طالب ذوو الضحايا بتعويضهم ومحاكمة المتورطين
السليمانية ـ عباس كاريزي:
احيت جماهير كردستان امس الاحد، الذكرى السنوية 31 لجرائم الانفال، سيئة الصيت التي تعرض لها ابناء شعب كردستان على يد ازلام النظام البعثي البائد.
واجريت صباح امس الاحد بحضور ممثل رئيس الوزراء الاتحادي ونائب رئيس حكومة اقليم كردستان قباد طالباني، ونائب رئيس مجلس النواب والعديد من المسؤولين الحزبيين والحكوميين في منطقة كرميان، مراسيم جماهيرية مهيبة لاحياء الذكرى.
في بداية المراسيم القى صلاح كويخا المشرف على ادارة گرميان كلمة رحب خلالها بالحضور، مؤكدا ان منطقة گرميان قدمت تضحيات كبيرة في مسيرة حركة التحرر لشعب كردستان، مضيفاً، في مثل هذا اليوم تعرض ابناء منطقة گرميان من شباب ونساء واطفال وشيوخ الى عمليات الانفال فقط لانهم كانوا مواطنين كرد، واللسان يعجز عن وصف حجم المأساة التي تعرض لها ابناء شعبنا.
ودعا الى ان تكون ذكرى الانفال دافعا لمعالجة المشكلات بين الاطراف السياسية وتشكيل حكومة قوية تضع خدمة المواطنين في اولوية اعمالها.
وتعد عمليات الأنفال نفذها نظام صدام حسين الدكتاتوري ضد المواطنين المدنيين الكرد، من أخطر صفحات القتل الجماعي الحكومي في تاريخ الحكم البعثي في العراق، التي بدأها في شباط عام 1988، واستمرت لغاية أيلول من العام نفسه.
بدوره أكد رئيس الوزراء في الحكومة الاتحادية عادل عبد المهدي، ان الانفال جريمة وحشية نفذها النظام البعثي البائد ضد أبناء شعب كردستان.
وقال عبد المهدي خلال كلمة القاها نيابة عنه الامين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق خلال المراسيم، ان الانفال ادت الى استشهاد 182 الف مواطن كردي بريء وتهجير القسم الآخر منهم.
واضاف، نشعر بحجم المأساة التي تعرض لها ابناء شعب كردستان ونعلم بان جرح الانفال لن يندمل ابداً، يجب علينا ان نعمل جميعا من اجل فتح المقابر الجماعية واعادة رفات الشهداء الى موطنهم الاصلي.
بعد ذلك القى محمود حاجي صالح وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين كلمة حكومة اقليم كردستان، التي اشار خلالها الى حجم المأساة التي تعرض لها ابناء شعب كردستان خلال عمليات الانفال.
واضاف، ان عمليات الانفال تكونت من 8 مراحل بدأت في العام 1988 من منطقة بالكايتي اضافة الى اعتقال 182 الف انسان كردي بريء فقد قام النظام البعثي البائد بتدمير الالاف من القرى.
واضاف، ضمن جهودنا لخدمة ذوي الشهداء نعمل حاليا بالتعاون مع الحكومة الاتحادية على مساواة رواتب الشهداء والسجناء السياسيين في اقليم كردستان مع نظرائهم في الحكومة الاتحادية، وهذه الجهود قاربت على مراحلها النهائية وسيتم تسوية الرواتب قريبا.
بدأت عمليات وجرائم الأنفال التي تسبب في استشهاد (182) الف مواطن كردي، بعمليات عسكرية، انقسمت على ثماني مراحل، المرحلة الأولى من الحملات بدأت في منطقة السليمانية، وكانت المرحلة النهائية لحملات الأنفال والمعروفة بخاتمة الأنفال في منطقة بادينان، واستعملت في مراحل حملات الأنفال جميع انواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيمياوي من نوع الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور، وطالت أكثر من 4500 قرية و30 ناحية، عثر لحد الان وفقا لوزارة الشهداء والمؤنفلين في حكومة الاقليم، على رفات 2672 من الضحايا لحد الآن، وتضم محافظتا المثنى والأنبار، أكبر عدد من المقابر الجماعية للكرد، الذين لم يتم لحد الان العثور على رفات اغلب الضحايا.
وكانت الحكومة المحلية في محافظة المثنى قد اعلنت الاسبوع المنصرم عن العثور على مقبرة جماعية جديدة في بادية مدينة السماوة، تضم رفاة شهداء كرد وتعود الى زمن عمليات الانفال سيئة الصيت.
واضافت، ان المقبرة الجماعية الجديدة التي تم العثور عليها في بادية مدينة السماوة تضم رفاة اكثر من 100 شهيد من المواطنين الكرد بينهم اطفال ونساء، مشيرا الى ان هؤلاء الشهداء تم دفنهم في تلك المقبرة من قبل ازلام النظام البعثي البائد في زمن عمليات الانفال.
وتابعت، ان الفرق المختصة قامت بفتح المقبرة بشكل اولي واخرجت رفاة طفلة منها، وتم الاستدلال على انها كردية من خلال ملابسها ومن ثم تم غلق المقبرة لحين حصول الموافقات الرسمية من قبل هيئة حقوق الانسان ومؤسسة الشهداء والسجناء السياسيين والجهات المختصة لفتح المقبرة بشكل رسمي.
واشار الى ان احد المواطنين شاهد الجريمة في زمن النظام البعثي البائد قد ابلغ الحكومة المحلية بمكان المقبرة والتي بدورها قامت بالاستدلال عليها وابلاغ الجهات المختصة بها.
والأنفال ووفقاً للمقاييس الدولية للجرائم تدخل في اطار جرائم الابادة الجماعية (الجينوسايد)، وهذه الحقيقة تمت الاشارة اليها بوضوح في تقرير المنظمات الدولية لمراقبة حقوق الانسان، والتي اسهمت في تحريك ملف الأنفال في المحكمة الجنائية العراقية العليا، التي اصدرت بدورها يوم 21/8/2006 قراراها الحاسم حول ملف الأنفال، وتم وفقاً لذلك تعريف جرائم الأنفال بجرائم الابادة الجماعية (الجينوسايد).