متابعة الصباح الجديد:
منذ أواخر القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين؛ ظهرت مجموعة كبيرة من الأشياء عديمة الفائدة، والتي وصفت بأنها اختراعات، القليل منها لقي رواجًا محدودًا، والكثير منها لم يلق شيئًا، وفي نهاية المطاف اندثرت تلك الأشياء بطبيعة الحال، واحتفظت فقط بلقب الاختراعات الأسخف على مر التاريخ.
ملابس البحر الخشبية
«عملية كالأزياء، ومزدهرة بما يكفي لتشجيع السباح الخجول على الغطس» * وصف ملابس البحر الخشبية في إحدى الإعلانات الترويجية
في أواخر عشرينيات القرن العشرين، ظهرت ملابس بحر خشبية للنساء؛ شبيهة بالبراميل الخشبية، والتي صنعت من قشرة راتينجية رقيقة، والتي كانت تستعمل عادة طبقةً نهائية زخرفية على الأثاث، وذلك من أجل أن تجعل السباحة أسهل؛ فالأخشاب تطفو على الماء. لكن هذه الفكرة لم تدم طويلًا؛ خاصة أنها لم تكن عملية على الإطلاق، لا في أثناء السباحة في الماء، ولا عند الجلوس على الشاطئ.
ملابس البحر الخشبية هذه، وصفت بأنها بسيطة ورخيصة وسهلة الصنع، لكنها أيضًا عصرية وحديثة. وفي أحد مقاطع الفيديو الترويجية، شرحت فتاة كيف أن والدها أكمل بناء منزل وكان لديه بقايا قشر الخشب، فاستخدمت تلك القشرة لصنع بدلة السباحة الخاصة بها.
قفص الأطفال
في أواخر القرن التاسع عشر، طرح الدكتور لوثر إيميت هولت في كتابه «The Care and Feeding of Children» فكرة «تهوية» الأطفال؛ وقال إن الهواء النقي مطلوب لتجديد الدم وتنقيته، وضروري للصحة والنمو، مثله مثل الغذاء المناسب. ونظرًا إلى أن الأمهات أردن تنفيذ نصيحة الدكتور فقد فكرن في الحل الأمثل لتهوية أطفالهن.
واحدة من الأمهات تدعى إيما ريد؛ توصلت إلى حل بسيط، يسمح بتنفيذ نصيحة الطبيب؛ قفص حديدي، يعلق في النافذة خارج المنزل مثل مكيف الهواء، ويوضع الطفل بداخله.
حظيت أقفاص الأطفال بشعبية كبيرة في أمريكا منشأ الاختراع؛ وأوروبا أيضًا، وأظهر التصميم سقفًا مائلًا يمكن تغطيته لحماية الأطفال من المناخ القاسي، مثل المطر والثلوج، إضافة إلى ذلك بطنت أقفاص الأطفال من الداخل بنسيج ناعم أو سلة لينام الطفل فيها، وكثيرًا ما كانت تضع الأمهات بعض الألعاب لإبقاء الأطفال منشغلين عن تعلقهم في الهواء من الأدوار العليا، ويُعتقد أن شعبية أقفاص الأطفال؛ انخفضت في وقت ما في خلال أواخر القرن العشرين، عندما بدأت التصورات المحيطة بسلامة الطفل تتغير.
واقي الوجه
قمع بلاستيكي ترتديه المرأة، لحماية وجهها من الأمطار والعواصف الثلجية، ويحافظ على مكياج وجهها كاملًا، من دون أن يفسده الغبار أو أي من العوامل المناخية الأخرى، هذا هو اختراع «واقي الوجه»، الذي ظهر في مدينة مونتريال الكندية عام 1939، ولم يلق أي رواج يذكر، ولا تتوافر عنه أي معلومات سوى تلك المحفوظة على الصورة التي احتفظ بها الأرشيف الوطني الهولندي.
دراجة عائلية تسمح لزوجتك بالخياطة في أثناء النزهة
فور وصول الأشقاء الأربعة، تشارلز، وجوزيف، وموريس، وديفيد، من النمسا إلى شيكاغو في أمريكا في أوائل القرن العشرين، التحقوا بصناعة الدراجات. لكن الأشقاء لم يكتفوا بالعمل في صناعة الدراجات، وقرروا ابتكار دراجات مختلفة، فصنع أحدهم دراجة من لوح السرير، وأوصل آخر الجزء الأمامي من العجلة بالجزء الخلفي بالخراطيم، أما تشارلز فقد اختار صناعة دراجة عائلية.
والدراجة العائلية، أو ما عرف باسم «Goofybike»، دراجة عائلة لأربعة أشخاص، ومدمج بها ماكينة خياطة تعمل بواسطة القدم. وظهرت الدراجة لأول مرة في شوارع شيكاغو في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين.
فرشاة الرقبة
ظهر اختراع «فرشاة الرقبة» عام 1950 في مدينة لوس أنجلوس، بولاية كاليفورنيا الأميريكية، وهو عبارة عن طوق تنظيف جاف يلف حول عنق الأطفال، وتنظف الفرشاة الرقبة من دون الحاجة إلى استعمال الماء والصابون، وطورت الفرشاة بواسطة شركة «los Angeles Brush Corp»، الأميريكية بناء علي اقتراح من إحدى الأمهات؛ التي يبدو أنها كانت تعاني من تنظيف رقبة ابنها بعد اللعب، لكن هذا الاختراع لم يلق رواجًا في أي مكان.
بندقية كروملاوف
كروملاوف أو الفوهة المنحنية، اختراع ألماني طوره النازيون في الحرب العالمية الثانية، وهو عبارة عن بندقية هجومية، لها فوهة منحنية. وتتضمن البندقية جهاز منظار ورؤية، للتصوير حول الزوايا من وضع آمن. وأنتجت بعدة نسخ؛ فهناك نسخة لجنود المشاة، ونسخة للجنود في الدبابات للدفاع ضد هجوم المشاة، واختلفت زوايا انحناء الفوهة؛ بداية من 30 ووصولًا إلى 90 درجة.
كانت فكرة بندقية كروملاوف السماح للجنود بإطلاق النار على أعدائهم من دون تعريض أنفسهم للخطر أو الرد من الناحية الأخرى، لكن المشكلة أن البندقية لم تكن عملية على الإطلاق، وأوضحت الاختبارات العسكرية الأمريكية على البندقية بعد الحرب أن الرصاصة عادةً ما تنكسر إلى النصف خلال مرورها بالفوهة المنحنية، مما يجعلها عديمة الفائدة، وكان هناك بنادق أخرى حفر فيها سلسلة من فتحات التهوية في القسم المستقيم الأول من البرميل، في محاولة لمنع انكسار الطلقة، ولتخفيف بعض الضغط عند دخول الرصاصة إلى القسم المنحني، لكن حتى هذا الحل لم يحولها إلى بندقية عملية.
حوض الاستحمام يسير
في عام 1960 قرر طلاب من كلية الهندسة، في جامعة بريطانية، تحويل حوض الاستحمام إلى شيء أكثر جدوى، تبرع أحدهم بحوض استحمام، بينما تبرع طالب آخر بالانموذج، وبدأوا العمل، زودوا حوض الاستحمام بمحرك دراجة نارية، ووضعوا أنظمة فرامل، ثم عجلة قيادة، وثلاثة إطارات ومرآة، وكذلك عصا توجيه، لجعل الحوض مناسبًا للقيادة القانونية، ثم قاد أحد الطلاب هذه السيارة الغريبة في جميع أنحاء المدينة، واستخدموها في المقام الأول لشراء منتجات البقالة.
حاول المتسابق البريطاني جراهام هيل، والذي حاز بطولة العالم لسيارة «الفورملا 1» مرتين، تشجيع الفكرة، وجرب قيادة السيارة بالفعل، والتقطت له صور وهو في سيارة حوض الاستحمام عام 1961، وبرغم شعبية جراهام هيل فإن الفكرة استمرت في الفشل، ولم تلق رواجًا يذكر.
قناع العزلة
كان هوجو جيرنزباك؛ كاتبًا ومخترعًا، اشتهر بعدة مطبوعات، أبرزها «Amazing Stories»، وهي أول مجلة خيال علمي، وبالرغم من أن اختراعاته لم تلق رواجًا، في حين كتاباته كانت ذائعة الصيت؛ فإنه كان يحب الاختراعات، والتي من ضمنها قناع العزلة.
كان قناع العزلة عبارة عن خوذة خشبية صلبة تغطي الرأس بالكامل، مانعة للضوضاء، ومحكمة الغلق، لدرجة أنها تتطلب خزان أكسجين خاصًا بها، وكشف عنها جيرنزباك عام 1925 في مجلة «Science and Invention»، وتضمنت صورة له وهو يرتديها، وكان الهدف منها أن ينعزل صاحبها عن العالم المحيط به، لا ضوضاء ولا إزعاج من أحد، ولم تلق رواجًا لأن أحدًا لم يرد أن يخاطر بالاختناق خلال لحظة انتهاء أنبوبة الأكسجين.