للعراق أن يفخر بإنجازه التاريخي في إسقاط داعش وهزيمة مشروعها الظلامي في بلدنا الحبيب. هذه العصابة الفاجرة كانت لتلتهم كل ما هو إنساني وبشري وحضاري ومشرّف للعالم كله لولا درعنا العسكري الرائع. هذا الدرع الذي تعرض الى تخلخل في موازنته قبل عام 2014.. وسمح للقتلة والإرهابيين في التغلغل الى أجسادنا وأوشك أن يطفئ جذوة الأمل والحياة في العراق كله. ونذكر كلنا كم كنا محبطين ومهزومين في دواخلنا تلك الأيام السوداء. بل أن بعض العرب والأشقاء والحلفاء غسلوا أياديهم منا وتركونا أمام ذلك الوحش الشرس الذي أصاب بعض قواتنا المسلحة بالرهبة بعد أن كان يضرب بها المثل في الشجاعة والبأس.
تلك الأيام ولّت وصارت ذكرى متلاشية مع ازدهار الأمل مجدداً، وصار العالم اليوم يدرس تكتيكات قواتنا وبأسها وشجاعتها ويقف متعجباً مندهشاً مما قمنا به من بطولات واجترحناه من معجزات. ولكن الحقيقية الأهم هي أن من بيننا رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه ورفعوا راية العراق وقبلوا التحديات لمحو ما سطرته أيام الموصل وتكريت وغيرهما.
هؤلاء الرجال أثبتوا ببطولاتهم وعقليتهم المتقدمة وإقدامهم أن العراق مرّ من محنة رهيبة ولكنه لم ينهار أو يتوقف عن المقاومة. كنت قد تشرفت بلقاء شخص طالما اعتززت به في الماضي وطالما تلهفت الى رؤياه والاستماع الى حديثه، ألا وهو الفريق الركن طالب شغاتي. هذا المعلم الكبير والقائد الميداني المحنك الذي كان واحداً من المجموعة الأبطال الذين دحروا داعش وقبروا مشروعها في العراق الى جانب نخبة رائعة من القيادات التي رفعت رأس العراق عالياً. إنني اتحدث عنه اليوم وسيكون من واجبي أنا وإخوتي وزملائي الإعلاميين ان نتحدث عن البقية ولا ننساهم أو نمر على إبداعهم وإنجازهم مرور الكرام. فهؤلاء خطّوا بعرق جباههم وصمودهم ومثابرتهم وقيادتهم الميدانية المشهودة انتصار العراق على داعش ومسحوا الى الأبد عار من سبقهم وسلّم أراضي العراق ومدنه وشعبه في ثلث البلاد.
لقد كنا شماتة للآخرين لولا هؤلاء وفي مقدمتهم الفريق الركن طالب شغاتي حتى الولايات المتحدة التي ترتبط بالعراق بمعاهدة استراتيجية للدفاع عن أمنه ومكانته تخلت عنا وعدّوا أن ما حصل في السادس من حزيران في الموصل نتيجة نهائية لا يمكن إصلاحها وعكس نتائجها على الأرض على يد القوات العراقية آنذاك. ولكن شغاتي وقيادته أقنعت الأميركان وقتها بأن الأمر الواقع الميداني سيتغير وسينهض العراق من كبوته كما قال الفريق للقيادة الأميركية. والذي حصل أنهم شاركوا أركان حرب الفريق شغاتي المقرات ليروا أن التيار ينعكس وموجة داعش تنحسر وأن القوات العراقية المشتركة حولت غضبها العارم الى خطط عسكرية ملموسة وناجحة استعادت معها المناطق المحتلة من قبل الإرهابيين.
وكانت أول أهداف الفريق طالب شغاتي هو ضبط تماسك القوات في الجبهة ومنع تسلل داعش الى سامراء.. وقاد الفريق بقوة حمايته البالغة خمسين شخصاً فقط الهجوم على داعش في تكريت رغم تأخر بقية القوات المنتدبة لتنفيذ الصولة وأمر قوته بالتقدم حتى الوصول الى مركز المحافظة. ووصف لنا شغاتي ما حصل في ذلك الوقت قائلاً إن داعش انهارت ولم يواجه قوته الصغيرة أية مقاومة جدية ووصلت الى هدفها الأمر الذي لم يصدقه رئيس الوزراء الدكتور العبادي وهنأه على الإنجاز. داعش لم تواجه قواته التي شكلتها عشر همرات فقط ولاذت بالفرار.
بوسعنا المضي بعيداً في وصف ما قامت به القوات العراقية حينذاك ولكننا ننتظر مساحة أكبر لنتحدث عن بطولات الفريق طالب شغاتي ورفاقه الأبطال.. ولكننا اليوم نشعر بالفخر والاعتزاز بهذا القائد الملهم وسننتظلر أقرب فرصة للحديث عن بقية القيادات.. وهو لا ينفك يكرر اعتزازه بدور أبطاله وأركانه ولكننا اليوم نضع إكليلاً من الغار على جبين الفريق طالب شغاتي ونعده جوهرة من جواهر جيشنا العظيم.
اسماعيل زاير
الفريق طالب شغاتي جوهرة العراق
التعليقات مغلقة