اليوم نصدر العدد أربعة آلاف من الصباح الجديد. ولو لم تنشغل دولتنا بالعطل الدينية لبلغنا خمسة آلاف وربما أكثر، فبعد أسبوع من الآن يبدأ العد العكسي لعطلة عيد الأضحي وهي بالمناسبة سبعة أيام. نسأل الله العزيز الكريم أن يدخل المتخصصون بتحديد وتمديد العطل واسع جناته ويكرمهم على أفعالهم الخالصة من إيمان وتقوى.
واعتقد أن حكومتنا تعمل بعقلية الموظف الحكومي التقليدي الذي يبتهج أيما ابتهاج بأيام العطل والأعياد والترفيعات والوظائف الفضائية وما الى ذلك.. ولا اعتقد أنهاـ أي حكومتناـ اطلعت على الإحصاءات الدولية التي تقول إن إنتاجية العامل العراقي تبلغ بين 13 الى 17 دقيقة من كل يوم عمل كامل وهو ثمان ساعات.
على كل حال نحن مؤسسة خاصة إعلامية وصغيرة أو قطاع خاص كما يقولون في الوثائق الاقتصادية. ولكننا في هذا اليوم نريد أن نتذكر ويتذكر معنا الأصدقاء والزملاء من الإعلاميين أيام التأسيس عام 2004 و2005. ولا بد أن نستذكر الروح الحماسية التي بدأنا بها مشوارنا وكنا متفائلين كما يتفاءل المجانين والمغامرين والمناضلين الأبرياء. كنا نقاتل تحت راية مبادئنا وإيماننا وصلابة قلوبنا التي تتواجه مع الأميركان الذين ما إن اطمأنت قلوبهم هنا في العراق حتى قلبوا لنا ظهر المجن وعاملونا بتعالي وعجرفة وقلة التزام لا يصدق مما جعلنا غير قادرين على مجاراتهم أو مرافقتهم .
والحقيقة إن تأسيس الصباح الجديد لم يكن سوى ترجمة عملية لتمردنا على مشاركة الأميركان في بناء مؤسساتنا، ومنها الإعلام، لأن تلك المشاركة أضحت بمثابة الإهانة لوطنيتنا ومهنيتنا. فالتحدي الذي وقفنا أمامه كان: إمكانية إنشاء صحافة عراقية من دون مد يدنا اليهم ومن دون أن يكون لدينا ملايين الدولارات أو أن نكون بحاجة الى ممولين من خارج ميزانيتنا الشخصية.
اليوم نحن في وادٍ آخر فقد نجحنا في التأسيس والتطوير والتوزيع والعمل المهني السليم بشهادة الوطنيين العراقيين، وقاومنا الظروف المزعجة والمريرة لعوامل السوق الحاكم لعملنا والمؤثر عليه. ولقد دربنا عشرات، إذا لم يكن أكثر من الشباب العراقيين الأذكياء الذين أمضوا معنا سنوات طويلة ولا يزال بعضهم فاعلاً في صحيفتنا وهم يبدعون ويرى العراقيون وغيرهم هذا الإبداع.
أربعة آلاف نسخة من الصباح الجديد ونحن نواصل تجسيد الروحية العراقية المكابرة والشهمة والوطنية في حين تنتشر الى جانبنا في الفضاء الإعلامي مجموعات أخرى تشبهنا ونشبهها من التجارب الممتازة التي تتطابق طموحاتها معنا .
وإذ نتوجه بالشكر الجزيل للذين مدّوا اليد إلينا بمصافحاتهم الأخوية وتهانيهم فأننا نعاهدهم وجميع أبناء الشعب العراقي على أننا سنواصل تجربتنا وكلنا ثقة بالنجاح والأمل في أن نقطع مسيرة الألف الخامس ورأسنا مرفوعاً كما كنا على الدوام.
اسماعيل زاير
نخطو نحو الألف الخامس
التعليقات مغلقة