام غرفة مليئة برفاقه من الحرس ويحثهم على الصمود أمام العاصفة السياسية.
وأوضح القيادي خلال التسجيل أن اعتراف الحكومة بسبب حادث تحطم الطائرة مخز، وأنه لم يكن يتوجب أن تلقي باللوم على الحرس الثوري بأكمله، وكان يمكن القول إنه خطأ شخص واحد.
وأشار إلى أنه كان يمكن للحكومة الانتظار “شهرين أو 3 أشهر” قبل الإعلان عن السبب الحقيقي للحادث؛ من أجل إتاحة مزيد من الوقت أمام الحرس للتمتع بالدعم الشعبي بعد مقتل سليماني ووابل الصواريخ الذي استهدف القوات الأمريكية في العراق.
واعتبر أن إدارة روحاني فشلت في إظهار الامتنان للحرس الثوري مقابل قمعهم الاحتجاجات المناهضة للحكومة نهاية العام الماضي، قائًلًا: “احتجاجات تشرين الثاني كانت بسبب حكومة روحاني، لكن الحرس الثوري ضحى بنفسه، وسيطر عليها، لكن هذه المرة الحكومة سلبية للغاية في مواجهة الهجوم علينا”.
وقال مايكل هورويتز، رئيس الاستخبارات في شركة “Le Beck” للاستشارات الجيوسياسية: “بالنسبة لروحاني، أعتقد أن هذه تمثل فرصة فريدة حقًا للتخلي عن الحرس، منذ انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق مع إيران، الذي أبطل استراتيجيته في التفاوض مع الغرب”.
وأوضح أن الحرس الثوري كان يكسب مزيدًا من النفوذ منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، مشيرًا إلى أن روحاني لن يمرر هذه الفرصة دون توجيه ضربة موجعة للحرس.
وتشهد شوارع العاصمة الإيرانية طهران، منذ السبت، مظاهرات احتجاجا على إسقاط الطائرة الأوكرانية، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن إسقاطها.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، طالت الهتافات مسؤولي النظام، ومنها “نعم لإقالة المسؤولين غير الأكفاء”، و”اخجل من نفسك أيها الحرس الثوري ودع البلاد وشأنها”. والاحتجاجات التي تعم البلاد هي الثانية التي تشهدها خلال وقت قصير وتطالب بتغيير النظام جراء تدهور الأوضاع، ففي تشرين الثاني الماضي، اندلعت احتجاجات كبيرة في مدن إيرانية عدة، بعد قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات بنسبة 50% بشكل مفاجئ، وقوبلت المظاهرات بعنف مفرط من قِبل الأمن؛ ما أدى لمقتل مئات المتظاهرين.