الرئاسات الثلاث تدعو الى إبعاد الإقليم عن الصراعات في المنطقة

تدارست في اجتماع مع القوى والأحزاب الكردستانية تداعيات القصف الإيراني

السليمانية – عباس كاريزي:

اعلنت رئاسة الاحزاب والقوى الكردستانية رفضها لأي نوع من التصعيد والتشنج في العراق واقليم كردستان، وفي حين اكدت بذلك الجهود لضمان والامن والاستقرار للعراق اشارت الى انها سترسل وفدا الى بغداد لبحث الاوضاع الراهنة وتنسيق الجهود للخروج من الازمة الراهنة.
وقال رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في مؤتمر صحفي عقب اجتماع عقدته الرئاسات الثلاث في الاقليم مع الاحزاب والقوى الكردستانية في اربيل امس الاربعاء، ان رئاسة الاقليم عقدت اجتماعين حول التطورات الراهنة في العراق سلطت خلالها الضوء على الاوضاع في العراق واقليم كردستان، مؤكدا ان الاقليم مستاء من ارتفاع حدة التوتر في المنطقة وهو ما عدّه سينعكس سلبا على شتى مكونات العراق، مطالباً بضرورة بذلك الجهود لتهدئة الاوضاع من شتى الجوانب.
واكد بارزاني، ان اقليم كردستان يعمل بكل قوة لاحتواء التوتر ومنع تبعاته على المواطنين، مشيدا بالتعاون والتنسيق بين الكتل الكردستانية في مجلس النواب العراقي، واكد ان القوى الكردستانية متفقة وهي بالضد من ان يتحول العراق الى ساحة لتصفية الحسابات والصراعات الاقليمية، «ونحن على اتصال مع شتى الاطراف الداخلية والدولية ونبذل الجهود للحفاظ على امن واستقرار الاقليم والعراق».
وتابع، «نحن نسعى كجزء من العراق لمنع استمرار التصعيد والتشنج ونعتقد بان القرار في مجلس النواب بإخراج القوات الاجنبية، لا يخدم العراق في الوقت الراهن، لان العراق بحاجة الى خدمات وتعاون التحالف الدولي، لمنع تنامي الارهاب وتحركات داعش مجددا».
بدوره قال رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني، ان اقليم كردستان ينظر باستياء كبير الى التوترات والتشنج والتطورات الذي تشهده المنطقة، التي خلفت اوضاعا من عدم الاستقرار والتخوف.
واضاف بارزاني في مؤتمر صحفي عقده في اربيل عقب اجتماعا للرئاسات الثلاث، ان الصراع الذي يتنامى في المنطقة سينعكس سلبا على المنطقة والاقليم ونحن نعمل بكل جهد للحفاظ على امن واستقرار المواطنين والحفاظ على سلامة وامن الاقليم.
وكانت الرئاسات الثلاث في الاقليم قد عقدت اجتماعا، امس الاربعاء لبحث الأوضاع في الاقليم والعراق والمنطقة، اعقبته باجتماع مع الاحزاب والقوى السياسية.
وجاء في بيان صادر عن الاجتماع تلقت الصباح الجديد نسخة منه، ان «الرئاسات الثلاث وفي اطار اجتماعاتها الدورية استعرضت آخر المستجدات في اقليم كردستان والعراق والمنطقة، وبحثت بنحو مفصل الاحداث الأخيرة في العراق وموقف الاقليم منها، حيث أعربت الرئاسات الثلاث عن اسفها الشديد للأحداث التي شهدها العراق والمنطقة، في الوقت ما زال خطر الارهاب قائما على الاقليم والعراق والمنطقة.
وحول التطورات الاخيرة والقصف الايراني للقواعد الاميركية في اقليم كردستان والانبار، اكد البيان ان الخيار العسكري لا يحل المشكلات بأي شكل من الاشكال، مشيرا الى ان «الاقليم مع تهدئة الاوضاع والحوار واللجوء الى الطرق الدبلوماسية»، داعيا جميع الاطراف الى «ابعاد اقليم كردستان عن الخلافات والصراعات».
واشار البيان الى ان اقليم كردستان يعد مواجهة الارهاب في الاقليم والعراق، بدعم من التحالف الدولي امر مهم، خاصة بعد تنامي تحركات الجماعات الارهابية خلال الاشهر الماضية، داعيا المجتمع الدولي الى عدم ترك المجال للإرهاب للعودة مجددا.
بدوره اكد امين عام وزارة البيشمركة في حكومة الاقليم الفريق جبار ياور، ان انسحاب القوات الاميركية من العراق مستحيل في الوقت الراهن، مطالباً بتكثيف المساعي الدولية لمعالجة الازمة عبر الحوار والتفاهم.
وحول التطورات الاخيرة في التصعيد الايراني الاميركي اوضح ياور، ان القصف الايراني تطور جديد سوف يسهم في ارتفاع التعقيدات، لافتا الى ان اقليم كردستان لم يكن ولن يكون طرفا في هذه الصراعات.
واكد ياور ان القواعد العسكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة في اقليم كردستان ليست قواعد عسكرية حربية، وانما هي مقرات للتنسيق في الحرب على داعش، وهي مرخصة من قبل الحكومة الاتحادية، مستبعدا ان يكون توجيه احد الصواريخ الايرانية الى اربيل وراءه اهداف سياسية.
واستبعد ياور ان تنسحب القوات الاميركية من العراق، لافتا الى ان التضحيات التي قدمها الجيش الاميركي في العراق منذ تغيير النظام عام 2003 يجعل من الصعوبة تصور تركها للعراق بهذه السهولة.
وكانت وزارة الداخلية في إقليم كردستان، قد اعلنت إن الصاروخ الذي سقط ليلة الأربعاء قرب العاصمة أربيل لم يخلف أية أضرار.
وكان صاروخ ايراني قد سقط في الساعات الأخيرة من ليلة امس الاول الاربعاء، في منطقة نائية بمحيط قضاء بردرش، وبحسب سكان المنطقة، فان أية خسائر في الأرواح، او أضرار مادية لم يخلفها سقوط الصاروخ .
وكانت قيادة الحرس الثوري الإيراني، قد اعلنت استهداف قواعد عسكرية تتمركز فيها القوات الأميركية في الأنبار وأربيل في عملية وصفها «بالانتقامية» ثأراً لمقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة