لا اريد ان اسمي احداً في هذه العجالة حتى لا نتعرض للوم مع اننا نعرف تلك الاسماء .. ولكن الضغط النفسي، والغضب من سلوك بعض النواب والسياسيين، يجعلنا امام استحقاقات عاطفية اكثر منها منهجية، وعلى الرغم من اننا تخلصنا من صخب بعض النواب السابقين، وفجورهم السياسي، وقلنا : الحمد لله .. الا ان بعض النخبة الجديدة التي استراحت على مقاعد النواب في البرمان الحالي يدفعنا الى الحديث عن فجور بحق البلاد التي سبوها وانتزعوا منها براءتها وعفتها.
ومع انني من احباب البصرة والمتأسين على مصيرها المؤلم الذي حولها الى متحف للفساد الا انني اشعر بالغضب من سلوك نواب حاليين لا يليق بهم الا الالقاء في مزبلة نائية .
سبحان الله الذي شاءت مشيئته ان نواجه نشاط نوابها او بعضهم بالاحرى وهم يواصلون العبث بالعراق وبرلمانه وبدلاً من ان يركزوا على انتشال المحافظة الشهيدة من المستنقع الذي رموها اليه واصلاح ما فسد وانقاذ ما لم يفسد ها هم يعودون الى اشغالنا بالحيلة التافهة التي عنوانها استجوابات الوزراء والمسؤولين وهي حيلة يحركها طامحون بشيء ما كما شهدنا في الماضي .
يا ابناء العراق المحبطين يا اخوتنا لن نقدم براهين كثيرة على خراب البصرة فانتم تعرفونها وابناء المحافظة المتظاهرين ابلوا بلاءً حسنا في رفضهم وتظاهرهم ، ولكننا نسمح لأنفسنا ان نحكي عن معارفنا بهذا الصدد: اولاً ان الفساد في البصرة كان معلماً شاركت فيه احزاب تقاسمت المحافظة من اعلى واسفل، وشاركت هذه الاحزاب في ابتلاع المغانم الهائلة للمدينة على قدم المساواة، وكل من كان له دين او مطالب مالية من المحافظة يعرف ان الاحزاب كانت تستولي على 40 او 50 بالمائة من استحقاقات الشركات والمقاولين وتتقاسمها في اتفاق معروف .. والانكى من ذلك حصصها المتحققة من المقاولات الكبرى التي كشفت عنها التقارير عبر اللجان الاقتصادية سيئة الصيت.
ان الفساد والإفساد يتوسع اليوم عبر افساح المجال لرجالات النواب المعروفين في اثارة الفوضى في عمل الدولة، من خلال مطالبات بجلب مسؤولين ووزراء الى المجلس لإستجوابهم حول مزاعم عن تقصيرهم بل ان احد النواب هدد في بيان – نشرته المواقع التابعة لجماعته – الوزراء في حال لم يستجيبوا لطلباته وهو نائب لا يزال كما يقال بـ « البيضة « فالمجلس لم ينشط بعد للاسباب المعروفة وهو لم يأت من خلفية تقنية متخصصة بل من جماعة ميليشياوية تعترف انها جديدة على الساحة .. ثالث النواب هنا من خلفية « سنية « يهاجم وزيراً لأنه اقدم على اعفاء موظفين اثنين واستبدالهما بخير منهما .. وهذ الصنديد معروف انه مقاول نشيط في مجال اقتناص المقاولات بالإبتزاز من الوزراء كما كشف مجلس النواب السابق، ومعروف ايضا بالمشاركة مع مناضلين امثاله من جماعات فساد اخرى ..
لم يمض وقت على بدء نشاط الحكومة والعراق يعاني من غيابها ولكن هؤلاء وامثالهم كثر باشروا الحملات التسقيطية السقيمة معتمدين على ان نوعهم لا يزال سائداً ومسيطراً على حياتنا، وهم يستخدمون وسائلهم في مهاجمة المؤسسات ليتغدوا بها قبل ان تتعشى عليهم .. ولعلنا لا ننسى المفاسد التي جلبوها علينا في الماضي في استجواب وزراء صالحين واسقاطهم من خلال التصويت ..
ان المرحلة الحالية ، وهذه رسالة للحكومة والبرمان ، تقتضي ان نتابع نشاط هؤلاء النواب بشرط واحد هو ان لا يجري اسقاط الوزراء بالتصويت السقيم والمريض بل من خلال مناقشة ردود الوزراء والمسؤولين والسماح لكلمة الحق ان تعلو .. كما ان على الحكومة ومجلس النواب ان يحرم المفترين من اعضاء مجلس النواب من الاستمرار بعضويتهم .. والعمل على التنسيق مع القضاء العراقي لتدقيق ملفات الاستجواب بما يضمن الإصلاح والعمل السليم ..
نقول هذا للأننا شهدنا كيف استخدم حق الاستجواب في غير موقعه وكيف كانت الكتل السياسية تتوافق على وزير من كتلة ما لأسباب كيدية ولا يؤخذ بالاعتبار دفاعه عن نفسه.
اسماعيل زاير
العدالة لمواجهة المفترين
التعليقات مغلقة